عمليات إنزال عشوائية للمساعدات تودي بفلسطينيين

الإدارة الأميركية تعتزم إنشاء رصيف بحري لدعم جهود الإغاثة، لكن التوجه يلاقي تحفظات كبيرة.
السبت 2024/03/09
بين مطرقة الجوع وسندان الوصول للمساعدات

غزة - لقي فلسطينيون حتفهم وجرح آخرون، إثر سقوط صناديق مساعدات ألقتها طائرات على قطاع غزة. وتحولت العديد من الدول نحو عمليات إنزال جوي للمساعدات لسكان القطاع المدمر على ضوء منع إسرائيل مرورها على المعابر البرية.

وقال الطبيب محمد الشيخ في مستشفى الشفاء “قتل خمسة مواطنين وأصيب عشرة آخرون عقب سقوط صناديق مساعدات إنسانية إغاثية وغذائية ألقتها طائرات فوق منطقة أبراج الفيروز شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة”.

وذكر شاهد عيان يدعى محمد الغول (50 عاما) من سكان مخيم الشاطئ “عندما بدأت الطائرات تلقي المساعدات بالمظلات، توجهت أنا وأخي إلى منطقة الفيروز القريبة على أمل أن نستطيع الحصول على كيس طحين”. وأضاف الغول “الجوع صعب وهذا ما جعلنا نذهب للبحث عن الطعام، وفجأة شاهدت مظلة لم تفتح وسقطت مثل صاروخ على سطح بيت بالفيروز”.

وتابع “بعد عشر دقائق رأيتهم ينقلون ثلاثة شهداء ومصابين آخرين كانوا على سطح المنزل سقطت عليهم صناديق المساعدات”، مشيرا إلى أن “هناك مظلات سقطت في البحر وبجانب مدرسة إيواء”.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس “أوقعت عملية الإنزال الجوي العشوائية للمساعدات خمسة شهداء وعدة إصابات، رغم تأكيدنا المسبق أن هذه العمليات غير مجدية وليست هي الطريقة المثلى لإدخال المساعدات”.

وطالبت الحركة “بفتح المعابر البرية لإدخال آلاف أطنان المساعدات بشكل فوري وعاجل منعاً لتعمُّق المجاعة في قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة والشمال”. وأثيرت في الأيام الماضية ضجة كبيرة بعد أن سقطت مساعدات أردنية في البحر، فيما تجمهر المئات من الفلسطينيين، على الشاطئ على أمل الحصول على شيء منها.

ويتعرض قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر إلى قصف إسرائيلي عنيف واجتياحات برية أدت بحياة أكثر من ثلاثين ألفا معظمهم من المدنيين فضلا عن دمار واسع في الجيب الفلسطيني الصغير. وفي ظل الرفض الإسرائيلي لمرور الإغاثة الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، لجأت الدول إلى إسقاط المساعدات جوا، لكن متابعين يقولون إن الخطوة غير كافية، كما أن سقوط قتلى جراء سقوط صناديق المساعدات من شأنه أن يضاعف من الشكوك حول جدوى هذه الآلية.

وإلى جانب عمليات الإنزال الجوية للمساعدات تعتزم الإدارة الأميركية إنشاء رصيف بحري لدعم جهود الإغاثة لكن التوجه يلاقي هو الآخر تحفظات كبيرة في ظل شكوك في النوايا الكامنة خلف الخطوة. وندّد المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري الجمعة بالخطوة الأميركية وقال فخري خلال مؤتمر صحفي في جنيف “للمرة الأولى أسمع أحداً يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفاً بحرياً، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني”.

2