علاج مناعي يحقق نتائج واعدة لمرضى سرطان الرأس والرقبة

كشفت المرحلة الثالثة من تجربة عالمية قام بها الباحثون على عقار "بيمبروليزوماب" المخصص لعلاج السرطان فاعليته في السيطرة على سرطان الرأس والحنجرة، الذي يُشخّص به مئات الآلاف من المرضى سنويا حول العالم. ويساعد "بيمبروليزوماب" الجهاز المناعي على استعادة قدرته الطبيعية لمهاجمة الخلايا السرطانية عبر إزالة المثبطات التي تعيق استجابته. وتمت الموافقة عليه سابقا لعلاج حالات السرطان المنتشر أو العائد.
لندن ـ حقق علاج مناعي مبتكر نتائج واعدة لمرضى سرطان الرأس والرقبة، حيث منحهم نحو عامين ونصف إضافيين قبل عودة المرض أو تفاقمه، مقارنة بالعلاجات التقليدية.
وأظهرت تجربة عالمية من المرحلة الثالثة أن استخدام عقار “بيمبروليزوماب” مع العلاج القياسي أدى إلى إبقاء المرض تحت السيطرة لمدة 60 شهرا في المتوسط (أي نحو 5سنوات) مقارنة بالمدة المعتادة البالغة 30 شهرا فقط.
وشارك في الدراسة 714 مريضا تم تشخيصهم حديثا بسرطان الرأس والرقبة، عبر 192 موقعا في 24 دولة. ويشمل هذا النوع من السرطان إصابات اللسان والحلق، ويُشخّص به مئات الآلاف من المرضى سنويا حول العالم.
وخضع المرضى لاثنين من أنماط العلاج، حيث أن 363 مريضا تلقوا “بيمبروليزوماب” أولا، تلاه العلاج القياسي، و351 مريضا تلقوا العلاج التقليدي فقط، الذي يعتمد على الجراحة لاستئصال الورم، يليها العلاج الإشعاعي مع العلاج الكيميائي أو دونه.
وأظهرت النتائج أن “بيمبروليزوماب” زاد بشكل كبير من فرص البقاء على قيد الحياة دون تطور المرض، حيث ظل 58 في المئة من المرضى الذين تلقوا العلاج المناعي غير مصابين بالمرض بعد 3 سنوات، مقارنة بـ46 في المئة فقط ممن خضعوا للعلاج التقليدي.
ويساعد “بيمبروليزوماب” الجهاز المناعي على استعادة قدرته الطبيعية لمهاجمة الخلايا السرطانية عبر إزالة المثبطات التي تعيق استجابته. وتمت الموافقة عليه سابقا لعلاج حالات السرطان المنتشر أو العائد، سواء بمفرده أو مع العلاج الكيميائي.
ويعتقد الباحثون أن تقديم العلاج المناعي قبل الجراحة ساهم في تهيئة الجهاز المناعي للقضاء على الورم مبكرا، ما ساعد لاحقا في تعزيز فاعلية العلاج الإشعاعي أو الكيميائي بعد الجراحة.
وأكد البروفيسور كيفن هارينغتون، أستاذ علاجات السرطان البيولوجية في معهد أبحاث السرطان بلندن واستشاري الأورام في مؤسسة رويال مارسدن، أن نتائج التجربة تشكل نقطة تحول مهمة، قائلا “لم تتغير العلاجات القياسية لسرطان الرأس والرقبة المتقدم منذ أكثر من عشرين عاما. العلاج المناعي أظهر سابقا فاعلية ملحوظة لدى المرضى المصابين بسرطان منتكس أو منتشر، والآن يثبت نجاحه في حالات الإصابة الأولية”.
هذا النوع من السرطان يشمل إصابات اللسان والحلق، ويشخص به مئات الآلاف من المرضى سنويا حول العالم
وأضاف هارينغتون أن “بيمبروليزوماب” أظهر فاعلية خاصة لدى المرضى الذين يمتلكون مستويات عالية من العلامات المناعية، إلا أنه حسّن النتائج لجميع المرضى بغض النظر عن هذه المستويات.
