علماء يحددون نوعا جديدا من أمراض فقدان الذاكرة

 متلازمة التنكس العصبي لفقد الذاكرة السائدة الحوفي تؤثر على الجهاز الحوفي للدماغ، ما يساعد على تنظيم العواطف والسلوك.
الأربعاء 2024/07/24
المرض كان يشخص على أنه زهايمر

مينيسوتا(الولايات المتحدة) ـ حدد فريق من العلماء في مؤسسة “مايو كلينك” في مينيسوتا نوعا جديدا من أمراض فقدان الذاكرة لدى كبار السن، يمكن في الكثير من الأحيان الخلط بينه وبين مرض الزهايمر.

وتؤثر “متلازمة التنكس العصبي لفقد الذاكرة السائدة الحوفي، على الجهاز الحوفي للدماغ، ما يساعد على تنظيم العواطف والسلوك.

وتشبه هذه المتلازمة مرض الزهايمر إلى حد كبير، ولكنها لا تتقدم بسرعة ولها “تشخيص أفضل”، وفقا لبيان صحافي صادر عن مؤسسة “مايو كلينك”.

ويعرف الجهاز الحوفي بأنه جزء من الدماغ المسؤول عن استجاباتنا السلوكية والعاطفية، خاصة تلك المتعلقة بالسلوكيات التي نحتاجها للبقاء، مثل التغذية والتكاثر، والاستجابة للقتال أو الهروب، أو ما يسمى بعملية الكر والفر.

واستخدم العلماء بيانات لأكثر من 200 مريض من مركز أبحاث مرض الزهايمر في “مايو كلينك”، ودراسة المؤسسة للشيخوخة، ومبادرة التصوير العصبي لمرض الزهايمر لإنشاء مجموعة من المعايير التي يمكن استخدامها لتشخيص “متلازمة التنكس العصبي لفقد الذاكرة السائدة الحوفي”.

فهم الحالة سيؤدي إلى إدارة أفضل للأعراض وعلاجات أكثر تخصيصا للمرضى الذين يعانون من هذا النوع من التدهور المعرفي

وأشار الفريق إلى أن المعايير تشمل عوامل، مثل العمر وفحوصات الدماغ وأعراض فقدان الذاكرة وبعض العلامات البيولوجية.

وقال ديفيد تي جونز، طبيب الأعصاب في “مايو كلينك” وكبير مؤلفي الدراسة، إنه قبل هذه المعايير، كان تحليل أنسجة المخ بعد وفاة المريض هو الطريقة الوحيدة لتشخيص المتلازمة.

وتابع جونز: “في عملنا السريري، نرى المرضى الذين تبدو أعراض الذاكرة لديهم وكأنها تحاكي مرض الزهايمر، ولكن عندما تنظر إلى تصوير الدماغ أو المؤشرات الحيوية لديهم، فمن الواضح أنهم لا يعانون من الزهايمر”.

وسيؤدي فهم الحالة إلى إدارة أفضل للأعراض وعلاجات أكثر تخصيصا للمرضى الذين يعانون من هذا النوع من التدهور المعرفي، والذي يختلف عن مرض الزهايمر.

وحتى الآن، لم يكن هناك تشخيص طبي محدد تمكن الإشارة إليه، ولكن الآن يمكن تقديم بعض الإجابات لأولئك المرضى وتحديد العلاجات المناسبة لهم، بما في ذلك أدوية خفض الأميلويد والتجارب السريرية الجديدة، وتقديم المشورة بشأن تشخيصها، وعلم الوراثة وعوامل أخرى.

وأوضح الدكتور نيك كوريفو لوكافالييه، المؤلف الأول للورقة البحثية التي نشرتها مجلة “برين كمينيكيشن”، الفرق بين “متلازمة التنكس العصبي لفقد الذاكرة السائدة الحوفي”  ومرض الزهايمر، قائلا: “في هذه الورقة البحثية، نصف متلازمة مختلفة تحدث في وقت لاحق من الحياة. في الكثير من الأحيان، تقتصر الأعراض على الذاكرة ولن تتطور لتؤثر على المجالات المعرفية الأخرى، وبالتالي فإن التشخيص أفضل من مرض الزهايمر”.

ونظر الفريق في تورط أحد الجناة المحتملين، وهو تراكم بروتين يسمى “تي دي بي ـ 43” في الجهاز الحوفي الذي وجده العلماء في أنسجة المخ المشرحة لكبار السن.

وقد صنف العلماء تراكم هذه الرواسب البروتينية على أنه اعتلال دماغي مرتبط بالعمر.. ويقول الفريق إن رواسب البروتين هذه يمكن أن ترتبط بمتلازمة فقدان الذاكرة المحددة حديثا، ولكنّ هناك أيضا أسبابا محتملة أخرى وهناك حاجة إلى المزيد من البحث.

وبفضل المعايير السريرية التي وضعها جونز وكوريفو ليكافالييه والمؤلفون المشاركون، يمكن للممارسين الطبيين قريبا تشخيص “متلازمة التنكس العصبي لفقد الذاكرة السائدة الحوفي” لدى المرضى حتى يتمكن أولئك الذين يعانون من فقدان الذاكرة من فهم خيارات العلاج والتطور المحتمل للمرض بشكل أفضل، ما يفتح الأبواب أمام الأبحاث للمزيد من إلقاء الضوء على خصائص المرض.

16