عيون جدارية تفضح ظلم المستوطنين في القدس

الفنانتان منار شريتح وجنان مسودة ترسمان جداريات على البيوت المهددة بالإخلاء وبالهدم لتوثيق التجاوزات التي يقوم بها المستوطنون.
الجمعة 2022/09/02
العالم يراقبكم

تمثل الجداريات أو الغرافيتي سلاحا فنيا يكشف عيوب الحرب والاستيطان، وهو ما يظهر من خلال مشروع تزيين جدران بيوت في حي سلوان بالقدس، يعاني سكانها من ضغوطات التهجير منها أو هدمها.

القدس- تقول العائلات في حي سلوان بالقدس إنها تعيش في خوف دائم من تلقيها أمرا بإخلاء منازلها في أي وقت، لكن فنانتين فلسطينيتين تأملان في رفع الروح المعنوية للسكان، من خلال إضفاء ألوان مبهجة على المنطقة دعما للسكان.

وأمضت الفنانتان منار شريتح وجنان مسودة ساعات في رسم جداريات لرموز فلسطينية وعالمية، مثل طائر الحسون وزهرة شقائق النعمان، بالإضافة إلى عيون كبيرة في أرجاء الحي، أملا في إيصال رسالة مفادها أن كل الأنظار تتجه نحو حي سلوان، وهو منطقة مشتعلة يقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية والمستوطنين يعملون على إخراجهم من منازلهم.

وتبين الفنانتان أن جداريات العين هي لفلاسفة ونشطاء وفنانين، وهي عيون عملاقة، إلى درجة أنها تجعلك تشعر بأنهم يراقبونك أينما تمشي في الحي، والكثير منها مرسوم على جدران منازل فلسطينية متهالكة إلى جانب رموز وطنية.

ويمكن رؤية الجداريات من على بعد أميال. كما أنها تطل على المستوطنات، يقول جواد صيام، مدير مركز مدى سلوان للإبداع “العيون المحدقة تقول للناس إننا نراهم وعليهم رؤيتنا أيضا. ونريد أن نقول إننا هنا، نحن نحب أرضنا وبيتنا”.

◙ العيون المحدقة

وقالت جنان مسودة “نستهدف بجدارياتنا أمرين، الأمر الأول نشتغل فيه على نفسية الأطفال في الحي، نرسم لهم الورود والأشجار والطيور. هي جداريات بألوان كثيرة دعما لنفسيتهم، خاصة وأنهم يتعرضون لضغوطات يومية من المستوطنين”.

وأشارت منار شريتح إلى التركيز على الرموز الفلسطينية في كل عمل فني وتكرارها، قائلة “نحن بهذا المشروع نقدم جداريات تظهر فيها أفكار تبدو مكررة، نحن نركز على أن نظل نعيد نفس الفكرة لنعزز هذا الشيء أكثر”.

يشار إلى أن المشروع عبارة عن تعاون بين سوزان غرين، وهي فنانة يهودية أميركية وأخصائية نفسية والمديرة المؤسّسة لآرت فورسيس، ومركز مدى سلوان الإبداعي، فيما تقوده شابات فلسطينيات ويهوديات من الولايات المتحدة الأميركية.

من ناحية أخرى، تلجأ الفنانتان إلى استخدام الألوان المبهجة في الرسومات على الجدران وفي الطرقات، كوسيلة لإضفاء بعض البهجة على الحي من أجل الأطفال وبقية السكان.

وعن رسم العيون بحجم كبير على الجدران قالت جنان “نحن لا نهتم بالعنصر الجمالي في هاته العيون.. نحن نريد إيصال رسالة للناس، فكل من يزور الحي ويشاهد العيون سيظل يتذكرها، متسائلا لماذا هاته العيون كبيرة بهذا الحجم؟ لماذا رسموها بشكل مخيف؟ هنا الرسالة التي نريد أن نقولها هي أننا نشاهد الاحتلال وماذا يفعله من جرائم”.

وتضيف “أغلب الجداريات رسمناها على البيوت المهددة بالإخلاء وبالهدم. أردنا أن نوثق هذه التجاوزات ونقول برسم العيون إن هذا البيت مهدد بالإخلاء، مهدد بالهدم”.

وأضافت جنان “العيون هي لشخصيات فلسطينية وشخصيات عالمية تعرضت للاضطهاد، للعنف، للتمييز العنصري. أردنا أن نجسد هذه الشخصيات ونرسم عيونها، لأن لهذه الشخصيات دورا كبيرا سواء في  القضية الفلسطينية أو على مستوى العالم”.

وقال زهير الرجبي، المسؤول في حي بطن الهوى في سلوان، “بدأ الأمر في مشروع العيون ومن ثم توسع المشروع الذي يضم بعض الصور وبعض الورود، ليخرج الناس من الضغط وحالة الاكتئاب التي يعيشونها في الحي بسبب استهداف المستوطنين لهم ولمنازلهم”.

والمئات من المنازل المملوكة للفلسطينيين في الحي القريب من البلدة القديمة بالقدس والواقع عند مدخل الحائط الغربي، مهددة بالهدم لتشييدها من دون تصاريح بناء، بحسب ما تقول السلطات الإسرائيلية، ويواجه سكان آخرون خطر إخلاء منازلهم.

وتشير سوزان غرين إلى أن العديد من السيّاح يزورون المنطقة، ولكن ليست لديهم أدنى فكرة عما تفعله إسرائيل لطرد الفلسطينيين من الحي.

وتم التخطيط للعديد من الجداريات، بالإضافة إلى جولات افتراضية عبر تطبيق الهاتف. كما تقول غرين إنّ خلفيتها العلمية في علم النفس وهويتها كفنانة يهودية، تجبرانها على دعم الفلسطينيين في رواية قصصهم. أما “أُم ناصر”، وهي سيدة من بلدة سلوان، فتقول إنّ الجداريات تعني لها كل شيء.

20