عمليتا زرع قلب و7 عمليات زرع كلى و3 عمليات زرع كبد ناجحة في تونس خلال شهر يونيو

تونس - أعلنت وزارة الصحة التونسية أن الفرق الطبية التونسية في المؤسسات الاستشفائية العمومية والعسكرية واصلت سلسلة نجاحاتها في مجال أخذ الأعضاء وزرعها حيث تميّز شهر يونيو 2022 بتحقيق إنجازات جديدة.
ووفق بيان أصدرته الوزارة، مساء الأربعاء الماضي، تمثلت هذه النّجاحات في عمليّتي زرع قلب بالمستشفى الجامعي الرابطة بتونس و3 عمليات زرع كبد بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى.
كما تمكّن الإطار الطبّي والصحّي من إجراء 7 عمليّات زرع كلى بالمستشفى العسكري الأصلي للتّعليم بتونس، وبالمستشفيات الجامعية سهلول بسوسة والحبيب بورقيبة بصفاقس وشارل نيكول والرّابطة بتونس، إضافة إلى 8 عمليات لزرع القرنيّة.
◙ تونس توصلت إلى إنجاز أكثر من 2300 عملية زرع كلى، وأكثر من 50 عملية زرع قلب وأكثر من 60 عملية زرع كبد
يذكر أن عمليات زرع الأعضاء والأنسجة قديمة في تونس، وبدأت أول عملية زرع قرنية بتونس عام 1948، بينما يعود تاريخ أول عملية زرع كلى في مستشفى شارل نيكول في العاصمة إلى 4 يونيو 1986، من إنسان حي إلى شقيقه، ومنذ ذلك التاريخ تعددت العمليات. بينما أول عملية زرع كلى في العالم وبالأساس في باريس والولايات المتحدة كانت في سنة 1957.
وفي عام 1993 جرت أول عملية زرع قلب في المستشفى العسكري بتونس، بينما تعود أول عملية زرع كبد في مستشفى سهلول إلى عام 1989. ولفت مدير عام المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء الطيب بن عبدالله إلى "وجود كفاءات طبية قادرة على القيام بهذا النوع من العمليات، إلا أن المشكلة تكمن في العدد القليل من المتبرعين، مما لا يلبي حاجات المرضى على قوائم الانتظار".
وأشار إلى أن "تونس توصلت إلى إنجاز أكثر من 2300 عملية زرع كلى، وأكثر من 50 عملية زرع قلب وأكثر من 60 عملية زرع كبد، ولكن الأرقام تبقى دون المأمول خاصة في ظل وجود 14 ألف مريض بقصور كلوي ومن بينهم 3 آلاف ينتظرون عمليات زرع كلى، بالإضافة إلى وجود المئات من الأشخاص ينتظرون عملية زرع قلب وكبد".
ويقول المشرفون على المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء إنّ نسبة التبرع في تونس ضعيفة في مقابل الحاجة الكبيرة، وتقدر بنحو 200 عملية زرع كبد، و50 عملية زرع قلب، و20 عملية زرع رئة سنوياً، علماً أن هناك 1644 مريضاً مسجلاً بالمركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء. ويخضع 14 ألف مريض بالقصور الكلوي لعمليات الغسيل الكلوي ويزداد هذا الرقم سنوياً بنحو 500 مريض.
وأكد بن عبدالله أن "عمليات زرع الأعضاء تعطلت بشكل كامل خلال السنتين الماضيتين بسبب انتشار فايروس كورونا". ويشترط المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء أن تكون هناك قرابة بين المريض والمتبرع تفادياً لإمكان عمليات البيع والشراء، وذلك بعد التحقق من أن نسبة النجاح عالية وتفوق 80 في المئة بعد إجراء التحاليل والفحوص اللازمة.
وأبرز مدير المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء أن "في العالم نسبة المتبرعين من المتوفين دماغياً تفوق 80 في المئة، من العدد الإجمالي للمتبرعين، بينما في تونس 80 في المئة من عمليات زرع الكلى تكون من إنسان حي إلى إنسان آخر، وهذا لا يلبي حاجات المرضى الذين هم في حالة انتظار". ويسمح القانون التونسي للمواطنين بأن يضعوا عبارة "متبرع" على بطاقات الهوية، إلا أن عددهم لا يتجاوز الـ14 ألف مواطن.
يذكر أنه في ديسمبر الماضي، تمكّنت أربعة طواقم طبية من منح الحياة في يوم واحد لأربعة مرضى يعانون من قصور في أعضاء حيوية في أجسادهم بعد نجاح أربع عمليات متزامنة لزرع أعضاء أخذت من جسد رجل سمح بالتبرع بأعضائه بعد موته سريريا نتيجة إصابته بجلطة دماغية. وسجلت مستشفيات تونسية نجاحاً لافتاً بعدما تمكنت الطواقم الطبية من زراعة 4 أعضاء لمرضى بالقصور الكلوي وفشل في القلب والكبد.
وتمكّنت الطواقم الطبية، بعد تلقّي المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء إشعاراً بموافقة عائلة المتوفى على التبرّع بأعضائه، من تهيئة المرضى في وقت قياسي بعد استقدامهم على عجل من محافظات مختلفة.
ويقول مدير مستشفى سهلول شوقي حمودة إنه جرى نقل القلب بسرعة قياسية إلى مستشفى الرابطة في العاصمة تونس، وجرت عملية الزرع الأولى هناك، في وقت زرعت كليتان لفتاتين كانت إحداهما تصارع الموت، في حين تم زرع الكبد في المستشفى نفسه الذي توفي فيه المتبرع.
ويقول حمودة إن الطواقم الطبية كانت في سباق مع الوقت لإنجاح عمليات زراعة الأعضاء الأربعة وتحقيق أمنية المتوفى وعائلته بأن تنقل الأعضاء إلى أجساد جديدة لإكمال مسيرة الحياة.