غالانت يبحث في واشنطن مستقبل غزة والتصعيد مع حزب الله

نتنياهو يقول إن ملف الأسلحة الأميركية سيحل قريبا، فيما يعتزم وزير الدفاع الإسرائيلي مناقشة مع إدارة بايدن المرحلة الثالثة للحرب.
الأحد 2024/06/23
غالانت يريد إصلاح ما "أفسده" نتنياهو في علاقات الحليفين

القدس - توجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأحد، إلى واشنطن، لإجراء محادثات "حاسمة" حول المرحلة التالية للحرب في غزة وما يجري من تصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان حيث يؤجج تبادل إطلاق النار مع جماعة حزب الله مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا.

وتتبادل جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إطلاق النار مع إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة قبل أكثر من ثمانية أشهر. وقالت الجماعة إنها لن تتوقف حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة.

وفي الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التأخير في تسليم الأسلحة المتعلق بحرب غزة سيتم حله قريبا، وسط توترات متصاعدة بين الحليفين.

وقال نتنياهو خلال اجتماع لحكومته "منذ نحو أربعة أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. تلقينا كل أنواع التفسيرات، ولكن (..) الوضع بحدّ ذاته لم يتغير.

وأضاف "في ضوء ما سمعته في اليوم الأخير، آمل وأعتقد أن هذه القضية سيتم حلها في المستقبل القريب".

وبحسب نتنياهو فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين مارسوا ضغوطا على نظرائهم الأميركيين "على أعلى مستويات ... وعلى جميع المستويات" من أجل تسريع تسليم الأسلحة.

وأثار نتنياهو حفيظة واشنطن الأسبوع الماضي بعدما خرج بمقطع فيديو اتهمها فيه "بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل".

وقال مسؤولون أميركيون إن لا علم لديهم عما كان يتحدث رئيس الوزراء.

وعلقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو شحنة قنابل لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه إذا استُخدمت في مناطق مكتظة بالسكان، لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات.

وتزامنت تصريحات نتنياهو الأخيرة مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن.

وقال غالانت في بيان قبل أن يتوجه إلى واشنطن "نحن مستعدون لأي إجراء يحتمل أن يكون لازما في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى"، وأوضح أنه سيلتقي بنظيره الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

ويسعى غالانت في هذه الزيارة إلى تصحيح العلاقة مع واشنطن بعد ما أثارته تصريحات نتنياهو الذي انتقده علنا رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، عن حزب الليكود أيضا قائلا "آمل أن تحقق المناقشات خلف الأبواب المغلقة أشياء أكثر بكثير من تلك التي تتحقق عبر محاولات الضغط باستخدام مقاطع الفيديو"، في إشارة إلى زيارة غالانت وفيديو نتنياهو.

وفي وقت سابق من يونيو استهدفت جماعة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية بأكبر وابل من الصواريخ والطائرات المُسيرة التي تم إطلاقها خلال تبادل إطلاق النار حتى الآن، وذلك ردا على ضربة إسرائيلية قتلت قياديا هو الأبرز في حزب الله الذي يُقتل في الصراع الجاري.

وزار المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين كلا من إسرائيل ولبنان الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة التوترات، وسط تصاعد في إطلاق النار عبر الحدود وتصعيد حدة التصريحات من الجانبين.

وربط بعض المسؤولين الإسرائيليين بين تكثيف الجيش للتوغل حاليا في رفح، حيث يقول إنه يستهدف آخر كتائب لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بالرغبة في التركيز بعد ذلك على الحدود مع لبنان.

وتصريحات إدلشتاين هي الأخرى انصبت في هذا المنحى، حين قال "لسنا في وضع مناسب لخوض قتال على الجبهتين الجنوبية والشمالية. سيتعين علينا الانتشار بشكل مختلف في الجنوب من أجل القتال في الشمال".

وأضاف لإذاعة الجيش اليوم الأحد إن "قتال حزب الله سيكون معقدا سواء عاجلا أو آجلا".

وبدوره بدا غالانت يربط الأمرين أيضا في تعليقاته، قائلا إن "الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة له أهمية كبيرة. سأناقش هذا الانتقال مع المسؤولين الأميركيين، وكيف يحتمل أن تتيح أشياء إضافية، وأعلم أننا سنحقق تعاونا وثيقا مع الولايات المتحدة في هذا الصدد أيضا".

ومن شأن تقلص العمليات في غزة أن يتيح للقوات التفرغ لمواجهة حزب الله، إذا ما احتاجت إسرائيل لشن هجوم بري أو تكثيف القصف الجوي.

ووصف مسؤولون المرحلة الثالثة والأخيرة من الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنها تهدف إلى تقليص القتال مع تكثيف الجهود الرامية إلى تمكين إدارة ما بعد القضاء على حماس والبدء في إعادة الإعمار في القطاع الذي دمرت الحرب معظمه.

واختلف غالانت عضو حزب الليكود مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتزعم الحزب، في الأشهر القليلة الماضية مطالبا بخطة أكثر وضوحا لما بعد الحرب في غزة لا تترك المسؤولية في القطاع في يد إسرائيل، وهو المطلب الذي صدر بالمثل عن البيت الأبيض.

ويسير نتنياهو على حبل مشدود وسط مساعيه للحفاظ على حكومته متماسكة من خلال الموازنة بين مطالب المؤسسة الدفاعية، بما في ذلك جنرالات سابقين مثل غالانت، والشركاء في ائتلاف الحكومة من اليمين المتطرف الذين يقاومون أي استراتيجية لما بعد حرب غزة يمكن أن تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

إلى ذلك يواصل منسوب التوتر بين حزب الله وإسرائيل ارتفاعه يوما بعد يوم، فقد أعلن حزب الله الأحد استهداف موقع عسكري في شمال إسرائيل "رداً على اغتيال" أيمن غطمة أحد قيادييه، والذي أكدت إسرائيل مقتله قبل أيام معلنة أنه كان مسؤولاً عن إمداد فصيله وحركة حماس الفلسطينية بالأسلحة في المنطقة.

والثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي "المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان". تزامنا مع ذلك  نشر حزب الله مقطعاً مصوراً يظهر مسحاً شاملاً لمدينة حيفا ومحيطها، ويحدّد مواقع منشآت حيوية عسكرية ومدنية، في ما بدا أشبه بقائمة أهداف محتملة في حال اندلاع حرب مع إسرائيل.

والسبت بثّ الحزب الموالي لإيران، في وقت متأخر السبت، مقطعاً جديداً، بعنوان "إلى من يهمه الأمر". ويتضمن الشريط تحديداً لمواقع عدة في إسرائيل مورداً إحداثياتها، من دون تسميتها. ويظهر فيه مقتطف من خطاب نصرالله الأخير وهو يقول "إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد".

وبعد ساعات من بث هذا المقطعٍ يعلن حزب الله الأحد تنفيذ "هجومٍ جوّي بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة" عسكري في ثكنة بيت هلل، وذلك "ردّاً على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة الخيارة".

وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أنّ "مسيرة معادية من لبنان" اخترقت شمال اسرائيل و"سقطت في منطقة بيت هلل من دون وقوع إصابات".

وأوضح أنه أطلق خلال الحادث "صاروخ اعتراض نحو المسيرة وتم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا".

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى.