عيد العمال فرصة للتعبير عن المطالب الاقتصادية و السياسية أيضا

الاحتفال بعيد العمال فرصة مناسبة لرفع سقف المطالب السياسية.
الخميس 2024/05/02
قوتنا في وحدتنا

إسطنبول - يمثل الاحتفال بعيد العمال الموافق لغرة مايو من كل سنة فرصة للتعبير عن المظالم الاقتصادية والمطالب الاجتماعية في أنحاء العالم، إلا أنه مناسبة أيضا للمطالب السياسية.

وأحيا العمال والناشطون في جميع أنحاء العالم أمس الأربعاء بعيد العمال عبر احتجاجات على ارتفاع الأسعار وسط دعوات للمزيد من الحقوق للعمال، كما ظهرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين.

واستخدمت الشرطة في إسطنبول الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص المطاطي لتفريق آلاف الأشخاص الذين حاولوا اختراق حاجز الوصول إلى ميدان تقسيم الرئيسي في تحد للحظر.

وقال وزير الداخلية علي يرليكايا على منصة التواصل الاجتماعي إكس إن ما لا يقل عن 210 أشخاص اعتقلوا.

المشاعر المؤيدة للفلسطينيين جزء من الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار والتضخم في اليوم العالمي للعمال

وأعلنت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة أن تقسيم منطقة محظورة للمظاهرات لأسباب أمنية، لكن الساحة تحمل قيمة رمزية.

وفي عام 1977، فتح مسلحون مجهولون النار خلال احتفال بعيد العمال هناك، مما تسبب في تدافع ومقتل 34 شخصا. وفي يوم الأربعاء، قامت مجموعة صغيرة من ممثلي النقابات العمالية بوضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري للضحايا.

وجاء في تقرير نشرته أسوشيتد برس أنه يتم الاحتفال بيوم العمال، الذي يصادف الأول من مايو، للاحتفال بحقوق العمال، لكنها أيضًا فرصة للتعبير عن التطلعات السياسية.

وكُتب على إحدى اللافتات في ألمانيا “فرض الضرائب على الأغنياء”، “لا تلمس يوم العمل المكون من ثماني ساعات!” وجاء في إحدى الرسائل في فرنسا “أريد أن أعيش، لا أن أنجو”.

وفي باريس، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بينما سار آلاف المتظاهرين في العاصمة الفرنسية مطالبين بتحسين الأجور وظروف العمل.
وتم القبض على تسعة وعشرين شخصا. وانضمت إلى المظاهرة جماعات مؤيدة للفلسطينيين وناشطون مناهضون للألعاب الأولمبية، مرددين شعارات داعمة للفلسطينيين في غزة.

وقامت مجموعة من المتظاهرين بإشعال النار في حلقات أولمبية مؤقتة لإظهار الاستياء من الألعاب الصيفية التي تبدأ في أقل من ثلاثة أشهر. وحذرت النقابات الفرنسية من الإضراب خلال الألعاب إذا لم تقدم الحكومة تعويضات كافية للأشخاص الذين أجبروا على العمل خلال العطلة الصيفية.

وقالت صوفي بينيه، الأمين العام لاتحاد CGT، إحدى أكبر النقابات في فرنسا، إن “المسؤولين الحكوميين فشلوا في مقابلة قادة النقابات.. كيف تتوقع أن تسير الأمور على ما يرام إذا لم تستجب السلطات لأبسط مطالبنا؟”.

وفي أثينا، انضم عدة آلاف من المتظاهرين إلى المسيرات حيث عطلت الإضرابات العمالية وسائل النقل العام في جميع أنحاء اليونان. وتطالب أكبر نقابة بالعودة إلى المفاوضات الاجتماعية بعد إلغاء بعض حقوق العمال خلال الأزمة المالية 2010-2018.

ساحة رمزية لرفع سقف المطالب
ساحة رمزية لرفع سقف المطالب

وانضم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إلى المسيرات، ملوحين بالعلم الفلسطيني العملاق أثناء سيرهم أمام البرلمان اليوناني. ورفع آخرون لافتات لدعم الطلاب المحتجين المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة.

وقال نيكوس مافروكيفالوس في المسيرة “نريد أن نعرب عن تضامننا مع الطلاب في الولايات المتحدة، الذين يواجهون قمعًا كبيرًا لحقوقهم ومطالبهم العادلة”. وأضاف “نريد أن نبعث برسالة مفادها أن العمال يقولون لا للاستغلال، لا للفقر، لا لغلاء الأسعار”.

وفي نيجيريا، انتقدت النقابات جهود الحكومة لتخفيف تكاليف المعيشة وطالبت بزيادة أكبر في الرواتب، حيث ارتفع التضخم إلى 33 في المئة وهو الأعلى منذ 28 عاما.

وفي جنوب أفريقيا، انضم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إلى فعاليات عيد العمال. وفي كينيا، دعا الرئيس ويليام روتو إلى زيادة الحد الأدنى للأجور في البلاد.

وفي لبنان، اختلط المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين بالعمال للمطالبة بإنهاء الأزمة الاقتصادية المستفحلة.

وقال عابد الطباع، أحد المتظاهرين “السياسيون لا يشعرون بألم العامل أو الظروف الاقتصادية”.

وفي العراق، طالب المتظاهرون بتحسين الأجور، وإعادة فتح المصانع المغلقة وإنهاء خصخصة بعض الشركات.

وتظاهر عشرات الآلاف من السريلانكيين في شوارع العاصمة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها، بعد عامين من إعلان إفلاسها.

وتزايد الاستياء من الجهود المبذولة لزيادة الإيرادات عن طريق رفع أسعار الكهرباء وفرض الضرائب على المهنيين والشركات الصغيرة.

وفي عاصمة كوريا الجنوبية، ردد آلاف المتظاهرين شعارات مؤيدة للعمال في مسيرة قال المنظمون إنها تهدف إلى تكثيف الانتقادات لما يصفونها بالسياسات المناهضة للعمال التي تنتهجها حكومة الرئيس يون سوك يول المحافظة.

مواجهة ساخنة
مواجهة ساخنة

وقال يانغ كيونغ سو، زعيم اتحاد نقابات العمال الكوري، في خطاب له “في العامين الماضيين في ظل حكومة يون سوك يول، غرقت حياة عمالنا في اليأس”.

وانتقد أعضاء النقابة الفيتو الذي استخدمه يون مؤخرا على مشروع قانون يهدف إلى الحد من حقوق الشركات في المطالبة بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن الإضرابات النقابية. كما تعهدت الحكومة بالتعامل بصرامة مع الإضرابات غير القانونية.

وفي اليابان، تجمع أكثر من 10 آلاف شخص في طوكيو للمطالبة بزيادة الرواتب لتعويض ارتفاع الأسعار. وقال ماساكو أوباتا، زعيم الاتحاد الوطني لنقابات العمال ذي الميول اليسارية، إن انخفاض الأجور أدى إلى اتساع الفوارق في الدخل.

وفي إندونيسيا، طالب العمال بحماية العمال المهاجرين في الخارج وزيادة الحد الأدنى للأجور. وتجمع المتظاهرون وسط تواجد مشدد للشرطة، مرددين شعارات مناهضة لقانون خلق فرص العمل الجديد وتخفيف قواعد الاستعانة بمصادر خارجية.

وفي الفلبين، نظم مئات العمال والناشطين اليساريين مسيرة للمطالبة بزيادة الأجور والأمن الوظيفي وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط، فيما منعتهم قوات مكافحة الشغب من الاقتراب من القصر الرئاسي.

7