فرسان ورموز في فن بوركينا فاسو الصخري

الفن الصخري مترسخ في ثقافة الأفارقة منذ القدم.
السبت 2021/12/18
تاريخ أثري كبير

واغادوغو - يعود تاريخ الفن الصخري في ساحل بوركينا فاسو إلى ما قبل القرن الثاني عشر الميلادي، وتمتد مواقعه إلى مناطق شاسعة حدودية في كل من مالي والنيجر، وتتضمن مشاهد من القنص من بينها فرسان ومحاربون، بالإضافة إلى أشكال بشرية وحيوانية مختلفة.

ويضم الفن الصخري مكونين رئيسيين هما النقوش والرسوم، وتأتي النقوش في الصدارة وتنجز بواسطة الحفر والتآكل على الجدران الصخرية وتغطي مجموعتين جغرافيتين أساسيتين في الشمال والغرب.

وتتوزع مجموعة الشمال على“بوبى - مانغاو” و”آربيندا” و”ماركوي” في حين تتواجد نقوش الغرب الصخرية في مواقع “بورودوغو” و”ويمبايا” و”دراماندوغو”.

وتشير الموضوعات السائدة في المجموعة الأولى إلى عالم الحيوانات والنباتات بالإضافة إلى بعض الرسوم الهندسية المجردة المتناثرة هنا وهناك، على عكس المجموعة الثانية التي يطغى فيها التمثيل المجرد.

وبحسب الأبحاث، فإن الموضوعات المتناولة في “بوبى - مانغاو” متقاربة جدا مع تلك الموجودة في موقع “آربيندا”، حيث يمثل نقش الفارس القاسم المشترك بينهما إلى جانب الحيوانات والإنسان، ويزخر موقع “آربيندا” بالأشكال الهندسية وأكثرها يمثل رماحا مثلثة الحافات وتنتهي بمقابض طويلة.

وفي الموقع الثالث من مجموعة الشمال وهو “ماركوي”، تتوزع النقوش على الحجر على شكل نتوءات صخرية تتعالى شيئا فشيئا كلما اقتربت من الجنوب لتشكل تكتلات مبعثرة تأخذ أحجاما كبيرة في بعض الأماكن.

ويقول الباحثون إن هذه التكتلات الصخرية المنقوشة بموضوعات محددة تتوزع إلى ثلاث فئات مختلفة تتمثل أولاها في المنطقة المحيطة بنتوءات “صوربايا” المرتفعة قليلا عن سطح الأرض والمتميزة بكثرة الموضوعات المجردة من قبل عالم النباتات، وتكثر في هذا المكان الأشكا الحلزونية وبعض الزواحف، خاصة السحالي والسلاحف.

أما الفئة الثانية الموجودة في “تونديادو” فهي تقتصر على النقوش المتعلقة بالأشكال الهندسية.

 والفئة الثالثة وهي الأكثر ارتفاعا فتضم عظام الكتل الصخرية حول منطقتي “توندو لوكو” و”توندو باندا”وتكثر فيها الحيوانات مثل الخيول والطيور.

20