لم تنتبه المعارضة لخطورة ما يحدث، بل تواطأت في ذلك، وكان أكثر من تواطأ وخطط هم الإخوان المسلمون، وهم جماعة طائفية وأصولية.

في غياب أي حل راهن، فإن اتجاه الأحداث مستمر نحو حرب سينمائية وقتل كارثي ودمار مخيف وهيمنة إيرانية مستمرة وتدخل أميركي أوسع في شؤون سوريا.

الجهاديون في سوريا يطوّرون خبراتهم وسيعودون بها إلى بلدانهم، وهذا سيتم بعد تهشيمهم إثر الحل السياسي والذي لن ينهي وجودهم كما قال الأميركيون.

نقطة الضعف الأساسية في الموقف التركي من سوريا إعطاء الإخوان دوراً مركزياً فيه ورهن موقفهم لهذا الاعتبار، فهم أصبحوا داعمين لحزب وليس لثورة، لتنظيم وليس لشعب، لأسلمة الثورة وليس لثورة شعبية.

هناك ميل مجتمعي للتخلص من الهويات الأولية وتذمر واسع من الإسلام السياسي بكل تنويعاته، وهناك شعور بالإهانة القومية لاسيما إثر التدخل التركي والإيراني في شؤون الدول العربية.

محنة كوباني وحملة التحالف الدولي والموقف التركي توضح لحزب الاتحاد الديمقراطي أن علاقته بالنظام السوري يجب أن تنتهي.

داعش حصان رابح في السياسة التركية فهو يوقف التمدد الكردي، ويدفع القوى الفاعلة في سوريا لكي تتقبل الإخوان، وهو ما يعطي أهمية للدور التركي في سوريا.

ليس بداعش فقط تهزم الشعوب، والخطر سيظل جاثما ما دام الفكر الجهادي موجودا. هذا الفكر يستقي قوته من مشكلات الواقع، ومن تغليب التقليد على التحديث في الفكر الإسلامي.

وجود الإخوان في التحالف سيعني موقفا شعبيا رافضا لهم، وبالتالي يريد الإخوان، وبعد تراجع موقفهم وتقهقر الجهاديين أن يتقدموا مجددا وكأنهم هم من يمثل السنة فقط في أية عملية سياسية.

الأنظمة الطائفية ضعيفة الأدوار، والحروب الصغيرة عبر مجموعات إرهابية باسم الدين، هي ربما لوحة الأنظمة القادمة في منطقتنا، وربما هذا ما قصده أوباما بقوله لن تنتهي داعش فورا.

الحل في اعتراف جمهور الثورة بأن الجهادية خطر على كل السوريين، وأن الثورة لكل السوريين، ورفض كل ملمح طائفي في الثورة، وأن النظام القادم سيكون ديمقراطيا وعلمانيا، ومصالح الناس مؤمنة.

تحدد السياسة الأميركية شكل النظام القادم في سوريا، بما لا يختلف عما هو في العراق ولبنان، وبالتالي سيكون حكما أقرب للطائفي والمذهبي ويحفظ للأكراد بعض الحقوق.

الثورة لن تتخلى عن مطلب بناء دولة لا مزرعة. تريد العراق بلدا قويا وديمقراطيا، وهذا لا يمكن أن يتحقق بالرتق، بل يتحقق بتغيير كامل في السياسات.