فرحة المصريين في رمضان فرحتان بين السيدة والحسين

المئات من الأسر المصرية تلتف حول مائدة الإفطار يوميا وسط مدد روحي في محيط مسجدي السيدة زينب والحسين لتضفي على المشهد طابعا شديد التميز في البلاد.
الاثنين 2018/06/04
روحانيات وبهجة

القاهرة - في محيط مسجد السيدة زينب بالحي الذي يحمل اسم صاحبة المسجد والضريح، تلتف المئات من الأسر المصرية حول مائدة الإفطار يوميا وسط مدد روحي متواصل بالصلاة والجلسات الدينية وحلقات الذكر حتى صلاة الفجر.

وينسب المسجد للسيدة زينب بنت الصحابي الجليل والخليفة الراشدي علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد (ص) وأحد أبرز رموز الدين الإسلامي، ويعدّ مسجد السيدة زينب واحدا من أكبر وأشهر مساجد مصر، ومن بين أبرز مقاصد السياحة الدينية والمزارات الإسلامية في البلاد.

ويتخذ المسجد مكانة بارزة في وجدان مسلمي مصر، إثر انتشار رواية تؤكد أنه بُني فوق قبر السيدة زينب حفيدة الرسول (ابنة السيدة فاطمة الزهراء) التي استقرت في القاهرة أواخر حياتها.

ولا يُعرف على وجه الدقة تاريخ بناء مسجد السيدة زينب.

والمسجد ذائع الصيت الذي تقصده حلقات الذكر الصوفية ومريدوها، يشهد سنويا إقامة مولد شعبي يُلقب بـ”مولد أم العجائز”، في أبريل، حيث يزين حرم المسجد بالأنوار والخيام والألعاب الشعبية.

وبحكم موقع المسجد المميز في أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، يعدّ ملتقى لجموع المصريين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية في شهر رمضان، حيث تتوافد المئات من الأسر المصرية من أقصى البلاد إلى أدناها لتناول وجبتي الإفطار والسحور على وقع المباركة بظلاله.

وعلى مسافة بضعة كيلومترات، يجد المصريون مددًا روحيا آخر في رحاب مسجد الحسين، وسط القاهرة، والذي يتخذ شهرة دولية تتجاوز نطاق مصر والعالم العربي.

ورغم كثافة الإقبال على المسجد طوال العام، إلا أنه يكتسب بقدوم شهر رمضان، أهمية خاصة حيث يتحوّل إلى مزار سياحي للمصريين والأجانب من مختلف الديانات، نظرا إلى وجوده في منطقة عامرة بالتراث والآثار الإسلامية.

ويتوسط مسجد الحسين (شيد عام 1154 ميلادية في عهد الفاطميين) حي يحمل اسم المسجد ذاته أيضا، وهو محاط بمنطقة خان الخليلي السياحية والجامع الأزهر، وعدد كبير من البازارات والمقاهي والمطاعم السياحية. و

يتميز حي الحسين بأصالة مبانيه التاريخية التي تعود للعصرين المملوكي والعثماني المنحوت جمالهما على واجهات وجدران المباني الأثرية، التي تجتذب أنظار السائحين من مختلف دول العالم.

والحسين أحد أقدم مساجد القاهرة ويعد من أهم الأماكن الإسلامية المقدسة، إذ تنتشر رواية أنه يضم ضريح حفيد الرسول الإمام الحسين (يقال إن رأسه فقط مدفونة بالضريح)، كما يحتوي على عدد من المقتنيات الأثرية، منها أقدم نسخة من القرآن.

يقول معروف عبدالقادر، إن أسرته تعتاد زيارة الحسين سنويا في رمضان، لما تشمله الزيارة من روحانيات ومتعة وترفيه تستمر قبل صلاة المغرب وحتى فجر اليوم التالي.

والمسجدان يتميزان بوجود لافت لأتباع الطرق الصوفية، حيث يمارسون فعالياتهم وأذكارهم والتمتع بالروحانيات، من خلال “الحضرة” (جلسة ذِكر يعقدها الصوفيون عقب صلاة العشاء)”.

ولم يقتصر تميز المسجدين التاريخيين على الأجواء الدينية والروحية فحسب، بل ترسخا في الذهنية الجمعية للمصريين بعد أن جمعهما أغنية شهيرة شدا بها المطرب الشعبي محمد عبدالمطلب في ستينات القرن الماضي، تعبر عن طريق يعبره الحبيب من منزله لمنزل حبيبته يوميا طمعا في نيل رضاها. وتبدأ الأغنية بالقول “ساكن في حي السيدة.. وحبيبي ساكن في الحسين”، وتختتم كلماتها بالعبارة الشهيرة “والفرحة تبقى فرحتين.. من السيدة لسيدنا الحسين”.

24