فراشات أنثوية تلون جدران الصيف في أصيلة

تصدم الفنانة التشكيلية المغربية مريم أبوزيد السوالي علب الصباغات بذيل فُرشاتها المعدني حتى ينساب سائلها اللوني بألوان قزح المتناسقة، ثم تمد يدها لتغمس شعيرات فرشاتها في اللون المحظوظ بالغمسة لتلامس به جدران مدينة أصيلة المغربية العتيقة في عرسها الثقافي وبرنامج “مشغل الصباغة على الجداريات”، المنظم ضمن فعاليات الدورة الـ38 للموسم الثقافي الدولي.
الجمعة 2016/07/22
فراشات أصيلة

أصيلة (المغرب) - تقول التشكيلية المغربية مريم أبوزيد السوالي التي التقتها “العرب” وهي تلوّن جدران مدينة أصيلة المغربية في مهرجانها الـ38، إنها في أصيلة تحتفل باللون وتخرجه من معزل رائحته العطرية، الأنانية المترفعة، إلى الشارع لتشد به انتباه الناظرين إلى جدارياتها، أعمالها، فيمعنون النظر في تشكيلها حتى ينسوا اليومي المتعب بأعمال الحياة.

لفن الجداريات “حب طفولي يسكننا جميعا”، تعلق الفنانة التشكيلية مريم أبو زيد وهي تتحدث إلى “العرب” التي تابعتها ضمن مجموعة فنانين مغاربة نزلوا بأصيلة للمشاركة في الاحتفال بالبهجة التشكيلية الخلاقة، إهداء لعيون أصيلة الأصيلة.

لقد جاءت مريم لتنشر فراشاتها السجينة في أركان عالمها الفني، حيث ترتكن الأحاسيس والأفكار، وترقص الرياحين والأزهار، وأيضا وخز إبر أفكار الإبداع، التي تشبه شوكات فاكهة الصبار الدقيقة والرقيقة، لكن لها في العموم، وبعد ميلاد اللوحة، حلاوة تضاهي سائل العسل المصفى، كما تقول مريم.

لم تجد التشكيلية مريم أبوزيد أحسن من نشرها لوحات بفراشات على جدران مدينة أصيلة القديمة، لتشد إليها أنظار العابرين، ولربما ستحث الفنانة نفسها لفراشاتها لتجلب المارة إلى الوقوف للنظر الطويل في رسمها المُحبر بلوني السواد والصفرة، وكأنها تصرع عتمة الظلام بالنور، فتهزم الضياع والنسيان، بالحضور والتجاوب الوجداني.

يرى عبدالعزيز، وهو شاب من أصيلة، أو نزل بأصيلة للاستجمام وقهر الحر الصيفي ببحرها النقي ونسيم هوائها الرطب، أن ما ترسمه الفنانة التطوانية (نسبة إلى مدينة تطوان المغربية)، خصوصا بأسلوب الفراشات التشكيلي، يشبه الدوائر الموغلة في الحلزونية، التي إن دخلت واحدة منها لن تستطيع العودة، “إنها تذكرني بالنظر إلى بئر ماء عميقة، التي كلما نظرت إليها تواريت إلى الوراء خوفا من السقوط”، يعلق الزائر لأصيلة في موسمها الثقافي الـ38.

ومريم أبوزيد السوالي من مواليد مدينة تطوان، بلدة الفنان التشكيلي المغربي أحمد بن يسف “راعي الحمام وعاشق السلام”، حاصلة على شهادة الدراسات الجامعية العامة بميزة حسن.

ولعها بالفن قادها إلى الدراسة الحرة، بشغف وعصامية لتاريخ الفنون الجميلة، بالمعهد المغربي للفنون الجميلة بمدينة تطوان (شمال المغرب) حتى حصلت على شهادة التفوق الثقافي والفني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

وأقامت السوالي للوحاتها الفنية أعراسا ومعارض بمدينتها تطوان وخارجها، وفي أبريل 2012 حملت إنتاجها إلى قاعة العرض بمسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط، لتعرض لوحاتها بمناسبة اليوم العالمي للأرض، ومريم الآن تمشي على خيط الإبداع الدقيق لتصل إلى مسلك الفن الاحترافي، والتشكيل المهني النابض بحياة أكثر وخلود أكبر.

17