علماء يحددون دواء جديدا يوقف تكرار نمو أورام الدماغ الأكثر عدوانية

الدواء يعمل على تثبيط دورة الخلية ويمنع انقسامها.
الأربعاء 2022/05/11
كيفية تحديد الأورام تسهل استجابتها للدواء

أصبح بإمكان الأطباء القدرة على منح مرضى الأورام السحائية الخيارات والأمل في حياة أطول خالية من الأعراض، وذلك بعد اكتشاف علماء من الولايات المتحدة لعقار “أبيماسيكليب” الذي يثبط دورة الخلية ويمنع انقسامها كما يمنع نمو الورم، وقد تم إظهار فعالية الدواء في علاج مجموعة مختارة من المرضى، ونماذج الفئران وأورام دماغية ثلاثية الأبعاد.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) – كشف العلماء عن عقار يثبط نمو الأورام السحائية الأكثر عدوانية، كما كشفوا كيفية تحديد تلك الأورام التي ستستجيب للدواء بدقة أكبر.

وأشار علماء من نورث وسترن ميديسين، في تعاون دولي مع علماء في جامعات كاليفورنيا وسان فرانسيسكو وهونغ كونغ، إلى أن الدواء هو علاج جديد للسرطان يسمى “أبيماسيكليب”.

وأظهر الفريق فعالية الدواء في علاج مجموعة مختارة من المرضى، ونماذج الفئران، وأورام دماغية ثلاثية الأبعاد (عضويات) ومزارع خلوية.

واكتشف العلماء أن الأورام السحائية يمكن تقسيمها إلى مجموعات جزئية وفرعية ذات نتائج سريرية مختلفة ومعدلات تكرار. وتسمح هذه الطريقة الجديدة لتصنيف الأورام للعلماء بالتنبؤ بتكرار الورم بشكل أكثر دقة من الطريقة المعتمدة حاليا.

الأورام السحائية يمكن تقسيمها إلى مجموعات ذات نتائج سريرية مختلفة ومعدلات تكرار، وهي طريقة جديدة لتصنيفها

وحاليا، بعد الجراحة، يفحص الأطباء عينة من الورم تحت المجهر ويصنفونها في المرتبة الأولى أو الثانية أو الثالثة في شدتها. لكن الدرجة دقيقة بنسبة 70 في المئة فقط، ما يعني أن بعض الأورام سوف تتصرف بطريقة لا تتناسب مع كيفية ظهورها تحت المجهر.

وقال قائد الدراسة والمؤلف المشارك، الدكتور ستيفن ماجيل الأستاذ المساعد في جراحة الأعصاب في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في فينبرغ “تحدد دراستنا المرضى الذين يجب أن نعالجهم بهذا الدواء، لأن الورم لديهم من المرجح أن يستجيب له. لدينا الآن القدرة على منحهم الخيارات والأمل في حياة أطول خالية من الأعراض”.

وماجيل هو أيضا عضو في مركز روبرت إتش لوري الشامل للسرطان بجامعة نورث وسترن. ويشار إلى أن الأورام السحائية هي الورم الأولي (غير المنتشر) الأكثر شيوعا في الجهاز العصبي المركزي.

والورم السحائي، بحسب مؤسسة “مايو كلينك”، هو ورم ينشأ من السحايا، وهي الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل النخاعي، ويسبب ضغطا على الدماغ والأعصاب والأوعية المجاورة.

وتشمل أعراض الورم السحائي الصداع أو النوبات المرضية أو العجز العصبي مثل الضعف في الذراعين أو الساقين، أو فقدان حاسة الشم، أو التغييرات في الرؤية مثل الرؤية المزدوجة أو الضبابية.

وبحسب الورقة البحثية التي نشرت حديثا في مجلة “ناتشر جينيتكس”، فإن الدواء هو مثبط لدورة الخلية، ما يعني أنه يمنع دورة انقسام الخلايا ونمو الورم.

