علماء ينجحون في تحسين كفاءة ذاكرة الفئران العجوزة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى أن حقن فئران عجوزة بسائل نخاعي مستخلص من فئران صغيرة في السن، يساعد في تحسين ذاكرة الفئران العجوزة.

وتوصل العلماء في السنوات الأخيرة إلى أن حقن كبار السن بدماء من شباب يساعد في تقليل عملية الشيخوخة. وفي إطار التجربة الجديدة، قام فريق الباحثين من مستشفى الأطفال في جامعة بوسطن بسحب سائل نخاعي من فئران صغيرة السن وحقنها في فئران أكبر سنا، لتحديد ما إذا كان ذلك سوف يساعد في تحسين ذاكرتها.

وفي إطار الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “نيوز أند فيوز”، استغرق الباحثون بعض الوقت لضمان عدم تلوث العينات التي يتم سحبها من الفئران الصغيرة قبل حقنها في الفئران العجوزة، ولكن بمجرد الاطمئنان إلى سلامة العينات، قاموا بحقن السائل النخاعي في الفئران العجوزة.

وأخضع الفريق البحثي الفئران محل الدراسة لتجربة، لقياس قدرتها على التذكر عن طريق تعريضها لوميض ثم شحنة كهربائية في القدم، وبعد أسبوعين من حقن الفئران العجوزة، تبين لفريق الدراسة أن الفئران التي تلقت السائل النخاعي الجديد كانت أكثر قدرة على تذكر ما الذي يحدث لها عند رؤية الوميض.

وأفاد الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في العلوم الطبية بأن الفريق البحثي قام بتشريح مخ بعض الفئران التي حقنت بالسائل النخاعي لمعرفة الأسباب العلمية وراء تحسن ذاكرتها، فوجدوا زيادة في بعض المواد التي تؤدي إلى إنتاج الخلايا الدبقية قليلة التغضن، والتي تساعد في تحسين كفاءة الذاكرة. والخلايا الدبقية، وتُدعى أيضا خلايا الدبق العصبي، هي خلايا غير عصبونية موجودة في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) والجهاز العصبي المحيطي، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على إنتاج الدفعات الكهربائية.

وتعمل الخلايا الدبقية على الحفاظ على الاستتباب الداخلي، وتشكيل الميالين في الجهاز العصبي المحيطي وتوفير الدعم والحماية للعصبونات. وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعان من الذاكرة: الذاكرة طويلة المدى والذاكرة قصيرة المدى.

وتستخدم الذاكرة قصيرة المدى لتخزين المعلومات الفورية، من ذلك، قدرة الأفراد على تذكر أسماء أشخاص التقوا بهم مؤخرا، كما أن مساحة التخزين المتاحة في الذاكرة قصير المدى محدودة.

وإذا كان الشخص يعاني من مشكلة عدم تذكر أسماء الأشخاص، ينصحه الخبراء بالعمل على تكرار تلك الأسماء بصوت عال لعدة مرات. وبهذه الطريقة، ستؤدي الأذن دورا في تذكر الأسماء. وإن  كانت المرأة تود تذكر وصفة ما، عليها العمل على تذوق النكهات لتساعدها على تذكرها.

ويمكن استخدام تقنية الاستذكار، وتعتمد هذه الطريقة على ربط الكلمات والصور والجمل بطريقة تساعد على تحسين الذاكرة قصيرة المدى. كما تعتبر الأغاني وسيلة مساعدة جيدة للغاية.

ويمكن أيضا أن يضع الشخص قاعدة استذكار خاصة به، معتمدا على معلومات شخصية يسهل تذكرها، كالحروف الأولى من أسماء أفراد عائلته أو الأشخاص المهمين في حياته. ويمكن أن يستخدم أبسط التراكيب التي يمكنه تكرارها لتحسين ذاكرته قصيرة المدى.