عودة البلبولي إلى منتخب تونس تثير الانتقادات

تونس - كان اختيار مدرب منتخب تونس جلال القادري للحارس المخضرم أيمن البلبولي ليكون ضمن قائمة نجوم نسور قرطاج المشاركين في مونديال قطر 2022 عاملا مهما لإثارة انتقادات كبيرة وردود فعل متباينة.
ويرتكز الاختلاف على أن البلبولي كان بعيدا عن منتخب تونس لفترة طويلة جدا، إذ أعلن في يوليو الماضي اعتزاله كرة القدم نهائيا، ثم تراجع بطلب من رئيس فريقه النجم الساحلي عثمان جنيح، ليكون داعما للعناصر الشابة.
لم يكن الموسم المنقضي للحارس أيمن البلبولي ناجحا مع النجم الساحلي، خصوصا أنه عانى من الإصابات كثيرا ليترك مكانه للحارس علي الجمل. لذلك قرر البلبولي في يوليو الماضي وضع حد لمسيرته بعمر 38 عاما، وأعلن رسميا اعتزاله، لكن سرعان ما تراجع عن القرار بعدما اجتمع به رئيس النجم عثمان جنيح، الذي أقنعه بضرورة المواصلة ليفيد العناصر الشابة بخبرته.
واستجاب البلبولي وعاد إلى الملاعب في أغسطس الماضي، إذ وقع عقدا جديدا مع النجم الساحلي لمدة موسم واحد. ومع انطلاق الدوري الممتاز 2022 - 2023 حرص المدير الفني لفريق جوهرة الساحل محمد المكشر على الدفع بأيمن البلبولي في كل المباريات الـ4 التي لعبها الفريق. وشفعت هذه المباريات للمثلوثي ليكون ضمن قائمة منتخب تونس في مونديال قطر 2022، رغم ابتعاده عن نسور قرطاج منذ 2019.
وزاد هذا الاختيار من الانتقادات ضد المدرب جلال القادري، لاسيما وأن البلبولي دخل القائمة على حساب حارس مرمى الترجي الشاب صدقي الدبشي، الذي حرم من المشاركة في هذا الحدث العالمي.
وقال القادري في تصريح صحفي”أيمن دحمان سيكون الحارس الأول للمنتخب خلال المونديال، بالنظر إلى الإمكانات التي قدمها مؤخرا وحتى قبل تعرضه للإصابة الموسم الماضي”. وأضاف “قررنا ضم 4 حراس إلى القائمة النهائية للمونديال، تحسبا لأي طارئ، خصوصا وأن منتخب تونس لعب مباراته الثالثة في مونديال روسيا 2018 بحارس واحد (أيمن البلبولي)، بعد إصابة معز حسن وفاروق بن مصطفى”.
وعن تأثره بالضغوطات الأخيرة حول قائمة المنتخب، علق “المسؤولية تحتم علي اتخاذ قرارات قد تكون موجعة، لكن أجتهد وأحاول أن أكون عادلا في الاختيارات”. وختم “نحن نحترم كل الآراء، كيف لي أن أقود المنتخب في المونديال، وفي ذهني أنني ظلمت لاعبا”. بدوره اختار المدرب السابق لمنتخب تونس يوسف الزواوي أفضل حارس يمكنه حماية شباك نسور قرطاج في مونديال قطر 2022.
وقال الزواوي في تصريح لقناة حنبعل مساء الثلاثاء “أتفق في الرأي مع الدولي السابق حاتم الطرابلسي بخصوص الحارس أيمن دحمان، فهو الأفضل في تونس حاليا”.
وشدد على أن دحمان “يتمتع بإمكانيات فنية، وخصال تجعله الأوفر حظا لحراسة شباك منتخب تونس في المونديال”. وتابع “أما الحارس الثاني للمنتخب فهو البشير بن سعيد، لأنه شارك في كأس العرب وكأس أمم أفريقيا”. واستدرك “البشير ارتكب هفوة في مباراة فريقه الاتحاد المنستيري ضد الأهلي المصري كلفتهم الخسارة في ذهاب دور 32 من دوري الأبطال، قبل أن ينقذ شباكه من هدف آخر بدا محققا”.
وأضاف الزواوي “حين أسمع أن البشير بن سعيد تأثر معنويا بشدة بسبب ما يقال في البرامج الرياضية حول حراسة مرمى المنتخب في مونديال قطر، سأقول إنه لا يتمتع بشخصية قوية”.
وبدأ أيمن البلبولي مسيرته مع ناشئي شبان شبيبة العمران مطلع التسعينات، قبل أن ينتقل إلى النادي الأفريقي عام 1995. وفي 1999 انتقل إلى النجم الساحلي وسنه لم تتجاوز 15 عاما. وفي 2001 التحق بالفريق الأول للنجم الساحلي بعمر 17 عاما بطلب من المدرب برنارد كازوني، الذي دفع به في بعض المقابلات قبل أن يصبح الحارسه الأول للفريق.
وتوج البلبولي مع النجم الساحلي بلقب الدوري عامي 2007 و2016، ولقب الكأس في 2012 و2014 و2015. كما نال لقب دوري أبطال أفريقيا 2007، وكأس السوبر الأفريقي عام 2008، وكأس الكنفدرالية الأفريقية 2006 و2015.
وسبق للمثلوثي أيضا أن توج بلقب كأس الكؤوس الأفريقية عام 2003. وغادر أيمن البلبولي النجم الساحلي عام 2018، ليخوض تجربة مع نادي الباطن السعودي، لكن سرعان ما عاد إلى الدوري التونسي من بوابة الأفريقي، الذي غادره بعد تجربة قصيرة لينضم إلى العدالة السعودي. وفي 2020 عاد البلبولي إلى النجم الساحلي الذي يواصل معه المشوار إلى اليوم.
انطلاقا من عام 2008 أصبح أيمن البلبولي الحارس الأساسي لمنتخب تونس، فشارك معه في كأس أمم أفريقيا 6 مرات، كما توج بلقب كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين “الشان” عام 2011.
وإجمالا لعب أيمن البلبولي مع نسور قرطاج 70 مباراة دولية. في مونديال روسيا 2018 قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم تكريم البلبولي على الخدمات الكبيرة التي قدمها للمنتخب على امتداد 10 سنوات، فتم ضمه إلى القائمة المشاركة في كأس العالم، كحارس ثالث للنسور.
ولم يكن في برنامج المدرب نبيل معلول حينها أن يشرك البلبولي، لكن أصيب معز حسن في المباراة الأولى أمام إنجلترا، ثم تعرض الحارس الثاني فاروق بن مصطفى لإصابة في اللقاء الثاني ضد بلجيكا، مما فرض على المدرب الاعتماد على أيمن البلبولي في ختام دور المجموعات ضد منتخب بنما، حيث فاز يومها النسور 2 - 1، ليكون ثاني فوز في تاريخ مشاركات تونس في المونديال.