Thumbnail

وشرح ماجيل “في النهاية، نأمل في تكييف العلاج الطبي مع التغيرات الجينية داخل الورم السحائي لكل فرد”. ودرس الفريق التغيرات الجزيئية في الورم لفهم دوافع نموه وتصميم العلاجات التي تستهدف “كعب أخيل” (نقطة ضعف الورم).

وأجريت الدراسة الجديدة عن طريق تنميط مثيلة الحمض النووي وتسلسل الحمض النووي الريبوزي على 565 ورما سحائيا. ومكّن هذا العلماء من معرفة الجينات التي يعبر عنها الورم ومستوى التعبير، وكشف عن توقيع الحمض النووي.

وقال ماجيل “من خلال القيام بذلك وجدنا ثلاث مجموعات منفصلة من الأورام السحائية بناء على بيولوجيتها. لكل مجموعة وجدنا آلية بيولوجية مختلفة تعزز نمو الأورام، ولكل مجموعة نتائج إكلينيكية مختلفة”.

وأشار إلى أن هذه المجموعات تختلف عن نظام التصنيف السابق وهي أكثر دقة في التنبؤ بالسلوك السريري للورم. واكتشف العلماء أن الأورام العدوانية لها تغيرات جزيئية متعددة في مسار مشترك لانقسام الخلايا ما يمكّن الخلايا من الانقسام أكثر والعودة بعد الجراحة. وأضاف ماجيل أنهم تساءلوا عما إذا كان بإمكانهم منع نمو الأورام من خلال تثبيط هذا المسار.

وصرح “لقد اختبرنا ذلك بعدة طرق ووجدنا أنه متطابق لدى المرضى ونماذج الفئران ومزارع الخلايا”. وعاشت الفئران المصابة بأورام سحائية التي عولجت بالدواء لفترة أطول ولم تنم أورامها بنفس السرعة.

وتتمثل الخطوات التالية في البحث في التحقق من صحة هذه النتائج في مجموعات سكانية إضافية والبناء عليها لتحديد ما إذا كان بإمكان العلماء استخدام الميزات الجزيئية للتنبؤ بمرضى الورم السحائي الذين يجب علاجهم بالإشعاع بالإضافة إلى الجراحة. ويخطط العلماء لترجمة هذه النتائج والطرق لجعل هذا التوصيف الجزيئي قابلا للتعميم ومتاحا لجميع مرضى الورم السحائي.

والورم السحائي هو ورم ينشأ من السحايا، وهي الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل النخاعي. وعلى الرغم من أنه ليس ورمًا فعليًا في الدماغ، إلا أنه مدرج ضمن هذه الفئة لأنه قد يسبب ضغطًا على الدماغ والأعصاب والأوعية المجاورة. والورم السحائي هو أكثر أنواع الأورام التي تتكون في الرأس شيوعًا.

Thumbnail

وتنمو معظم الأورام السحائية ببطء شديد وغالبًا على مدى سنوات عديدة دون أن تسبب أعراضًا. لكن في بعض الأحيان، قد تؤدي آثارها على أنسجة المخ أو الأعصاب أو الأوعية الدموية المجاورة إلى حدوث إعاقة خطيرة.

وتحدث الأورام السحائية بشكل أكثر شيوعًا عند النساء، وغالبًا ما تُكتشَف في الأعمار الكبيرة، ولكن من الممكن الإصابة بها في أي عمر. ونظرًا إلى أن معظم الأورام السحائية تنمو ببطء، وغالبًا بدون أي مؤشرات أو أعراض واضحة، فإنها لا تتطلب دائما علاجا فوريا، ويمكن مراقبتها على مدار الوقت.

وحدوث الورم السحائي بسبب الجينات التي ورثها الشخص أو الهرمونات (التي قد تكون ذات صلة بالحدوث المتكرر لدى النساء) أو حالة التعرض المسبق للإشعاع أو عوامل أخرى، لا يزال أمرًا مجهولاً إلى حد بعيد. ولا توجد أدلة قوية تدعم الزعم بأن الإصابة بالأورام السحائية مرتبطة باستخدام الهاتف المحمول.

17