فرنسا تضيء مزاراتها السياحية ليلا

وسيلة جديدة لجذب الآلاف من الزوار مع اقتراب فصل الشتاء بتنظيم زيارات ليلية تعتمد على لعبة الإنارة.
الأحد 2023/11/26
ويحلو السهر

في الوقت الذي يرتبط فيه الليل عند السياح بالسهرات في المطاعم والنوادي الليلية، تحاول فرنسا تنشيط الحركة السياحية بشكل مختلف من خلال إضاءة مزاراتها السياحية في باريس والمدن الكبرى لتشجيع الزوار على الجولات الليلية.

باريس - تلجأ مواقع ثقافية وسياحية عدة في المدن الفرنسية الكبرى إلى وسيلة جديدة لجذب عشرات الآلاف من الزوار مع اقتراب فصل الشتاء تتمثل في تنظيم زيارات ليلية تعتمد فيها على لعبة الإنارة لإضفاء المزيد من الرونق على ما توفّره من محتويات بالطريقة التقليدية. وفي جولة بعنوان “دغل في الطريق إلى الإضاءة”، يتنقّل زوار “حديقة النباتات” في باريس بين الحيوانات متعددة الألوان حول شجرة منغروف مضيئة ضخمة.

وتشكّل الجولة المتاحة حتى يناير 2024 أحد الأنشطة التي يقيمها خلال السنة الموقع المتخصص في العلوم الطبيعية. وقد تشهد الجولة التي تقام هذه السنة للمرة الخامسة تسجيل أرقام قياسية جديدة لها، إذ تراوح عدد المشاركين فيها بين 260 و300 ألف في المتوسط خلال شهرين، مقارنة بـ900 ألف زاروا في تسعة أشهر قاعة “لا غراند غاليري دو ليفولوسيون” التي تتناول التطور البشري.

ولاحظ مدير الحديقة سيريل روغيه أن شباباً “تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما باتوا يزورون الحديقة إلى جانب الجمهور العائلي المعتاد”، وأوضح أن “الجولة تستغرق ساعة، وتصل إلى ساعتين إذا خصص الزائر وقتاً لقراءة الشروح العلمية للحيوانات باللاتينية”. وصمم علماء المتحف المسار استناداً إلى الحيوانات الموجودة في “كتاب الأدغال” لإظهار التنوع الحيوي الكبير لهذه البيئة في مختلف أنحاء العالم.

وفي الطرف الآخر من باريس، يتوقع متنزه “بارك دو لا فيليت” حضور ما بين 200 و300 ألف زائر للمعرض الضوئي في الهواء الطلق “الفن في الطبيعة”، وهو عرض بالصوت والضوء حول أعمال سالفادور دالي. وتضفي لعبة الضوء حياةً على الحلزون العملاق والبيض وسواها من الأعمال، فتغمر الزائر في عالم الفنان الإسباني الذي يشبه الحلم.

متنزه "ارك دو لا فيليت" يتوقع حضور ما بين 200 و300 ألف زائر للمعرض الضوئي في الهواء الطلق "الفن في الطبيعة"
◙ متنزه "ارك دو لا فيليت" يتوقع حضور ما بين 200 و300 ألف زائر للمعرض الضوئي في الهواء الطلق "الفن في الطبيعة"

وقال إيناكي فرنانديز رئيس شركة “لِتس غو” الإسبانية التي ابتكرت معرض “لا فيليت” إنه “مزيج جديد تماماً يمثل تجربة فنية سريالية وعرضاً يصلح لنشر الصور على إنستغرام”، مشيراً إلى أن مليوني زائر يأتون إلى إسبانيا للاطلاع على تجهيزات مماثلة.

أما متنزه "حديقة التأقلم" في غرب باريس، فيتفوق بجولة بعنوان "تنينات وفوانيس" يوفرها من 15 ديسمبر إلى فبراير 2024، وهي مستوحاة من رأس السنة الصينية وفولكلورها، وصنعها حرفيون من شنغهاي. ويمتد المسار على أكثر من 30 ألف متر مربّع. وتقف وراء المنحى السياحي شركات متخصصة تصدّر تصاميمها التجهيزية إلى كل أنحاء أوروبا، ومنها شركة "تشاينا لايت" من مدينة تسيغونغ بمقاطعة سيتشوان (وسط الصين) مهد مهرجانات الفوانيس.

وشرحت المسؤولة في الشركة شينوين أن "السكان راحوا تدريجاً، مع تراجع صناعة الملح التي تمثل مصدر الدخل الرئيسي في المدينة، يصدّرون حرفة صناعة فوانيس الخيزران إلى كل أنحاء الصين في ثمانينات القرن العشرين".

وأوضحت أن الجيل التالي، مع بدء توافر مصابيح "لِيد"، تمكن من تصدير هذه الصناعة “إلى المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا"، حيث لاقت رواجا شديدا ترافق مع "فصلها عن الثقافة الصينية" وتطوير المفهوم بطريقة فنية أكثر.

وتلقفت هذه الموضة شركة "كريسماس غاردن دويتشلاند" الألمانية المعتادة على المشاريع الخارجية، من لندن إلى روما، فطبقت مفهومها للإضاءة هذا الشتاء في 21 موقعا، منها باريس. ويتضمن موقعها "أضواء السين" في باريس محطات مضاءة مناسبة لالتقاط الصور يبدو برج إيفل في خلفيتها، أو عرض "المياه والليزر" حول الشلال الكبير.

ورأت المسؤولة في الشركة إيزابيل كروبي أن نجاح الأعمال التجهيزية يعود إلى "التجربة الشاملة" التي تتيحها بالصوت والضوء والتي توفّر "الكثير من خيارات التقاط صور السيلفي الشخصية" والاستمتاع بما لذ وطاب من الطعام والمشروبات.

غير أن المشكلة تكمن في أن كلفة النزهات مرتفعة بالنسبة للعائلات، إذ تتراوح بين 15 و20 يورو للشخص البالغ. كذلك تبرز مسألة تتعلق بالأثر الكربوني، مع أن المواد المستخدمة (المعدن والقماش القابل لإعادة التدوير) وصف بأنها قابلة لإعادة الاستخدام، والمصابيح الموفّرة تحدّ من الاستهلاك.

◙ معالم تاريخية

18