غوغل يستذكر الكاتبة المصرية أليفة رفعت

القاهرة – احتفل محرك البحث الشهير غوغل بالذكرى الحادية والتسعين لميلاد الكاتبة والشاعرة المصرية أليفة رفعت التي ولدت في الخامس من يونيو 1930 وتوفيت في يناير 1996 تاركة مجموعة من القصص القصيرة التي عكست حياة النساء المصريات في الريف المصري.
ويمثل احتفاء محرك البحث الشهير بكاتبة يجهلها الكثيرون ولا يذكرها المهتمون بالشعر العامي اعترافا بمؤلفة مصرية كانت من بين الرائدات في انتقاد الطريقة التي تعامل بها المرأة، محتجة في كتاباتها على وضع النساء في بيئة لا تمنحهن حرية الاختيار في ما يسمى بـ”أدب الاحتجاج”.
واختار محرك البحث تغيير شعاره بتسليط الأضواء على أليفة رفعت واسمها الحقيقي فاطمة عبدالله رفعت من خلال رسم للكاتبة المصرية الراحلة وهي تحمل القلم.
وبدأ اهتمام أليفة بالكتابة في سن التاسعة عندما كتبت قصيدة تعبر عن اليأس في قريتها. لهذا قوبلت بالعقاب من قبل عائلتها التي تفاخر بأن جذورها يقال إنها تمتد إلى عمر بن الخطاب، بسبب موضوع القصيدة.
ووصفت أليفة في قصصها حالة الوحدة التي عانت منها النساء، والفصل الحاد بين عالمي الرجل والمرأة، بل ودعت الأزواج إلى احترام رغبات زوجاتهم الجنسية.
وتعرضت رفعت إلى الهجوم عليها نظرا لتحديها التقاليد الإسلامية في كتاباتها، إذ أنها كتبت أقاصيص عن السحاق وعن اتخاذ الحبيبة بديلا عن الزوج في أداء وظائفه، وعن فضول المراهقات والمراهقين لاكتشاف وظائف الأعضاء لدى كل منهما، وغير ذلك من الموضوعات.
وكان الشاعر والمترجم الراحل رفعت سلام قال إنه لاحظ خلال رحلاته إلى عدد من العواصم الأوروبية أن أعمال أليفة رفعت تلقى اهتماما، إذ تمت ترجمتها ومناقشتها لأنها تتحدث عن وضع المرأة المقهورة أو المهمشة.
واضطرت أليفة خلال السنوات الأولى من زواجها للكتابة ونشر القصص باسم مستعار، لكنها اختارت في العام 1960 التوقف بعد تعرضها لضغوط من زوجها لإنهاء مسيرتها في الكتابة.
وسعت خلال هذه الفترة أي ما يقرب من 14 عاما من الصمت الأدبي، لدراسة الأدب وعلم الفلك والتاريخ، ورغم محاولاتها الانشغال بهذه المجالات، بقيت محبطة بسبب عدم قدرتها على التعبير عن نفسها والقضايا المجتمعية التي واجهتها كامرأة من خلال الوسائل الأدبية.
ويذكر أنه رغم كون الكاتبة المصرية الراحلة لم تكن تتحدث سوى العربية، إلا أنها غادرت مصر إلى عدة بلدان منها إنجلترا وألمانيا وكندا والمغرب وتونس والنمسا وقبرص والسعودية. وترجمت كتبها إلى الإنجليزية والألمانية والسويدية والهولندية.
وتوفيت أليفة رفعت المثيرة للجدل في عام 1996 عن عمر يناهز 66 عاما، تاركة وراءها إرثا يضم أكثر من مئة عمل تمت ترجمتها إلى لغات متعددة وتم إنتاجها للتلفزيون. كما تمت قراءة بعض أعمالها على منصة هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”.