غير بيدرسون يحدد خمس خطوات لتلافي انفجار الوضع في سوريا

المخاوف تتعزز مع وجود الكثير من الألغام العسكرية الموزعة في أنحاء مختلفة من سوريا والقابلة للانفجار في أيّ لحظة.
الجمعة 2024/10/25
جمود سياسي

نيويورك - يثير التصعيد الجاري بين إسرائيل ومحور إيران ولاسيما حزب الله في لبنان، قلقا كبيرا من إمكانية تمدده إلى سوريا، التي ما تزال تعاني من تبعات حرب أهلية لم يسدل عنها الستار، رغم مرور نحو ثلاثة عشر عاما على اندلاعها. وتتعزز المخاوف مع وجود الكثير من الألغام العسكرية الموزعة في أنحاء مختلفة من سوريا والقابلة للانفجار في أيّ لحظة.

وخلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي الأربعاء لبحث الوضع السوري سلط المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى سوريا غير بيدرسون الضوء على المخاطر التي تتهدد البلد، محددا خمس خطوات عاجلة لتلافي أيّ انهيار جديد.

وقال بيدرسون إن تبعات الصراع في المنطقة وتحديدا في غزة، ولبنان، تنعكس على سوريا، لافتا “إننا نشهد الآن توافر المؤشرات كافة لحدوث عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالفعل، مع عواقب خطيرة ولا يمكن توقع مداها على المدنيين وعلى السلم والأمن الدوليين”، موجهًا في هذا الصدد خمس مناشدات عاجلة:

أولًا: طالب بحماية سوريا من آثار الصراع الإقليمي، وجدد في هذا الصدد الدعوة إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها. ثانيًا: حذر المبعوث من خطر أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار، التي أدت، وإن كان بشكل غير مثالي، إلى تجميد خطوط التماس داخل سوريا لما يقرُب من أربع سنوات، مؤكدًا الحاجة إلى المزيد من العمل لخفض التصعيد وصولًا إلى وقفٍ شامل لإطلاق النار بما يتماشى مع القرار 2254.

ثالثًا: طالب بتهدئة التوترات الإقليمية بشكلٍ فوري، وهنا كرر دعوة الأمين العام إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان. رابعًا: حث جميع الجهات الفاعلة، السورية والدولية، بما فيها إسرائيل، الامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والحذر. خامسًا: ذكّر المبعوث الخاص بأهمية وجود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، مشددًا على ضرورة التزام الطرفين (النظام السوري وإسرائيل) بشروط اتفاق فض الاشتباك.

إيديم وسورنو: أكثر من 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في سوريا
إيديم وسورنو: أكثر من 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في سوريا

وقال المبعوث الأممي إن الشهر الماضي شهد أسرع وتيرة من الضربات الجوية الإسرائيلية وأوسعها نطاقًا خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، حيث تم قصف عشرات المواقع في جميع أنحاء سوريا، بما فيها المناطق السكنية، حتى في قلب العاصمة دمشق. وأعرب بيدرسون عن خشيته من “أننا سنستمر في رؤية سوريا تعاني من أزمة تلو الأخرى دون نهاية، ما لم تُستأنف العملية السياسية بقيادة السوريين وبتيسير من الأمم المتحدة، والتي توقفت منذ فترة طويلة”.

وعلى مدار السنوات الماضية تعرضت مناطق مختلفة في سوريا لاسيما العاصمة دمشق ومحيطها لغارات إسرائيلية متكررة، استهدفت مواقع للحرس الثوري الإيراني وذراعه اللبنانية حزب الله. واتخذت هذه الغارات نسقا أسرع مع اندلاع التصعيد في المنطقة، ولاسيما في لبنان في سبتمبر الماضي، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تسجل فيه غارة إسرائيلية، آخرها فجر الخميس، حيث قُتل عسكري وأُصيب 7 آخرون، في “عدوان جوي إسرائيلي” على العاصمة دمشق وريف حمص، وفق الإعلام السوري.

وفي المجمل، ذكرت الحكومة السورية أن إسرائيل ضربت الأراضي السورية أكثر من 116 مرة منذ 7 أكتوبر 2023، مما أدى، وفقا للحكومة، إلى مقتل أكثر من مئة شخص. وخلال جلسة مجلس الأمن، تحدثت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنو، بدورها عن ثلاث قضايا رئيسية، وهي: التأثير الإنساني المتزايد للأعمال العدائية في المنطقة على سوريا، والأزمة الهائلة والمستمرة في سوريا، والحاجة المُلحة لضمان دعم كافٍ لكل من الاستجابة الطارئة والإنعاش المبكر.

وأشارت وسورنو إلى أن أكثر من 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في سوريا، ونزح أكثر من سبعة ملايين شخص داخليًا، ولا تزال النساء والفتيات يتحملن عبئًا غير متناسب، بما في ذلك زيادة مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. وأوضحت أن التدفق الجديد للنازحين يؤكد أهمية إيجاد حلول مستدامة للأشخاص الذين يعتمدون على المساعدة الإنسانية لسنوات.

ومن أجل تحقيق ذلك، قالت وسورنو إن الأمم المتحدة وشركاءها وضعوا اللمسات الأخيرة على إستراتيجية الإنعاش المبكر للفترة من 2024 إلى 2028 والتي سيتم إطلاقها في الأسابيع المقبلة. وتهدف الإستراتيجية إلى حشد الدعم لبرامج المساعدة الإنسانية المُستهدفة والمُعتمدة على المناطق ومتوسطة الأجل، كمُكمّل للتدخلات قصيرة الأجل في إطار خطة الاستجابة الإنسانية.

وكان بيدرسون قال في سبتمبر الماضي، خلال لقائه مع مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، إنه “يتعين علينا كسر الجمود في اللجنة الدستورية، وبناء الثقة خطوة بخطوة، واستكشاف الحلول لتحقيق السلام الشامل بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254″.

وفي 25 من يونيو الماضي، طالب مندوبا سوريا وإيران لدى الأمم المتحدة بعقد اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في العاصمة العراقية بغداد. وما زال مصير الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية السورية غامضًا، ففي الوقت الذي يؤكد فيه بيدرسون على أن الحل الأفضل عقدها في جنيف، ترفض دمشق وحليفتها موسكو ذلك، ويطالبان بعقدها في بغداد، في حين طُرحت العاصمة السعودية الرياض كبديل.

7