"فسيفساء القدس" عرض مسرحي في أزقة القدس القديمة

القدس - قدم مسرحيون فلسطينيون عرضا مسرحيا مُبهرا باسم “فسيفساء القدس”. واستخدم الممثلون شوارع وأزقة وحواري القدس القديمة كخشبة مسرح للعرض الجوال الذي أبهر الجمهور أثناء تجوله وراء الممثلين طوال مدة العرض، وأعرب عن إعجابه الشديد بكل ما تلقاه خلاله من معلومات فنية وثقافية تتعلق بتاريخ المدينة المقدسة والحضارات التي مرت عليها وبالموسيقى التي تمس أوتار القلوب.
وربطت مسرحية “فسيفساء القدس” ماضي المدينة بحاضرها؛ وذلك باستخدام الموسيقى والرقص والأداء، مما خلق فرصة الترويج للمدينة كوجهة سياحية مهمة.
والمسرحية من إنتاج المسرح الوطني الفلسطيني “الحكواتي”، بالتعاون مع منظمة برو تيرا سانتا، وهي جمعية غير حكومية وغير ربحية تستهدف بشكل رئيسي دعم العمل والمبادرات التي يقوم بها الفرنسيسكان في حراسة الأراضي المقدسة.
وقال الممثل وكاتب المسرحية حسام أبوعيشة “العمل الفني اسمه ‘فسيفساء القدس’، من كلمة فسيفساء.. نتحدث عن فسيفساء المدينة البشرية وفسيفسائها التاريخية. مرت على هذه المدينة 21 حضارة كلها تركت أثرا موجودا هنا فيها، وتوالي هذه الحضارات خلق أناسا متعلقين بها”.
وتتناول المسرحية قصة حب بين بشير، ابن صاحب مقهى، العائد من بيروت بعد حصوله على درجة البكالوريوس في المحاسبة خلال صيف 1966، وبسمة، ابنة أحد أغنى العمال في المدينة، وانتهت باندلاع حرب يونيو 1967.
وقالت جورجينا عصفور، صاحبة الفكرة ومخرجة العرض، “من التقاليد التي كثيرا ما كانت مذكورة في البحث تقاليد الزواج، ومن هنا أتتني فكرة قصة الحب لأنه حسب رأيي نحن في هذا البلد بحاجة إلى الحب، نحن من دون الحب لا نستطيع أن تستمر، سواء كان حبنا لبعضنا البعض أو لبلدنا، لوطننا”.
وقالت الممثلة فاطمة أبوعالول عن العرض “أكثر ما يميز هذا العرض أنه تم في الشارع وليس في مسرح مغلق، ففيه تحد كبير وقوي، وفيه أيضا شيء ممتع لأن المتفرج سيتفاعل مع كل الأشياء حوله، مع الضجة، مع الناس الذين يدخلون العرض”.
وقال رائد سعيد، مؤلف موسيقى المسرحية، “الموسيقى هذه تختلف لأنها مستوحاة من البلدة القديمة، وأنا من البلدة القديمة، والعمل موجود في البلدة القديمة. طبعا تصبح الأمور مختلفة عندما نقدم العرض داخل البلدة القديمة ويكون حيا داخل القدس”.
وقد أعرب الكثير من المتابعين عن سعادتهم البالغة بالعرض الذي مس شغاف قلوبهم وأسعدهم.
من هؤلاء يزن يونس الذي قال “فكرة عبقرية جدا، يكفي أن نمشي في البلدة القديمة ونسمع لغتنا العربية وكلمات عربية ومصطلحات تاريخية ونمشي في شوارعها ونرى بيوتها ومساجدها وكنائسها، لقد كان شيئا جميلا ومبهجا، يعني دمج تاريخنا ووضعنا الحاضر”.
وسيقدم العرض أربع مرات خلال شهر أغسطس الجاري، ويأمل القائمون عليه أن يستمر إلى سبتمبر المقبل.
ومعلوم أن وضع القدس ما زال من بين أبرز العقبات أمام التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. فإسرائيل تزعم أن القدس عاصمة موحدة لها بينما يريد الفلسطينيون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المستقلة والمستقبلية.