أرضنا ستصير حريقا يسحل حريقا، ويستثنى من المشهد، إسرائيل وإيران والنفط العزيز، مع أفلام قصيرة جدا وغير مكلفة بباب الدم الثانوي، في كوبنهاغن وباريس وسدني ونيويورك وشقيقاتها.

أميركا تقول إنها ضد التمدد الحوثي في اليمن لكنّ أهل العقل والفهم سيكتشفون بيسرٍ أن كل سيارة ملغمة تقتل عشرة حوثيين، ستقابلها سيارة تقتل عشرة من تنظيم القاعدة.

السياسة تفسد العقل وتهدّ الحيل وتأكل الجسم، لذلك لن أكتب الليلة إنّ الوحوش الأميركان إذا دخلوا قرية أفسدوها.

إنّ أخطر ما في “الديمقراطية الأميركانية” القائمة حتى الآن في بغداد العباسية وما تبقى من أخياتها على ذمة الخريطة، هو أنها ديمقراطية شكلية ودونية وقذرة ولا تستحي.

أرسل العراقُ الغفل مئة وأربعين طائرة مدنية وعسكرية، وديعة مؤتمنة في إيران، لحفظها من أسنان الوحش الأميركي الكاسر، وساعة انقضاء تلك الحرب الملعونة، رفض ورثة الخميني ردّ الأمانة إلى أهلها.

فوق كل هذا الجبل العظيم من القهر، يئنّ الدرويش وينوحُ ويتناوح قدّام حسبة غير عادلة من علامات الكِبَر.

في تمام الثالثة سأخرج من بوابة القصر الكائنة بذيل جسر الجمهورية الكرخيّ فأُحيّي جواد سليم مستعجلا وأنعطف شمالا بباب شارع الرشيد.

ما تبقّى من الزقاق سيكون من حصة فندق الفارابي ودار كبيرة مرة صارت جمعية استهلاكية ومرة أضحت مركزاً ثقافياً فرنسياً كما تشير خرابيط وبرابيط مخيّلتي الآن.

في السنة الثلجية الجديدة التي أفتى العالِم المجتهد عبدالإله الصايغ، بأنها عامٌ مذكّر يُتفاءل به وليس سنة مؤنثة منحوسة يُتشاءم بمطلعِ خلقتها، سأرفضُ بتهذيبٍ عالٍ روزنامة الكتبيّ الطبّاع سامي طليعة.

القراءة صارتْ مثل وجبة الأكل السريعة، والرعية حتى على صفحات الفيسبوك لا تقرأ النصّ الذي يزيد جسمه عن خمسة سطور.

المشهد الرحيم كان متكاملاً مثل وصف سعدي الحلي البديع لحبيبته التي حوّلها المشاكسون إلى حبيب إذ ناح بمطلعها "خدودك شيوعيات" دلالة الحمرة والعافية.

على باب التسعينات الميتة، تحركتْ المقهى عشرة أمتار وحطّتْ ببناية جديدة قوية لا أدري اسمها، لكنّ من علاماتها الواضحة، كان المصرف الإسلاميّ.

نحن الآن بمنعرج خيرٍ وبركةٍ وحلّ، وما هي إلّا كمشة أيامٍ محسوبات، حتى نرى الناس الخارجة من صباح الرزقِ والعافية، وهي تمشي وتتبختر في الشوارع.

لا عدالة فوق الأرض. داود خسرَ واوهُ الثانية، السمك المشويُّ فوق حطب النارنج المطقطق، أطيب من السمك الذي تشويه الإلكترونات اليابسة.

بدأت قنادر الربع الأخيار، تعزف نغمَ الفرح على درج المقهى الصاعد، ظهريتها الدائخة، وقعتْ أعظم مجزرةٍ للتبويس المملِّ الذي فاقتْ حماستهُ، طقطقة ضلوع الموتى فوق دكّة التغسيل.

من الثابتات النابتات بغابة الفيسبوك هو أنّ حظّ المرأة الواحدة من الإعجاب، يساوي حظّ عشيرة من الرجال المحترمين.

رجل الدين القائم على عرش السلطة وكرسيّها المؤبّد، يقتلكَ ويسبي نساءك ويذبح عيالك ويغنم مالك، ثمّ ينطحك نطحة الرحمة.

أُفضّلُ السواخن الباخرات على البوارد الساكتات، وأكل الهند والسند، على أكل الصين وما حولها، وبعضُ ما تعرضهُ الشرائط الملونات بالعوافي.