علاج مشكلات ارتفاع ضغط الدم دون اللجوء إلى الأدوية بات ممكنا

يفضل خبراء الصحة أن يتم علاج مشكلات ارتفاع ضغط الدم بطرق صحية دون اللجوء إلى العقاقير والأدوية، ويشيرون إلى أن نمط الحياة الخامل كما الإجهاد سببان في ارتفاع الضغط لدى الإنسان. ويرى الخبراء أن إنقاص الوزن هو أحد أكثر تغييرات نمط الحياة فاعلية لضبط ضغط الدم.
موسكو ـ يعاني الكثيرون من مشكلات ارتفاع ضغط الدم ويلجأ العديد إلى استخدام الأدوية لمعالجة تلك المشكلة، لكن هناك طرقا صحية لمحاربة هذا المرض دون اللجوء إلى الأدوية.
قال رومان غورينكوف، الخبير الروسي والاختصاصي في علوم طب الأسرة، “ارتفاع ضغط الدم قد يكون سببه الإجهاد أو نمط الحياة الخامل.. قضاء الكثير من الوقت أمام شاشات التلفاز أو الكمبيوتر قد يتسبب في ارتفاع الضغط عند الإنسان، وكذلك الإجهاد والتوتر قد يؤديان إلى نفس النتيجة”.
وأضاف أن عند ملاحظة وجود مشكلة في ارتفاع ضغط الدم، وخصوصا في حالات القفزات الحادة في الضغط، تجب استشارة الطبيب المختص لتحديد السبب ووضع العلاج المناسب، ولكن بالإضافة إلى الأدوية توجد طرق أخرى لمحاربة هذه المشكلة، فالتحول إلى نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية على سبيل المثال سيؤدي إلى انخفاض الوزن، وبالتالي انخفاض ضغط الدم، والتخلص من 5 أرطال زائدة في الجسم يؤدي إلى خفض ضغط الدم بمقدار عشرة ميلليمترات زئبقية.
زيادة الوزن بدرجة كبيرة جدا حول منطقة الخصر قد تعرض الفرد لخطر زائد للإصابة بارتفاع ضغط الدم
وأشار الطبيب إلى أن “النشاط البدني المنتظم أو ممارسة الرياضة يساعدان أيضا على خفض معدلات ارتفاع ضغط الدم، لكن وبنفس الوقت يجب تجنب الإجهاد، كما أن المشي قد يكون مفيدا في محاربة هذه المشكلة في بعض الأحيان بدلا من تناول الأدوية”، وأوضح أن أي شخص وقبل اللجوء إلى أي علاج لهذه المشكلة يجب عليه مراجعة الطبيب المختص.
وقال خبراء “مايو كيلينيك” إنه إذا تم تشخيص المريض بأنه يعاني من ضغط الدم المرتفع، فربما يعاني أيضا من قلق تجاه تناول دواء يخفض هذا الارتفاع.
وأشار الخبراء إلى أن نمط الحياة يلعب دورا مهما في علاج حالة ضغط الدم المرتفع. فإذا تمكّن الشخص من التحكم بنجاح في ضغط دمه باتباع نمط حياة صحي، فقد يتجنب الحاجة إلى الدواء أو يؤجل وقت تناوله أو يقلل منه.
قضاء الكثير من الوقت أمام شاشات التلفاز أو الكمبيوتر قد يتسبب في ارتفاع الضغط عند الإنسان، وكذلك الإجهاد والتوتر
ويرتفع ضغط الدم في الغالب كلما زاد الوزن. وقد تسبب زيادة الوزن أيضا اضطرابا في التنفس عند النوم (انقطاع النفس أثناء النوم)، مما يعمل أيضا على ارتفاع ضغط الدم.
فإنقاص الوزن هو أحد أكثر تغييرات نمط الحياة فاعلية لضبط ضغط الدم. وبصفة عامة، يمكن خفض ضغط الدم بمقدار حوالي 1 ميلليمتر من الزئبق (ملم زئبق) مع كل كيلوغرام (حوالي 2.2 رطل) يفقده الشخص من وزنه.
وإضافة إلى إنقاص أرطال من الوزن، ينبغي بصفة عامة أيضا ضبط محيط الخصر.
