احتمالات الحرب مستبعدة كثيرا مع وجود المايسترو الأميركي في المنطقة، بل بوجود داعش، وهو إحدى أهم حجج بغداد في تبرير رفضها لإجراء الاستفتاء أثناء دوران عجلة الحرب ضده في غرب العراق.

لا أهمية فورية لنتائج استفتاء كردستان العراق، حتى لو صوت كل المشاركين من سكان الإقليم لصالح الاستقلال. المهم هو الاستقلال نفسه، والإجراءات العملية لترسيم الحدود.

أمام السوريين فترة انتظار جديدة. ومن حيث يبدو أن التخلص من داعش والنصرة مصلحة للنظام، سيكون ذلك مصلحة للمعارضات أيضا بما يشبه تأهل الطرفين إلى مباراة نهائية، حتى لو كانت المعارضات ليست على قلب سوريا واحدة.

الفشل الأممي ليس جديدا بخصوص المسألة السورية وثورتها المستحيلة، فالأمم المتحدة في الأحوال الاعتيادية مجرد جمعية خيرية، أو غرفة إسعاف في ما يتعلق بالأزمات.

ليس الموت وحده ما يعانيه النازحون، ففي تفاصيل يوميات الهروب معاناة قد تكون حتى أكبر من موت عزيز أو قريب.

لا يستطيع أحد من الأكراد السوريين أن يثبت عكس الشائع أن المرأة الكردية مستغلة سياسيا وإعلاميا هنا في إطار القضية الكردية، وأنها بمجرد عودة الحياة السلمية إلى المنطقة ستعود إلى حالتها الأولى، كـ"حرمة"، مثلها مثل المرأة العربية.

لن يستطيع المعارضون من الائتلاف ومن الهيئة العليا للمفاوضات ومن منصتي القاهرة وموسكو السلميتين، تسويق ما لا يمكن هضمه من هؤلاء الملايين الخمسة.

في سوريا فإن الهدم المستمر، من وجهة نظر النظام، ومن وجهة نظر الثورة، يجعل فرصة إعادة البناء ممكنة في الأجل المتوسط، حتى لو كان المستقبل القريب متشائما من وجهتي النظر.

التقية الروسية تجاه أميركا تستخدم في العلن فقط، فعلى طاولة المفاوضات نيابة عن الأسد، تقدم روسيا للطرف الأميركي قائمة من المطالب وتقدم التنازلات. بينما تعلن في وسائل الإعلام أكاذيب يتناوب على بثها بوتين وموظفو خارجيته.

على مستوى العلاقات الدولية للاعبين في سوريا، من المستبعد التفكير في تقسيم جغرافي، وأكثر ما هنالك ستتم المحافظة على مناطق النفوذ التي تم تقاسمها مسبقا بين روسيا وأميركا وتركيا.

المجتمع السوري، بمعارضيه والمؤيدين، لا يملك أي وقت في زمن الحرب. وحتى تخييره بين النظام وداعش لا يملك الاستجابة لأحد طرفيه، أو حتى رفض الطرفين معا.

سكان الموصل وسكان الرقة أكثرية مطلقة في كل من المدينتين مقارنة مع داعش ومع الحشد الشعبي والجيش العراقي ومقارنة مع قوات سوريا الديمقراطية، بل مقارنة مع القوات المهاجمة للمدينتين لتخليصهما من شر داعش.

أميركا أقوى عسكريا وسياسيا واقتصاديا من روسيا وإيران معا، لكنها غير مضطرة لاستخدام تلك الوصايا لأنها لا تعادي روسيا صراحة أو لا تستعجل مواجهتها .

الدعم الصريح الأميركي للحزب الاتحاد الديمقراطي وقوته الضاربة، قوات حماية الشعب الكردية، لا يعد ورطة كونها لا تزج بالعدد القليل من جنودها الموزعين على قواعد في الرميلان ومطار الطبقة العسكري في أي معارك مع داعش.

كل ما يتحرك في الرقة وعلى أطرافها مرصود على أنه داعشي، أميركيا وقسديا، ومن "قوات النخبة"، وإذا ثبت العكس فهو مدني لكن بعد فوات الأوان.

الآن امتلكت إيران الدليل على أنها ضحية لداعش بالأصالة، خلافا للتحليلات التي دأبت على الربط بين الدور الإيراني في سوريا، وبين دور التنظيم فيها.