حزب الله لا يريد الانتخابات لأنها ستجعل جزءا أساسيا ممن حوله اليوم في حل منه بعد الانتخابات، ولن يعدم وسيلة لتأجيلها عاما، مع أنه قادر على فرض إجرائها بالقانون الذي يشاء بعد أشهر قليلة.

التلويح بورقة حزب الله، وعقد مؤتمر دعم فلسطين في طهران، والتهديد بضرب مفاعل ديمونا، ليست إلا محاولات خطابية مرفقة بكيل الاتهامات للنظام العربي.

فتح ملف اللجوء السوري، والاستثمار الإيراني في المعارضة السورية، يأتيان في سياق ترتيب ميداني يطمح حزب الله من خلاله إلى بناء تفاهمات على الأرض السورية، بشراكة داخلية مع النظام من جهة ومعارضي غب الطلب من جهة ثانية.

العراق هو مساحة تتيح لإيران توجيه رسائل تجاه واشنطن، حيث تسعى طهران في مرحلة عض الأصابع، إلى تنبيه واشنطن بقدرتها على فتح أكثر من جبهة في وجه السياسة الأميركية، وإظهار الكلفة العالية لأي مواجهة مع إيران.

"المناطق الآمنة" و"مسودة الدستور السوري" مشروعان يحددان مسار الأزمة وطرق التسوية بالمعيارين الأميركي والروسي، ويستندان إلى الاقتناع بأن أطراف الصراع استنزفت إلى حد بعيد، وقابليتها للقبول بالتسوية باتت ظاهرة.

الاستبداد، أيا كانت هويته الفكرية أو السياسية، هو البيئة الملائمة لنمو ظاهرة التكفير والإرهاب معا. فالنظام السياسي الذي يكتم حق التعبير عن الاختلاف والتنوع في المجتمع، يمارس فعلا تكفيريا، وينمي هذه الظاهرة لدى البيئات المحكومة أو المصادرة.

معركة وادي بردى رسالة إصرار إيرانية على إنهاء جيوب المعارضة السورية في كامل أراضي سوريا المفيدة، وهي ستعمل على تحصين نفوذها في مواجهة التفاهم التركي – الروسي، بتوجيه رسائل إقليمية ودولية بأنها هي من يقرر في هذه المساحة.

بعد رفسنجاني تتجه العملية السياسية في إيران إلى المزيد من الشرخ بين الأيديولوجيا الدينية التي يبشر بها الولي الفقيه والحرس الثوري، وبين نزعات تجديدية وإصلاحية.

الخطورة التي يتحسسها النظام السوري وطهران من التعاون التركي- الروسي، تكمن في احتمال أن يزعزع الدخول التركي صلابة المعادلة التي تحمي النظام السوري وتحصنه دوليا وإقليميا.

وحدة العراق مشروع باتت إيران الخاسر الأول في حال تحققه، ووحدة اليمن مشروع نابذ للنفوذ الإيراني، وقوة الدولة في لبنان رسالة موجهة ضد إيران، ووحدة سوريا وإسقاط نظام القتل فيها هو تقويض لمشروع إيران في المنطقة.

القاتل كان يصوب على قتل لبنان، قتل الروح اللبنانية التي يمثلها جبران تويني، قتل لحساب التقوقع والانكفاء، قتل من أجل تعميم التطرف بدل الاعتدال، وتعميم الفوضى بدل الحرية.

وسائل الحرب المذهبية والطائفية هي الأداة التي تتحلق حولها فصائل الحرب، فيما يغيب عمليا أي مشروع سياسي وطني جامع قادر على معالجة أسباب القهر تلك التي شكلت، ولا تزال، أرضا خصبة لنشوء جماعات الإرهاب والتطرف.

عملية تطويع وتدجين القوى الإقليمية تحتاج إلى المزيد من استنزافها في المساحة السورية والعراقية، وهي مهمة كفيلة بأن ترسخ المنظومات المذهبية والطائفية، وتزيد من مستوى العداء والكراهية.

المعركة اليوم يجري الترميز لها بصراع بين مسيحية سياسية صاعدة، وشيعية سياسية تتلمس خطر هذا الصعود. وهذا يجعل من إمكانية الخروج من مأزق التأليف أمرا دونه مصاعب، إما تطويع حزب الله باتجاه خيار الدولة، وإما جر عون إلى أن يقدم الولاء للدويلة.

واضح التصادم المعنوي والرمزي بين ملامح مشروع يريد تعزيز الدولة والسيادة، وبين قوة أخرى عابرة للأوطان تريد أن تفرض أمرا واقعا وتعريفا استثنائيا للسيادة لا بد من قبوله.

العجز الإيراني عن تقديم نموذج جاذب يبرر تدخلها في المنطقة العربية، الذي كشف أن المشروع الإيراني يمتلك قدرة هائلة على التدمير، وعاجز تماما عن تقديم نموذج لدولة وطنية موحدة.

الخيار أمام قوات الاحتلال الروسي والإيراني هو تهجير أكبر قدر من السوريين إلى خارج البلاد، وتدمير المدن والبنى التحتية بما يحول دون عودة المهجرين واللاجئين.. هي حرب لا يمكن أن تنتهي والاحتلال باق.

الاستثمار في الطائفية والغرف من بئرها الآسنة، واستثمار مقولة الخطر على الأقليات، كل هذا وفر للعماد ميشال عون قدرة إضافية على تعطيل الانتخابات الرئاسية، ووفر لحليفه حزب الله قدرة على المزيد من إضعاف الدولة.