و”بيمبروليزوماب” هو جسم مضاد وحيد النسيلة، انتقائي موجه ضد مستقبل (بي دي ـ 1) على سطح الخلية، إذ يؤدي ارتباط الدواء بهذه المستقبلات إلى تثبيط تفعيلها ونشاطها، مما ينتج عنه تفعيل الاستجابات المناعية بواسطة الخلايا التائية ضد الخلايا السرطانية ومنع نموها وانتشارها.
ويستخدم “بيمبروليزوماب” في علاج السرطان مثل سرطان الجلد النقيلي، وسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة النقيلي، وسرطان عنق الرحم المتكرر لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا للأدوية التي تحتوي على البلاتين في العلاج.
ويُوصف عقار “بيمبروليزوماب” لعلاج الورم الميلانيني الذي لا يمكن علاجه بالجراحة أو الذي انتشر، أو لمنع عودة الورم الميلانيني بعد الجراحة. ويُستخدم لعلاج بعض أشكال سرطان الرئة غير صغير الخلايا التي لا يمكن علاجها بالجراحة، وغيرها من أشكال سرطان الرئة غير صغير الخلايا. ويستخدم أيضًا لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة الذي انتشر أو ساءت حالته أثناء العلاج الكيميائي المحتوي على البلاتين أو بعده. كما حقق “بيمبروليزوماب” نتائج واعدة في علاج سرطان الحلق.
ويشير سرطان الحلق إلى السرطان الذي يصيب الحلق (البلعوم) أو الحنجرة. ويُشار إلى أن الحلق هو أنبوب عضلي يبدأ من خلف الأنف وينتهي في الرقبة. ويبدأ سرطان الحلق غالبًا في الخلايا المسطحة التي تُبطِّن الحلق من الداخل.
كما تقع الحنجرة أسفل الحلق مباشرةً وهي أيضًا معرضة للإصابة بسرطان الحلق. فالحنجرة مكونة من غضاريف وتحتوي على الأحبال الصوتية التي تهتز لتصدر الصوت عند الكلام.
"بيمبروليزوماب" أظهر فاعلية خاصة لدى المرضى الذين يمتلكون مستويات عالية من العلامات المناعية
وسرطان الحلق هو مصطلح عام ينطبق على السرطان الذي يصيب الحلق (السرطان البلعومي) أو الحنجرة (سرطان الحنجرة).
وعلى الرغم من أن معظم سرطانات الحلق تشتمل على نفس أنواع الخلايا، إلا أنه توجد مصطلحات معينة للتفرقة بين أجزاء الحلق التي ينشأ منها السرطان.
وينشأ سرطان البلعوم الأنفي في البلعوم الأنفي، وهو جزء من الحلق يقع خلف الأنف. وينشأ سرطان البلعوم الفموي في البلعوم الفموي، وهو جزء من الحلق يقع خلف الفم، ويشتمل على اللوزتين. وينشأ سرطان البلعوم السفلي في البلعوم السفلي (الحنجري)، وهو الجزء السفلي من الحلق، ويقع أعلى المريء والقصبة الهوائية مباشرةً.
وينشأ السرطان المزماري في الأحبال الصوتية. وينشأ السرطان فوق المزماري في الجزء العلوي من الحنجرة، ويشمل السرطان الذي يؤثر على لسان المزمار، وهو قطعة من الغضاريف التي تمنع دخول الطعام إلى القصبة الهوائية. وينشأ السرطان تحت المزماري في الجزء السفلي من الحنجرة، وتحديدًا أسفل الأحبال الصوتية.
وتشمل مؤشرات سرطان الحلق وأعراضه ما يلي:
- السعال.
- تغيُّرات أخرى في الصوت مثل بحة الصوت أو عدم القدرة على الكلام بوضوح.
- صعوبة البلع.
- ألم بالأذن.
- كتلة أو احتقان لا يُشفى.
- التهاب الحلق.
- فقدان الوزن.
ويحدث سرطان الحلق عندما تُصاب خلايا الحلق بطفرات جينية. وتسبب الطَّفرات نمو الخلايا بشكل لا تمكن السيطرة عليه، وتبقى هذه الخلايا الشاذة حتى بعد موت الخلايا السليمة بشكل طبيعي. ويمكن أن يزداد حجم هذه الخلايا مكونةً ورمًا في الحلق.
ولا يُعرف سبب واضح لحدوث الطَّفرة التي تسبب سرطان الحلق. لكن حدد الأطباء عوامل الخطر التي قد تزيد من خطر الإصابة.