فرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى الشعور بالتعب

أوهايو (الولايات المتحدة) - أكدت مؤسسة “كليفلاند كلينك” على أن فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق، تماما على غرار ما يحدث في حال خمول الغدة.

وأوضح أطباء الغدد الصماء أن فرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى زيادة التمثيل الغذائي، مما يتسبب في استنزاف طاقة الجسم والشعور بالإرهاق والإجهاد، فضلا عن المشاكل التي تصاحب النوم، وهو ما يزيد الأمر سوءا.

وأضاف الأطباء أن الفارق بين الشعور بالتعب الناجم عن قلة النوم أو المجهود العادي، والتعب والإجهاد الناجم عن خلل في الغدة الدرقية يعرف من خلال الاستمرارية؛ حيث يشعر المصاب بالتعب الدائم، حتى بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، مع كونه أكثر حدة من التعب الناتج عن المجهود البدني.

ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب فرط نشاط الغدة الدرقية اعتلال المزاج، وضعف العضلات وآلام تظهر فيها، مع صعوبة التركيز.

وتجدر الإشارة إلى أن الغدة الدرقية هي عبارة عن جسم يأخذ شكل الفراشة في الرقبة بجانب القصبة الهوائية والمريء، ولها دور هام في عمليات التمثيل الغذائي وتنظيم العديد من الوظائف الخاصة بالجسم، فضلا عن درجة حرارة الجسم.

ويحدث فَرْط نشاط الغدة الدرقية عندما تنتج الغدة كمية كبيرة من هرمون الثايروكسين. وقد يسبب فَرْط نشاط الغدة الدرقية زيادة سرعة الأيض، وينتج عنه فقدان الوزن غير المقصود وسرعة وعدم انتظام ضربات القلب.

وتوجد العديد من طرق علاج فَرْط نشاط الغدة الدرقية. ويستخدم الأطباء الأدوية المضادة للدرقية واليود المشع لإبطاء إنتاج الهرمون الدرقي. وفي بعض الأحيان، يتضمن العلاج إجراء جراحة لإزالة الغدة الدرقية بأكملها أو جزء منها.

وبالرغم من أن فَرْط نشاط الغدة الدرقية قد يكون خطيرًا إذا تجاهله الشخص، فإن معظم الأشخاص تكون استجابتهم جيدة بمجرد تشخيص الحالة وعلاجها.

ويمكن أن يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية (فَرْط الدرقية) بسبب عدد من الحالات، ويشمل ذلك داء غريفز وداء بلامر، والتهاب الغدة الدرقية.

والدرقية عبارة عن غدة صغيرة على شكل فراشة في قاعدة الرقبة. ولها تأثير كبير على الصحة. وتعمل الهرمونات الدرقية على تنظيم جميع جوانب عملية الأيض الخاصة بالفرد.

وتُفرِز الغدة الدرقية هرمونين اثنين هما الثايروكسين وثلاثي يود الثيرونين، واللذين يؤثران على كل خلية في الجسم، ويحافظان على معدل استخدام الجسم للدهون والكربوهيدرات، ويساعدان في ضبط درجة الحرارة، ويؤثران على معدل ضربات القلب، ويساعدان على تنظيم إفراز البروتين. وتُفرِز الدرقية أيضًا هرمونًا يساعد على تنظيم مقدار الكالسيوم في الدم (الكالسيتونين).

ويُشخَّص فرط نشاط الغدة الدرقية باستخدام التاريخ الطبي والفحص البدني.

وأثناء الفحص، قد يحاول الطبيب اكتشاف وجود رعشة خفيفة في الأصابع عند تُمدِّدها، وردود الفعل النشطة، وتغيُّرات العين، ودفء البشرة ورطوبتها. ويفحص الطبيب كذلك الغدة الدرقية لدى المريض عند عملية البلع، لاكتشاف تضخمها أو انتفاخها، أو رخاوتها من عدمها، والتحقق من النبض لمعرفة حالة سرعته أو انتظامه.

ويمكن تأكيد التشخيص عبر اختبارات الدم التي تقيس هرمون الثايروكسين والهرمون المستحث للغدة الدرقية. وتشير النسب الكبيرة من هرمون الثايروكسين، ومن انعدام أو انخفاض نسب “تي.أس.إتش” إلى وجود فرط نشاط في الغدة الدرقية. وكمية “تي.أس.إتش” هي الرقم الأهم؛ لأنه الهرمون الذي يشير إلى أن الغدة الدرقية تنتج المزيد من هرمون الثايروكسين.

وهذه الاختبارات ضرورية، لاسيما لكبار السن الذين قد لا تظهر عليهم الأعراض الكلاسيكية لفرط نشاط الغدة الدرقية.