عيون البوسنة على أسواق أوروبا لزيادة صادرات الأغذية الحلال

سراييفو- صوبت صناعة الأغذية الحلال في البوسنة أنظارها بكثافة إلى الأسواق الأوروبية الفترة الأخيرة في مسعى للاستحواذ على حصة أكبر مع نمو أعداد مستهلكي هذه المنتجات في القارة.
وتأمل البوسنة في أن يساعد موقعها الجغرافي على زيادة صادراتها من منتجاتها الغذائية الحلال المعتمدة إلى الأسواق الأوروبية حيث زاد عدد المسلمين من خلال استكشاف المزيد من الفرص في معرض سراييفو للحلال، الذي اختتمت فعالياته الجمعة.
ويأتي المعرض السنوي، الذي استمر لثلاثة أيام في إطار محاولة البلاد تقديم صورة لنفسها على أنها مصدر رئيسي في أوروبا للطعام الحلال، ووجهة للزائرين من دول الشرق الأوسط.
وأصبحت الدولة الواقعة في منطقة البلقان مركزا إقليميا للمنتجات الحلال منذ أن أنشأت واحدة من أولى الوكالات الأوروبية لشهادة الجودة الحلال في عام 2006.
وتبنت البنوك البوسنية ومنتجو المواد الغذائية وأصحاب الفنادق معايير الحلال للاستفادة من سوق سريع النمو بفضل تدفق السياح الخليجيين وتنامي التجارة مع الدول العربية.
وقال دامير عليودزيتش مدير وكالة شهادات جودة الحلال في البوسنة لرويترز الجمعة “سوق الحلال الأوروبي مهم بشكل خاص لأنه لم يتم اعتماد الكثير من المنتجات على أنها حلال بينما هناك طلب عليها مع وجود العديد من المسلمين الذين يعيشون في أوروبا”.
ولا توجد بيانات دقيقة عن عدد المسلمين في أوروبا، ولكن التقديرات تظهر أن المسلمين في البوسنة يمثلون نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم نحو 3.5 مليون نسمة، رغم عدم الالتزام في الماضي بقواعد الطعام الحلال بشكل صارم.
إلا أن هذا بدأ في التغير في تسعينات القرن الماضي أولا مع وصول المقاتلين العرب خلال الحرب المدمرة في البلاد بين عامي 1992 و1995، وتوافد الاستثمارات بعد ذلك من السعودية وتركيا ودول مسلمة أخرى.
وتؤكد شهادة الحلال أن المنتج تم تصنيعه وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، ويجب ألا يحتوي على آثار لحم الخنزير أو الكحول أو الدم، ويجب أن تكون مصنوعة في مصانع خالية من مخاطر التلوث، بما في ذلك من التنظيف.
وقال عليودزيتش إن وكالته “اعتمدت حتى الآن 110 شركات محلية على أنها حلال، منها 80 في المئة منتجة للأغذية”.
وأكد على هامش المعرض، الذي دأبت السلطات على تنظيمه بشكل سنوي قبل أن يتوقف خلال الأزمة الصحية، إن “منتجينا يجب أن ينتهزوا الفرصة التي يوفرها الطلب في أوروبا”.
وأوضح أن هذه الصناعة المحلية، التي توظف نحو 10 آلاف شخص تسجل نموًا سنويًا يتراوح بين 15 و20 في المئة، مع حوالي 7 آلاف منتج مُعتمد على أنها حلال وصادرات إلى دول في جميع أنحاء العالم.
وأفاد تقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2022 أن سوق الأغذية الحلال، التي تشمل نحو 1.9 مليار مستهلك تقريبا، وبلغت قيمتها 1.27 تريليون دولار في 2021، من المتوقع أن تصل إلى 1.67 تريليون دولار بحلول عام 2025.
وذكرت منصة ماركت ووتش في تقرير أصدرته في وقت سابق هذا الشهر أن حجم سوق الأغذية الحلال العالمية بلغت العام الماضي نحو 1.52 تريليون دولار.
وبحسب ووتش فمن المتوقع أن يصل حجمها إلى 1.95 تريليون دولار بحلول عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.3 في المئة خلال هذه الفترة.
ونقلت رويترز عن عبدالحليم عابدين من غرفة الصناعة الأردنية، أن البوسنة “تتحمل مسؤولية كبيرة لنشر الحلال في أوروبا” لأنها تقع في قلب القارة.
ويعتبر سوق الأطعمة والمشروبات الحلال الأكبر مقارنة ببقية المنتجات الحلال الأخرى مقارنة مع السياحة الحلال والملابس الحلال، وهي تستحوذ على النصيب الأكبر من حجم الإنفاق العالمي على هذه المنتجات.
وخلال السنوات الماضية توسعت المجالات التي تشملها التجارة الحلال بوتيرة متسارعة لتتجاوز اللحوم والدواجن والألبان والأجبان الخالية من دهون الخنزير.
ورصدت تقارير عالمية وصول هذه الصناعة إلى المياه المحفوظة في حاويات لم يتم تخزين كحوليات فيها، وكذلك الحلويات التي لا يتم تصنيعها بجيلاتين حيواني أو الفيتامينات غير المحتوية على دهون الخنزير.