فريق سيف الإسلام القذافي يوقف أنشطته السياسية في مصر

طرابلس - أعلن الفريق السياسي لسيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، اليوم الاثنين، وقف أنشطته السياسية والإعلامية في مصر "تفاديًا لأي حرج قد يحدث حين تختلف وجهات النظر في بعض القضايا"، مشيرا إلى أن سيف الإسلام سينتقل للإقامة في دولة أخرى دون أن يحددها.
جاء ذلك بحسب بيان باسم "الفريق السياسي للمترشح الرئاسي سيف الإسلام معمر القذافي"، تناقلته مواقع إخبارية ليبية.
وذكر البيان أنه سيتم نقل أنشطة سيف الإسلام وأدواته ومؤسساته إلى "دول صديقة أخرى"، قال إنها رحبت باستضافته وتعهدت بمنحه كامل الحرية في العمل السياسي والإعلامي انطلاقًا من أراضيها.
وأشاد البيان بمصر بقوله "ما زلنا نتذكر كيف تغيرت ظروف الليبيين إلى الأفضل بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في جمهورية مصر العربية، وكيف انعكس هذا التغيير إيجابيًّا على الوضع في ليبيا".
وأكد "نعي جيدًا أن حكومة جمهورية مصر العربية يهمها استقرار الأوضاع في ليبيا، وأن ما يحدث في ليبيا يؤثر أمنيا واقتصاديا على مصر الشقيقة، كما تهمنا نحن مصلحة بلادنا وشعبها".
وتوجه البيان بالشكر إلى الشعب المصري "الذي تميز دون غيره من الشعوب الجارة لليبيا باستضافته لمئات الآلاف من الليبيين الذين هُجِّروا من ديارهم عام 2011".
وأكد أن "ليبيا باقية"، وأن "العملاء الذين مكنتهم الدول الغربية في ليبيا مصيرهم إلى زوال"، بحسب وصف البيان.
وكانت قناة ليبيا الأحرار، الذراع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، قد نقلت عن عبدالله عثمان رئيس الفريق السياسي لنجل القذافي قوله مساء الأحد إن السلطات المصرية منعت المواقع الإعلامية المحسوبة على تيار سيف الإسلام القذافي.
وأضاف عثمان أن السلطات المصرية حذرت المواقع الإعلامية من نشر أي شيء عن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر وعائلته أو عن رئيس مجلس إدارة "المؤسسة الوطنية للنفط" فرحات بن قدارة.
وتشير هذه التصريحات إلى أن القاهرة بدأت تسحب دعمها ترشيح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة، بعد أن كانت دعمته في 2021 عندما استقبلته قبل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021.
كما لا يستبعد أن تكون الزيارة التي قام التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي قد ساهمت في تعديل موقف مصر وتركيا من الملف الليبي.
فقد قال الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي إنه وأردوغان "أكدا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي، بما يساعد في عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجًا يحتذى به".
ويبدو هذا التحول الجديد في العلاقات بين تركيا ومصر بدأ يلقي ظلاله على المشهد السياسي في ليبيا، إذ لم تعد مصر بحاجة إلى دعم حفتر بعد أن تخلصت من هواجسها الأمنية على حدودها الغربية، كذلك لم تعد تركيا بحاجة إلى خدمات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة بعد أن فشلت في الحصول على اتفاقيات طويلة المدى في مجال الطاقة والتنقيب.
ويعتقد أن التسوية السياسية، والتهيئة لاستقرار سياسي في ليبيا، يخدم مصالح الطرفين، أكثر مما يخدمها وجود حكومتين وجيشين وبرلمانين. فمصر وتركيا تتطلعان إلى علاقة رابح – رابح مع الشركاء في ليبيا، بعيدا عن منطق التنافس الذي أفسد العديد من الفرص لكلا الطرفين.