غزة وصراعات القارة تلقي بظلالها على القمة الأفريقية بأديس أبابا

توقعات بأن يتصدر جدول أعمال القمة ملفات الاقتتال الداخلي في السودان والوضع الكونغولي، والأزمة السياسية في السنغال وأزمة الدول الثلاث معلقة العضوية في إيكواس.
السبت 2024/02/17
مناقشة أساليب عمل جديدة لتطوير الموقف الأفريقي

أديس أبابا - افتتح قادة دول الاتحاد الأفريقي السبت قمة في أديس أبابا تستمرّ يومين، في ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة.

وافتتحت القمة الأفريقية الـ37 على وقع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في كلمة الافتتاح إن قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل "يعد انتصارا لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية". وفق قناة القاهرة الإخبارية.

وأكد فقي أن "غزة تتعرض للإبادة بشكل كامل ويحرم شعبها من كل حقوقه"، قبل أن يضيف أنه "يجب أن يتمتع الشعب الفلسطيني بكامل حريته وبدولته المستقلة ذات السيادة".

وأكد على دعم موقف جنوب أفريقيا، مطالبا بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية ووقف القتل في قطاع غزة.

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي قال الأربعاء الماضي -خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء- إن "السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادي"، مشيرا كذلك إلى "الوضع في القرن الأفريقي الذي لا يزال يثير القلق.. والتوترات الدائمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية"، وعدم الاستقرار في ليبيا و"الخطر الإرهابي" في منطقة الساحل.

وأضاف أنّ "تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب و/أو آثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا".

وأشار إلى أنّ هذه العوامل "تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض أفريقيا التي نعتزّ بها".

وتغيب ست من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة، بعدما تمّ تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الغابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة وهي مالي غينيا والسودان وبوركينا فاسو.

وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الأفريقي الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عدداً من رؤساء الدول الأفريقية في أديس أبابا لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي. وقال الفريق الكونغولي إن المحادثات ستستمر السبت.

ويشهد شرق الكونغو الديمقراطية مجددا منذ نهاية العام 2021 نزاعا بين متمردي حركة "إم 23" المدعومة بحسب مصادر عديدة من الجيش الرواندي، والجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم "الوطنيون".

وتنعقد قمة الاتحاد الأفريقي أيضاً في وقت انزلقت السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار وديمقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير، نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية.

غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت مساء الخميس هذا القرار، وتعهّد ماكي سال الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في "أسرع وقت ممكن".

ومثل العديد من المراقبين، أعربت نينا ويلين مديرة برنامج أفريقيا في معهد إيغمونت للعلاقات الدولية الذي يتخذ من بروكسل مقراً، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.

وقالت إنّ "مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضرّ بمصالحها الخاصة" لا تزال تمنع الاتحاد الأفريقي من "إسماع صوته"، مشيرة إلى أنّ المنظمّة لم يكن لها حتى الآن "أيّ تأثير يذكر على الدول التي شهدت انقلابات مؤخرا".

ومن المؤشرات إلى هذه الانقسامات، الخلافات بين الجزائر والمغرب، القوتين من شمال أفريقيا، التي أخرت لفترة طويلة تعيين الرئيس المقبل للاتحاد الأفريقي، وهو منصب دوري.

وتمّ التوصل أخيراً إلى توافق على شخصية الرئيس الموريتاني محمد ولد غزواني الذي من المقرّر أن يُنتخب السبت، حسبما أكد رئيس جزر القمر والاتحاد الأفريقي أزالي أسوماني.

ويتوقع متابعون أن تتصدر جدول أعمال القمة ملفات الاقتتال الداخلي في السودان والوضع الكونغولي، والأزمة السياسية في السنغال وأزمة الدول الثلاث معلقة العضوية في الاتحاد الأفريقي.

وسيناقش رؤساء الدول خلال هذه القمة "أساليب عمل جديدة... لتطوير موقف أفريقي" خلال اجتماعات مجموعة العشرين، بحسب بول سايمون هاندي المدير الإقليمي في معهد الدراسات الأمنية (IISS).

وأشار إلى أنّه يجب على الدول الأعضاء "أن تتمكن من بناء موقف أفريقي بين مؤتمرات القمة نصف السنوية" لرؤساء الدول.

وبالإضافة إلى الزعماء الأفارقة، سيتحدث الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال القمة.

ويقوم الرئيس البرازيلي المدعو إلى القمة بجولة على أفريقيا تتضمن محطتين في مصر وإثيوبيا التي تستضيف عاصمتها أديس أبابا مقرّ الاتحاد الإفريقي. وانضمّت الدولتان الأفريقيتان مؤخراً إلى مجموعة "بريكس" الدول الناشئة، والتي كانت تعد بالأساس البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

ولم يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حفل الافتتاح بسبب مشكلات اعترت رحلته وفق المتحدثة باسمه ستيفاني ترمبلاي.