فايزر تتوجه إلى تطوير علاجات السرطان

علماء يتوقعون أن تكون لقاحات السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المناعة الذاتية جاهزة بحلول عام 2030.
الجمعة 2024/05/10
داخل السباق العلمي

نيويورك (الولايات المتحدة) - كشف الرئيس التنفيذي لشركة فايزر ألبرت بورلا عن خطط طموحة بالتوجه إلى سوق علاج السرطان بعد انتهاء جائحة كورونا وانخفاض الطلب العالمي على اللقاحات.

وقال بورلا إن “فايزر تتوقع تحقيق نتائج هامة في تطوير عقاقير السرطان الرائجة”، حيث تسعى شركة الأدوية الأميركية إلى تعويض تراجع أعمالها بعد الجائحة التي ساهمت في تحقيق فايزر إيرادات قياسية.

وفي حديثه مع قناة فوكس بزنس تابع الرئيس التنفيذي قائلا “علم الأورام هو كوفيد الجديد بالنسبة إلينا. فعلنا ما فعلناه مع كوفيد – 19، نحن فخورون جدا بأننا أنقذنا العالم، لكن الأمر أصبح من الماضي الآن. نريد أن نفعل ذلك مرة أخرى، وأعتقد أن علاج الأورام هو أفضل فرصة لدينا للقيام بذلك”.

وفي أواخر عام 2023 أكملت شركة تصنيع الأدوية الأميركية عملية الاستحواذ بقيمة 43 مليار دولار على سيتل جينيتيكس (سيغن سابقا)، وهي شركة تكنولوجيا حيوية متخصصة في الأدوية القائمة على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والمعروفة أيضا بـ “إيه دي سي أس”، المصممة لقتل الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الأنسجة السليمة.

وعُرفت سيغن سابقا بمنتجها الرائد “أدستريس”، الذي يستخدم لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية “هودجكين”.

كما أظهر عقار آخر للشركة، أطلق عليه اسم “بادسيف”، “أداء استثنائيا”، وفقا لبورلا.

من شأن لقاح السرطان القائم على الحمض النووي الريبي أن ينبّه الجهاز المناعي إلى السرطان الذي ينمو بالفعل في جسم المريض

ويستخدم “بادسيف” لعلاج سرطان المثانة، وقد حققت مبيعاته نموا بنسبة 164 في المئة منذ أن استحوذت عليه شركة فايزر.

وقال بورلا “هذا يوضح مدى جودة استثمارنا للأموال”. كما وعد أيضا بعقاقير رائجة في المستقبل سيكون لها تأثير كبير على مرضى السرطان.

ويتوقع علماء أن تكون لقاحات السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المناعة الذاتية جاهزة بحلول عام 2030، بعدما نجحت الأبحاث العلمية السريعة في التوصّل إلى لقاح لفايروس كوفيد – 19 خلال أشهر من انتشاره.

وباستخدام نفس مسار البحث العلمي لفايروس كورونا يأمل علماء أن يكونوا قادرين على إنقاذ الملايين من الأرواح من خلال مجموعة رائدة من اللقاحات الجديدة للأمراض المستعصية.

وذكرت صحيفة الغارديان أن شركات الأدوية كثفت أبحاثها وتجاربها لتطوير لقاحات لهذه الأمراض في السنوات المقبلة.

وفي أكتوبر 2022 قال العالمان التركيان أوغور شاهين وأوزليم توريتشي، اللذان طوّرا لقاح “فايزر – بيونتك” المضاد لفايروس كورونا، إنّ عملهما مكّنهما من التقدم في أبحاثهما لتطوير لقاح ضد السرطان عبر تمكين جهاز المناعة من التعرّف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.

وذكر بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في شركة الأدوية موديرنا، أن “الشركة ستكون قادرة على تطوير لقاحات للكثير من الأمراض في أقلّ من خمس سنوات”.

شركة الأدوية الأميركية تسعى إلى تعويض تراجع أعمالها بعد جائحة كورونا، التي ساهمت في تحقيق فايزر إيرادات قياسية

وتعمل الشركة، التي نجحت في تطوير لقاح كورونا، على تطوير لقاحات للسرطان تستهدف أنواعًا مختلفة من الأورام.

وأكد بيرتون أنّ لقاحات السرطان ضد أنواع مختلفة من الأورام ستكون فعّالة وستُنقذ الملايين من الأرواح، كما أنه قد يكون من الممكن علاج التهابات الجهاز التنفّسي المتعدّدة بحقنة واحدة، ما يسمح بحماية الأشخاص المعرّضين للخطر من فايروس كوفيد والإنفلونزا والفايروس المخلوي التنفسي.

وأعرب عن اعتقاده في أنّ السنوات المقبلة ستشهد توافر علاجات تعتمد على الحمض النووي الريبي للأمراض النادرة التي لم تكن قابلة للعلاج في السابق، مضيفًا أنه بعد عشر سنوات من الآن سيصبح من الممكن تحديد السبب الجيني للمرض وعلاجه عبر تقنية تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال، وهي نفس التقنية التي اعتمدت في التوصل إلى لقاح كوفيد.

ومن شأن لقاح السرطان القائم على الحمض النووي الريبي أن ينبّه الجهاز المناعي إلى السرطان الذي ينمو بالفعل في جسم المريض، حتى يتمكّن من مهاجمته والقضاء عليه، دون تدمير الخلايا السليمة.

ويتضمّن ذلك تحديد أجزاء البروتين على سطح الخلايا السرطانية غير الموجودة في الخلايا السليمة، وسيقوم الحمض النووي الريبي بتوجيه الجسم إلى كيفية إنتاجها.

و بدأت شركة فايزر، بالتعاون مع شركة بايونتيك، الاستعداد لإجراء المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية للقاح الإنفلونزا القائم على الحمض الريبي، وتضع نصب عينيها الأمراض المعدية الأخرى، بما في ذلك القوباء المنطقية.

وبالرغم من هذا التسارع العلمي الكبير في السنوات الأخيرة، فإن العلماء يحذّرون من أن ذلك يُمكن أن يتوقف أو يتباطأ في حال انخفض الاستثمار والتمويل.

16