غضب في اليونان من خطة لتسوية أوضاع المهاجرين

أثينا تثير غضب سكان خمس جزر بعد إعلانها تسريع بناء مراكز احتجاز مغلقة لتحل محل مخيمات مفتوحة مكتظة جدا بالمهاجرين.
الثلاثاء 2020/02/18
رفض شعبي لطلبات اللجوء

أثينا – سعت اليونان، الاثنين، لتهدئة سكان غاضبين من خطط الحكومة لبناء مراكز احتجاز جديدة للمهاجرين في جزر نائية قائلة إنها مستعدة لإشراك هؤلاء في خطط تسوية أوضاع مراكز المحتجزين.

وتأتي جهود أثينا في الوقت الذي يكثف فيه المهاجرون واللاجئون بدورهم من احتجاجاتهم لقبول مطالب لجوئهم.

وباتت مخيمات اللاجئين في اليونان تعاني من حالة اكتظاظ غير مسبوقة بالمهاجرين ما عرض أثينا لانتقادات حادة من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية وهو ما دفعها للمطالبة بمساعدات دولية لمكافحة الهجرة غير النظامية وتوفير ظروف أفضل للمهاجرين.

ولكن داخليا أثارت الحكومة في أثينا استياء سكان خمس جزر تقع كلها على امتداد طريق رئيسي إلى أوروبا يسلكه الآلاف من المهاجرين بإعلانها، الأسبوع الماضي، تسريع بناء مراكز احتجاز مغلقة لتحل محل مخيمات مفتوحة مكتظة جدا بالمهاجرين. ويقول سكان الجزر إنهم قلقون من أن يصبح هذا الإجراء دائما.

واحتشد المئات من سكان الجزر في أثينا للدعوة إلى نقل الآلاف من طالبي اللجوء الموجودين على الجزر إلى البرّ الرئيسي لليونان.

مخيمات اللاجئين في اليونان تعاني اكتظاظا غير مسبوقة بالمهاجرين ما عرض أثينا لانتقادات من قبل منظمات إنسانية

واتخذت الحكومة المحافظة الجديدة في اليونان موقفا أكثر تشددا من الحكومة اليسارية السابقة فطرحت عطاء لبناء سياج عائم لمنع طالبي اللجوء المحتملين من الوصول بحرا وطرحت إجراءات أسرع للتعامل مع طلبات اللجوء يمكن أن تزيد من عمليات الترحيل.

وقال وزير الهجرة الجديد نوتيس ميتاراتشي، الاثنين، إن أمام السلطات المحلية أسبوعا لاقتراح مواقع بديلة لبناء مراكز اعتقال المهاجرين.

وأضاف وزير الهجرة أنه طلب مساعدة شركائه الأوروبيين لإعادة طالبي اللجوء الأفغان إلى بلدهم.

وتقول الحكومة اليونانية إن الغالبية العظمى أي بنسبة 75 بالمئة من طالبي اللجوء الذين يعيشون في مخيمات في خمس جزر في بحر إيجة هم أفغان يليهم السوريون.

وصرح ميتاراشي لقناة أي.آر.تي العامة “طالبنا الاتحاد الأوروبي بالمساهمة في فتح طريق عودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية مثل باكستان وأفغانستان“.

اليونان تتوعد بتسريع عمليات طرد الأشخاص الذين لا يحق لهم الحصول على حماية دولية
اليونان تتوعد بتسريع عمليات طرد الأشخاص الذين لا يحق لهم الحصول على حماية دولية

وذكرت صحيفة كاثيميريني اليومية أن أثينا وجهت مؤخرا رسالة في هذا الشأن إلى المفوضية الأوروبية التي يفترض أن تقدم في الربيع اتفاقية جديدة حول الهجرة واللجوء.

وفي مواجهة عودة تدفق المهاجرين من تركيا إلى اليونان، شددت الحكومة اليمينية التي يقودها كيرياكوس ميتسوتاكيس سياسة الهجرة التي تتبعها ووعدت “بتسريع عمليات طرد” الأشخاص الذين لا يحق لهم الحصول على حماية دولية، إلى تركيا أو إلى دولهم الأصلية. وواجه القرار الذي يرافقه قانون ينص على تسريع إجراءات منح اللجوء، انتقادات حادة من قبل منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان واللاجئين.

وبموجب اتفاق وقع بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في مارس 2016 للحدّ من تدفق المهاجرين باتجاه أوروبا، يتمتع الأفغان والسوريون بحماية دولية.

وإلى جانب الأوضاع القابلة للانفجار في المخيمات التي تضم أعدادا تفوق قدرتها في الجزر يكثف اليونانيون من ضغوطهم لإجبار حكومة بلادهم على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن وضعية الجزر التي تكتظ بالهاجرين واللاجئين.

وكان وزير الهجرة اليوناني قد صرح أن مخيمات موريال وفيال وفاتي البائسة في جزر ليسبوس وخيوس وساموس على التوالي، ستغلق هذا الصيف وتحل محلها مراكز مغلقة سيبدأ بناؤها في مارس المقبل في محاولة لامتصاص غضب سكان هذه الجزر.

5