ويشير الخبراء إلى أن زيادة الوزن بدرجة كبيرة جدا حول منطقة الخصر قد تعرض الفرد لخطر زائد للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ويتعرض الرجال للخطر إذا كان مقياس خصرهم أكبر من 40 بوصة (102 سم).
وتتعرض النساء للخطر إذا كان مقياس خصرهن أكبر من 35 بوصة (89 سم).
وتختلف هذه الأرقام باختلاف المجموعات العرقية.

ويمكن أن تؤدي ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، مثل 150 دقيقة في الأسبوع أو نحو 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، إلى خفض ضغط الدم بحوالي 5 إلى 8 ملم زئبقي، وذلك إذا كان الشخص مصابا بارتفاع ضغط الدم.
ومن المهم المواظبة على ممارسة الرياضة، لأن الشخص إذا توقف عن التمارين، فقد يرتفع ضغط الدم لديه مرة أخرى.
وإذا كان مصابا بارتفاع ضغط الدم الطفيف، فيمكن أن تساعد التمارين على تجنب تطوره إلى حالة فرط ضغط الدم. أما إذا كان الشخص مصابا بالفعل بفرط ضغط الدم، فيمكن أن تخفض المواظبة على ممارسة الأنشطة البدنية ضغط الدم إلى مستويات أكثر أمانا.
ويمكن محاولة خفض ضغط الدم بممارسة بعض التمارين الهوائية، مثل المشي أو الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة أو الرقص. كما يمكن للشخص أيضا تجربة التدرب المكثف على فترات، والذي يتضمن المناوبة بين أنشطة مكثفة لفترات قصيرة تتبعها فترات راحة تمارس فيها أنشطة أخف حدة. كما يمكن أن تساعد تمارين القوة أيضا في خفض ضغط الدم.
النشاط البدني المنتظم أو ممارسة الرياضة يساعدان على خفض معدلات ارتفاع ضغط الدم، لكن وبنفس الوقت يجب تجنب الإجهاد
ومن خلال اتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات ومشتقات الحليب قليلة الدسم والتقليل من الدهون المشبعة والكوليسترول، يمكن أيضا خفض ضغط الدم إلى مستوى يصل إلى 11 ملم زئبقي، وذلك إذا كان الشخص مصابا بضغط دم مرتفع. وتُعرف هذه الخطة الغذائية بحمية الأنظمة الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم.
ليس من السهل تغيير عادات الأكل، ولكن باتباع هذه النصائح، يمكنك اختيار نظام غذائي صحي.
وقد يحسِّن خفض القليل من الصوديوم في النظام الغذائي للفرد من صحة قلبه، كما قد يقلّل ضغط الدم من 5 إلى 6 ملم زئبقي تقريبا، إذا كان الشخص مصابا بضغط دم مرتفع.
ويختلف تأثير تناول الصوديوم على ضغط الدم بين مجموعات من الأشخاص. وبشكل عام، يفضل تناول الصوديوم بما لا يزيد عن 2300 ملغم في اليوم. ومع ذلك، فإن تناول كميات أقل من الصوديوم عند 1500 ملغ يوميّا أو أقل، يعد مثاليّا لمعظم البالغين.
كما تساهم الضغوط النفسية المزمنة في ضغط الدم المرتفع. وتوجد حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتحديد تأثيرات الضغط النفسي المزمن على ضغط الدم. وقد تساهم أيضا الضغوط النفسية العارضة في ضغط الدم المرتفع، خصوصا إذا تفاعل الشخص مع الضغوط عن طريق تناول أطعمة غير مفيدة للصحة أو شرب الكحوليات أو التدخين.
وينصح الخبراء بتخصيص بعض الوقت للتفكير في معرفة الأسباب التي يشعر معها الفرد بالضغط النفسي، مثل العمل أو العائلة أو الأمور المالية أو المرض. وعندما يعرف الشخص أسباب الضغط النفسي، يجب عليه التفكير في مدى قدرته على التخلص من الضغوط أو التخلص من التوتر.
وإذا لم يستطع إبعاد كل الضغوط النفسية، يمكنه على الأقل التعامل معها بطريقة صحية.