فارسة فلسطينية تعلم الأطفال والفتيات ركوب الخيل

غزة - في قرية قرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة، تخرج الفلسطينية ميار محمد عيسى العيايدة، وهي فارسة ومدربة خيول، لركوب الخيل على مسارات خارجية حرة، وهو مشهد غير شائع داخل المجتمع الفلسطيني المحافظ قرب الخليل.
وتغلبت ميار (20 عاما) على خوفها من الخيل الذي كانت شغوفة به عن بعد منذ نعومة أظفارها، حتى تشجعت لتحقيق حلمها وأصبحت الآن تشجع الفتيات الأخريات على أن يحذون حذوها. وقالت ميار لتلفزيون رويترز "شجعت الفتيات على ركوب الخيل، فأصبحت هناك نسبة كبيرة من الصبايا والبنات والأطفال أيضا يقبلون على هذه الرياضة".
وأضافت “الأهل يخجلون من أن تركب بناتهم الخيل ويذهبن إلى مسارات خارجية، لكنني لا أخجل من ذلك فأنا لا أقوم بفعل حرام أو عيب، أنا لا أخاف شيئا، نحن نذهب للتنزه وللترويح عن النفس وأصبحت هناك عائلات تذهب في مسارات".
◙ إصرار ميار على العمل كمدربة فروسية شجع كثيرين في أنحاء الخليل على تدريب أطفالهم لاسيما الفتيات على هذه الرياضة
وتابعت “بدأ شغفي بركوب الخيل منذ كنت صغيرة في عمر الـ12 عاما، طموحاتي تتمثل في أن أكون مدربة. كان عندي نوع من الخوف لكنه تلاشى، لكن عائلتي الكريمة كانت تمتلك الخيل، وبالذات أخي أبوسمرة كانت عنده خيل وكنت أراقبه من بعيد كيف يتعامل معها، كيف يطعمها، كيف يحممها، كيف يغذيها. أحببت ما كان يفعله أخي وقوّيت قلبي وبدأت أتعامل مع الخيل مثله".
وبدعم شقيقها الأكبر منتصر العيايدة، الذي يملك مربطا للخيل، تعلمت ميار ،الفارسة الفلسطينية، كل ما تحتاج لمعرفته عن الخيل وأصبحت مدربة ركوب معروفة وأخذت الدور الرئيسي في تدريب النساء والفتيات والأطفال في المربط.
وقال منتصر العيايدة (30 عاما)، وهو من سكان بلدة شيوخ وشقيق ميار، “نحن اليوم مجتمع محافظ، نعود للدين في كل شيء، عندما قال الرسول عليه الصلاة والسلام علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل، ما قال ذكوركم أو إناثكم، الأنثى حقها مثل حق الرجل بما أننا نتعامل بمبدأ التربية والدين مئة في المئة. أنا رأيت أن أختي عندها القابلية وعندها الشغف بالخيل مثلما كنت أنا عندما كنت طفلا في سنها.. لقد كان عندي حب وشغف بالخيل ورأيت أن لديها مستقبلا وهو ما شجعني على أن أجعلها فارسة أو قائدة".
ومع أنه كان يُنظر إلى ركوب الخيل تقليديا باعتباره أمرا قاصرا على الذكور داخل مجتمعهم، فإن إصرار ميار على العمل كمدربة فروسية شجع كثيرين في أنحاء الخليل على تدريب أطفالهم، لاسيما الفتيات، على هذه الرياضة.
ومن بين هؤلاء الفتيات اللاتي عشقن الخيل بسبب ميار الطفلة لميس سعيفان (14 عاما) التي قالت لتلفزيون رويترز “بدأ حبي للخيل عندما أتيت إلى مربط الأسمر للفروسية، التقيت بالمدربة ميار العيايدة التي دربتني وعلمتني كل ما يتعلق بالخيل وكيفية التعامل معها من الاستحمام إلى التغذية.. فتعلقت بها وأحببتها”.