عقبات تمنع تونس من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي

تونس - تواجه تونس العديد من الصعوبات في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي الذي سعت إليه الحكومة برئاسة نجلاء بودن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وانتقد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري نورالدين بن عياد الخميس عدم توفير الحكومة لاعتمادات تمكن من تخزين محصول البلاد من الحبوب رغم أنها تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
وقال بن عياد إن “موسم الحبوب حقق مردودا طيبا ما يؤهلنا لإمكانية بلوغ الاكتفاء الذاتي في الحبوب إذا توخّت الحكومة سياسة دعم الإنتاج وصون المنتوج”.
وتابع بن عياد “لدينا العديد من القطاعات التي تشهد وفرة في الإنتاج على غرار الحبوب والبطاطا، ولكن لم نجد الاعتمادات اللازمة لتخزينها، من غير المعقول أن تهدر الحكومة وفرة الإنتاج وتتركها تفسد دون توفير مخازن وتوفير كلفة التخزين ثم تختار نهج التوريد، علينا أن ندعم الفلاح التونسي المنتج والمجتهد”.

نورالدين بن عياد: الحكومة لم توفر اعتمادات لتخزين محصول البلاد من الحبوب
وبعد أن أشاع وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري محمود إلياس حمزة أجواء من التفاؤل بشأن القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي يبدو أن ذلك صعب المنال لعدة اعتبارات.
وتوقع الوزير التونسي هذا الشهر أن يصل محصول الحبوب في 2022 إلى 1.8 مليون طن، بزيادة تقدر نسبتها بعشرة في المئة عن العام الماضي.
لكن محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الذي يشرف على الزراعات الكبرى أشار إلى الحرائق التي اندلعت في معظم أنحاء البلاد خلال الشهر الماضي، وقال إن هدف زيادة المحصول لم يعد ممكنا.
وأضاف رجايبية “محصول الحبوب لن يتجاوز 1.4 مليون طن بسبب خطر الإتلاف بالحرائق أو عند التجميع”.
ويقول الاتحاد وخبراء إن المحصول يعاني أيضا من أضرار مباشرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت بالفعل إلى 47 درجة مئوية هذا الصيف، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 49 درجة. وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تعيق موجة الحر المزارعين عن جني المحاصيل.
وكانت تونس تعتمد على زيادة كمية المحصول لخفض وارداتها من الحبوب في ظل الأزمة المالية التي تفاقمت بسبب الحرب. وتقول الحكومة التي تدعم الإمدادات إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة المستوردة سيكلف الميزانية 1.7 مليار دولار هذا العام.