عمليتا القطيف والدمام تؤكدان تمدد الطائفية في الشرق الأوسط

أسئلة كثيرة ترددت حول العمليتين الإرهابيتين اللتين حدثتا في القطيف والدمام بالمملكة العربية السعودية مؤخراً، وأصابتا مُصلين في مسجدين من مساجد الشيعة، وتبنى العمليتين إرهابيو داعش، ومن بين هذه الأسئلة سؤال: مَنْ المستفيد؟
الإرهاب الداعشي في العراق على سبيل المثال يقوم بالتفجير في منطقة للشيعة ثم يعقبها بحادثة مماثلة في منطقة للسنة، وحين وصل هذا التنظيم إلى اليأس من بذر بذور الفتنة في العراق اتجه إلى المملكة العربية السعودية، لزرع الفرقة بين أفراد الشعب الواحد، وزرع عدم الثقة في الأجهزة الأمنية، وقدرتها على حمايتهم كمواطنين يعيشون في بلادهم.
بالضبط كما فعل قبل سنوات في مصر، فقد وضع نصب عينيه أعمال سكين الغدر، والفتنة بين المسيحيين (الأقباط) والمسلمين، في بلاد تعاني منذ سنوات من أزمات كثيرة خلقتها ظروف داخلية وخارجية، وعقدتها الأزمة المالية العالمية منذ عام 2009، حيث تضاعفت متاعب الطبقات الوسطى والفقيرة في هذا البلد العربي الكبير، إضافة إلى ذلك عزف الدوائر الغربية على وتر الأقليات في مصر، والمقصود هنا الأقباط تحديدا، وقبلها على سكان منطقة النوبة جنوب مصر، لإحداث الفرقة طولا وعرضا في مصر.
من غير المعقول أن يكون ذبح السعوديين والعراقيين والمصريين مسلمين ومسيحيين إعلاء لراية الإسلام
حادثة الإسكندرية في مصر، والتي تم فيها إحداث تفجيرين انتحاريين، الفارق الزمني بينهما خمس دقائق، في منطقة تقع فيها كنيسة وجامع، والمسافة بينهما عدة أمتار فقط، وأثناء الاحتفال بعيد الميلاد، فقد تم اختيار المنطقة بدقة لتكون منطقة احتكاك بين مكانين للعبادة، والهدف واضح من هذا الاختيار، اتهام هذا الطرف للآخر على أمل إشعال الفتنة الدينية في مصر بين الأقباط والمسلمين لزعزعة الأمن والسلام في هذا البلد العربي الكبير، وبهذه الوسيلة الخبيثة وبذات السيناريو، الذي يعاد تمثيله بحذافيره هذه المرة في المملكة العربية السعودية، وقد استخدم قبل ذلك مرات كثيرة في العراق، لخلق الفتنة الطائفية.
ولكن العراقيين كانوا أنبه من أن يخدعوا بما يراد لهم من مصير، فاتّبع المجرمون نهجا آخر يعزف على خلق الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في العراق، وفي مصر وفي لبنان والسودان، وأينما يوجد طيف آخر، وفي كل مرة يقول العقلاء ابحثوا عن المستفيد من خلق الفتنة؟
المجرمون يسعون إلى خلق فتنة بين المسلمين والمسيحيين في العراق، وفي مصر ولبنان وأينما يوجد طيف آخر
العقلاء في السعودية يرون أن أي حادثة إرهابية من هذا النوع تتطلب معرفة المستفيد مما حدث أولا، والأصابع كلها تشير إلى أن ما فعله الإرهابيون في الولايات المتحدة وأوروبا، والذي كان وبالا على المسلمين وكان مسيئا للدين الإسلامي، وأن من يقوم بهذه الأعمال البشعة هو في الحقيقة ضد الإسلام والمسلمين، وأنه مخترق من أجهزة استخباراتية أجنبية معادية لا تريد لدولنا الخير ولا تريد لمجتمعاتنا أن تبقى موحدة تعيش في دعة واطمئنان، وما حدث ويحدث في هذا البلد أو ذاك من بلداننا يشير بأصابع الاتهام لهذه الجماعات الإرهابية ويؤشر على أنها مخترقة طولا وعرضا ولكل من يدفع الأموال لقادتها، فمن غير المعقول أن يكون ذبح السعوديين والعراقيين والمصريين مسلمين ومسيحيين إعلاء لراية الإسلام.