فرقة محجّبات تعتنق العالمية بفضل الهيفي ميتال

الهيفي ميتال لون من ألوان موسيقى الروك يمتاز بقوة الموسيقى وحريتها من القيود، وتختلف كلمات الأغاني من نوع إلى آخر.
الأحد 2021/06/06
طريق الشهرة أسهل من إقناع الأهل والأصدقاء

نجحت ثلاث فتيات مـحجبات من إندونيسيا في إسماع موسيقى الهيفي ميتال داخل بلدهن وخارجه، متحديات رفض محيطهن لهذا الاتجاه، ويأملن أن تصل موسيقاهن إلى العالمية بفضل بوابة المهرجانات والتعاون مع أشهر فرق الروك.

جاكرتا – تعد فرقة “في.أو.بي” بأعضائها من المحجبات من أشهر نجوم الروك بين معجبيها، لكن فرقة الهيفي ميتال الإندونيسية المكونة بالكامل من النساء واجهت ولا تزال معركة أكثر صرامة في الفوز بإقناع عائلاتهن.

وقضى الثلاثي النسائي المكون لفرقة “فويس بايسبروت” سنوات في صقل مهاراتهن من خلال المهرجانات الموسيقية التي تم تنظيمها في أنحاء مختلفة بأكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم منذ تشكيل فرقتهن في عام 2014.

والهيفي ميتال لون من ألوان موسيقى الروك يمتاز بقوة الموسيقى وحريتها من القيود، وتختلف كلمات الأغاني من نوع إلى آخر وتتحدث خصوصا عن المشكلات الاجتماعية والسياسية والموت والحزن. ويواجه الميتال الرفض من كثير من فئات المجتمع لزعمها بأنه موسيقى شيطانية.

وواجه اختيارهن لنوع الموسيقى معارضة من أفراد أسرهن والمعلمين والجيران الذين تربط آراؤهم التقليدية موسيقى الروك بالانحلال الأخلاقي والمخدرات وممارسة الجنس، وتابعن شغفهن رغم انتمائهن إلى إقليم جاوة الغربية المحافظ.

وقالت عازفة الغيتار ويدي راحماواتي خلال جلسة عزف مؤخرا “بسبب موسيقى الميتال، لدي الشجاعة للتعبير عن رأيي والثقة لأكون مختلفة”.

وأضافت راحماواتي (19 عاما) “عندما أكون على خشبة المسرح، يمكنني التعبير عن نفسي دون القلق بشأن القواعد التي يتوقع الناس مني اتباعها”.

وكان من شأن الامتثال لهذه القواعد أن يجبر الفتيات الثلاث على الزواج بعد المدرسة الثانوية مباشرة.

وأشارت المغنية وعازفة الغيتار فيردا مارسيا كورنيا إلى أن “والدها أخبرها أن الدراسة غير مجدية، ناهيك عن تشغيل الموسيقى”.

وتابعت كورنيا البالغة من العمر 20 عاما “قالوا إنني بمجرد أن أتزوج، لن يطلب مني زوجي المستقبلي قراءة الكتب، ولكن أن أطهو أو أنظف المنزل بدلا من ذلك”.

Thumbnail

وانتصر في نهاية المطاف تصميم الثلاثي العنيد على آبائهن المتشككين وانتقلن إلى العاصمة جاكرتا العام الماضي لصقل مواهبهن.

وأكدت كورنيا “الموسيقى طريقنا للسعادة التي نتشاركها مع الآخرين (…) نحن نكون في غاية الامتنان عندما ندرك أن الجمهور التقط رسالة من موسيقانا”.

ويأتي انتقال الفرقة إلى المدينة الكبيرة بعد أغنية فردية شهيرة لعام 2018 بعنوان “ثورة المدرسة”، والتي استهدفت نظام التعليم الصارم في إندونيسيا.

ويركز الكثير من كتابات الأغاني هذه الأيام على دور المرأة والقضايا البيئية.

وقال الخبير الموسيقي يوكا ديان ناريندرا إن انتقادات فرقة “في.أو.بي” للقيم الاجتماعية المحافظة يتردد صداها عبر الحدود ويمكن أن تكسبها جمهورا دوليا أكبر، مضيفا “الفرقة هي انعكاس لتيار الفتيات المسلمات في إندونيسيا”.

وجذبت “في.أو.بي” الانتباه الدولي لأول مرة عندما لفتت مقاطع الفيديو عبر الإنترنت الخاصة بهن عازف الغيتار في فرقة نيرفانا كريست نوفوسيليك، ومايكل “فلي” بالزاري من فرقة الروك الأميركية “ريد هوت شيلي بيبرز”، وعازف الغيتار توم موريلو من “ريج أغينست ذا ماشين”.

وصرحت كورنيا “لم نتوقع أبدا” هذا النوع من الاهتمام، “شعرت وكأنه حلم”.

وقدمت الفرقة العديد من الحفلات الموسيقية عبر الإنترنت منذ أن أدت جائحة فايروس كورونا إلى إغلاق معظم الرحلات عبر الحدود، بما في ذلك مهرجان “واو يو كاي” في إنجلترا وغلوبال جاست ريكوفوري غاذرينغ.

وتأمل الفتيات أن يحجزن بفضل نغماتهن القوية مكانا في مهرجان الموسيقى الأميركية من الدرجة الأولى كوتشيلا ذات يوم، وفرصة التعاون مع فرقتهن المفضلة “سيستم أوف أ داون”.

وقال أعضاء الفرقة النسائية إنهن في غضون ذلك “سيواصلن في إلهام النساء في مسقط رأسهن، حيث تقوم الكثيرات منهن بأعمال زراعية قاسية”.

ولفتت عازفة الطبول أويس عائشة إلى أنه “تتم معاملة النساء هناك كمواطنات من الدرجة الثانية”، ومع ذلك “هناك الكثير من السيدات القويات في قريتنا”.

ويشار إلى أن الفرق النسائية الغنائية لا تعد بأمر جديد في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم، ولكن عادة ما ترتدي الفتيات أزياء غربية، بينما تحافظ راحماواتي وكورنيا وعائشة على أغطية رؤوسهن وقمصانهن بأكمام طويلة، مشددات على أنهن يردن أن يظهرن أنه رغم أنهن يعزفن موسيقى الميتال، لم يتخلّين عن هويتهن والتزاماتهن كمسلمات.

Thumbnail
Thumbnail
Thumbnail
24