عقيلة صالح يحسم الجدل بشأن تعديل قانون الانتخابات الرئاسية

بنغازي - حسم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، الجدل بشأن إمكانية تعديل المادة 12 من قانون انتخاب الرئيس لدى تقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية السبت، في مقر المفوضية الوطنية للانتخابات في مدينة بنغازي.
وقال صالح (77 عاما) في تصريحات نقلتها محطة "ليبيا تنتخب" التلفزيونية المخصصة للانتخابات اللبيبة إنه "لا مجال لفتح القوانين الانتخابية وتعديلها".
وأضاف صالح "حضرت اليوم (السبت) إلى مدينة بنغازي المجاهدة لتقديم مستندات الترشح إلى منصب رئيس الدولة الليبية، وبهذه المناسبة أدعو جميع الليبيين إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأنها هي المخرج الوحيد لإنهاء الأزمة".
ودعا رئيس مجلس النواب الذي تخلى عن منصبه مؤقتا في سبتمبر الماضي "المجتمع الدولي إلى الإشراف على الانتخابات حتى يطمئن الناس في الداخل والخارج على نزاهتها". معربا في ذات الوقت عن أمله بأن "تجري بنزاهة وشفافية احتراما لإرادة الجميع".
وأكد صالح "أن من يتولى رئاسة الدولة هو مقاتل ليبي اختاره الشعب الليبي بإرادته الحرة ودون تدخل من الغير". وشدد على ضرورة عدم وجود "أي التفاف مادي أو معنوي في هذه العملية الانتخابية كما أنه لا مجال لوجود بريق المال الفاسد فيها".
وفي وقت سابق السبت، أكد الناطق باسم مجلس النواب عبدالله بليحق أن "الأوان قد فات على تعديل قوانين الانتخابات".
وأوضح بليحق في تصريح لقناة "ليبيا الأحرار"، الذراع الإعلامية للإخوان المسلمين في ليبيا، "أن من مصلحة الليبيين دعم الانتخابات الرئاسية والتشريعية لإنهاء حالة الانقسام".
وأضاف بليحق أن "مجلس الدولة يهدف إلى تعطيل مسار الانتخابات منذ البداية، مؤكدا أن هذا هدفه الأساسي وليس غرضه الاعتراض على قوانين مجلس النواب".
وكان الناطق باسم مجلس الدولة محمد عبدالناصر قال إن "المجلس سيتقدم بمبادرة خلال الأيام القادمة تقضي بتأجيل الانتخابات حتى يتم التوافق على التشريعات الخاصة بالعملية الانتخابية، وتفضي إلى حالة الاستقرار".
وأوضح عبدالناصر في مداخلة مع قناة "ليبيا الأحرار"، أن "الانتخابات دون قاعدة دستورية ستربك المشهد، منوها إلى ضرورة أن تكون هناك انتخابات تنهي الأجسام القائمة حاليا، وتنتج جسما تشريعيا جديدا".
وبدوره، لا يزال عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المكلفة يحرض الليبيين على رفض قانون الانتخابات مطالبا إياهم بإيقاف ما أسماه بـ"العبث".
وقال الدبيبة إن "قانون الانتخابات فُصّل من أجل خدمة أشخاص بعينهم"، في إشارة إلى المشير خليفة حفتر وهو ما يبدو أنه غير دقيق، إذا ما ثبت أن حفتر لم يتخلّ عن جنسيته الأميركية.
وأضاف الدبيبة في كلمة خلال زيارته إلى بلدية زوارة السبت، مخاطبا الليبيين "أنتم من تقررون مصيركم وتوقفون العبث، فلا وقت لدينا للمهاترات، ولا يمكن أن نسمح لهم من جديد أن يعبثوا بمصير هذا الوطن".
وغازل رئيس الحكومة الأمازيغ من خلال تحدثه ببعض الكلمات الأمازيغية قائلا إن "الأمازيغ جزء لا يتجزأ من بلادنا ومن حقهم المطالبة بدستور يكفل لهم كل الحقوق واللغة الأمازيغية"، مشددا على ضرورة "تدريس اللغة الأمازيغية في جميع المدارس الليبية".
وأكد الدبيبة، أنه سيصدر تعليماته لمصلحة الأحوال المدنية للسماح للأمازيغ بتسجيل الأسماء الأمازيغية طالما لا تخالف الشريعة الإسلامية.
ولا يعد هجوم الدبيبة على قانون انتخاب الرئيس الأول من نوعه، حيث سبق أن وصفه بـ"المعيب" مشيرا إلى أنه سيعلن عما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة "في اللحظة الحاسمة".
وتخالف خطوة الدبيبة نحو الترشح للرئاسة والتي يعتزم اتخاذها، المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية التي تنص على ضرورة "توقف المرشح عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر، وإذا لم يُنتخب يعود إلى سابق عمله".
كما تخالف الإقرار الذي وقعه متقلدو المناصب التنفيذية في ليبيا، والتعهدات التي ألزمتهم بها البعثة الأممية في ليبيا خلال ملتقى الحوار الليبي، المنعقد في الرابع من فبراير الماضي بعدم الترشح للانتخابات التي تلي المرحلة التمهيدية، وفق الباب الخاص بشروط الترشح لمناصب السلطة التنفيذية.
وبلغ عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري جولتها الأولى في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل 29 مترشحا، وفق قناة "ليبيا تنتخب".
وتأتي هذه الانتخابات، وهي الأولى التي تجرى بالاقتراع العام في ليبيا، تتويجا لعملية سياسية شاقة ترعاها الأمم المتحدة. وقد تم تسجيل أكثر من 2.83 مليون ليبي من أصل سبعة ملايين ليبي للتصويت فيها.
ويرى المجتمع الدولي، أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا على أن تليها انتخابات تشريعية بعد شهر، أمر ضروري لتهدئة الوضع في البلاد التي تملك أكبر احتياطات نفطية في أفريقيا، لكن في سياق أمني ما زال هشا وخلافات سياسية مستمرة، بما في ذلك خلاف على موعد الانتخابات، يبقى إجراء الاقتراع غير مؤكد.
ويشهد الاستحقاق الانتخابي في ليبيا معارضة شرسة خصوصا من ممثلي الإسلام السياسي، ويعتبر المجلس الأعلى للدولة، وهو بمثابة مجلس ثان في البرلمان، أكبر الرافضين للانتخابات.
وسبق أن اتهم رئيس مجلس النواب صالح بإصدار القوانين الانتخابية من دون التشاور معه، الأمر الذي نص عليه الاتفاق السياسي الذي يقتضي مشاركة المجلسين في صياغة هذه القوانين.
والجمعة، تظاهر المئات من الليبيين في العاصمة طرابلس ومصراتة (غرب) للتنديد بترشح سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، والمشير خليفة حفتر للانتخابات الرئاسية.