عقار شركة أكيومن لعلاج الزهايمر يجتاز اختبارا أوليا للسلامة

طورت شركة “أكيومن فارماسيوتيكالز” المتخصصة في مجال الأدوية البيولوجية عقارا تجريبيا لعلاج الزهايمر يسمى “أي.سي.آي 193” ويستهدف شكلا جديدا من المكون البروتيني السام بيتا أميلويد في المخ. ومن المنتظر أن يعطى العقار للمرضى عن طريق الحقن الوريدي مرة واحدة في الشهر، وقد أثبتت التجربة أن المرضى الذين حصلوا على جرعات أكبر من العقار الجديد تراجعت لديهم معدلات لويحات الأميلويد بعد فترة تتراوح بين ستة و12 أسبوعا.
شيكاغو (الولايات المتحدة) - تتوالى البحوث والاكتشافات المتعلقة بمرض الزهايمر. وقالت الشركة “أكيومن فارماسيوتيكالز” إن عقارا تجريبيا لعلاج الزهايمر طورته اجتاز اختبارا أوليا للسلامة وسينتقل بذلك إلى تجارب أكبر.
ويستهدف هذا العقار شكلا جديدا من المكون البروتيني السام بيتا أميلويد في المخ.
وقالت الشركة إن العقار “أي.سي.آي 193” تم استقباله بشكل جيد في أول تجربة اختبار على المرضى.
وعرضت الشركة نتائج الدراسة التي أجريت على عينة عشوائية تضم 62 مريضا لديهم أعراض مبكرة للإصابة بالزهايمر في المؤتمر الدولي لرابطة الزهايمر في أمستردام.
وشملت الدراسة مقارنة بين مجموعة من المشاركين تم إعطاؤهم العقار مع مجموعة أخرى تم إعطاؤها عقارا وهميا.
وقال الدكتور إريك سيمرز كبير المسؤولين الطبيين في أكيومن خلال مقابلة إن العقار الجديد الذي طورته الشركة يستهدف ويرتبط بمركبات قليلة الوحدات من بيتا أميلويد، وهي نسخة سامة قابلة للذوبان من بروتين الأميلويد الذي يشكل لويحات دماغية مرتبطة بالمرض.
وفي تجربة أكيومن، قالت الشركة إن من يحصلون على جرعات أكبر من العقار الجديد تتراجع لديهم معدلات لويحات الأميلويد بعد فترة تتراوح بين ستة و12 أسبوعا، بما يشير إلى أن العقار قد يعطى للمرضى عن طريق الحقن الوريدي مرة واحدة في الشهر.
العقار الجديد الذي طورته الشركة يرتبط بمركبات قليلة الوحدات من البيتا أميلويد، وهي نسخة سامة من بروتين الأميلويد
وداء الزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت. ويتسم بحدوث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات. ويسبب الداء تقلصًا في الدماغ وموت خلاياه في النهاية. وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف؛ وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.
ويعيش في الولايات المتحدة نحو 6.5 مليون مصاب بداء الزهايمر في سن 65 عاما فأكبر. ومنهم أكثر من 70 في المئة في سن 75 عامًا فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المئة من بين 55 مليون شخص تقريبًا من المصابين بالخَرَف في جميع أنحاء العالم.
وتشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. وبمرور الوقت، يتطور ليسبب مشكلات خطيرة في الذاكرة وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية.
وقد تحسِّن الأدوية أعراض المرض مؤقتًا أو تبطئ تقدمه. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم.
ولا يوجد علاج يشفي من داء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة، يؤدي التدهور الشديد في وظائف الدماغ إلى الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.
ولا يزال مرض الزهايمر دون علاج تام، لكن يمكن أن يساعد نوعان من العقاقير في التعامل مع أعراض هذا المرض.
وقد تكون أدوية الزهايمر إحدى الإستراتيجيات التي تساعد على إبطاء فقدان الذاكرة والمشكلات المتعلقة بمهارات التفكير والاستدلال والمهام اليومية، أو السيطرة عليها. وفي حين أن أدوية الزهايمر لا تعالج المرض تمامًا، إلا أنها تُحسّن جودة الحياة وتساعد في اعتماد المريض على نفسه لفترة أطول.
وتنقسم الأدوية المعتمَدة لعلاج الزهايمر إلى نوعين: أدوية تهدف إلى تخفيف بعض الأعراض مؤقتًا، وأخرى تعمل على إبطاء تفاقم المرض. وتجدُر الإشارة إلى أن تلك الأدوية لا تعمل بالفاعلية نفسها مع الجميع، بل وقد تفقد فعاليتها بمرور الوقت. فعادةً ما تكون أكثر فعالية مع الأشخاص المصابين بداء الزهايمر في المرحلة المبكرة إلى المتوسطة.
ولا تزال الأبحاث مستمرة لإيجاد أدوية أكثر فعالية لعلاج الزهايمر.
وأظهر دواء “ليكانيماب” لداء الزهايمر نتائج مبشرة للمصابين بدرجة خفيفة منه والمصابين بالاختلال المعرفي المعتدل الناتج عنه.
وتوصلت تجربة سريرية من المرحلة الثالثة إلى أن الدواء أدى إلى إبطاء الانحدار الإدراكي بنسبة 27 في المئة لدى المصابين بالمراحل المبكرة من داء الزهايمر. ويعمل دواء “ليكانيماب” عن طريق منع لويحات الأميلويد في الدماغ من التكتل. وقد كانت هذه أكبر دراسة إلى الآن تبحث في ما إذا كانت إزالة تكتلات لويحات الأميلويد من الدماغ يمكنها إبطاء المرض أم لا.
وما يزال دواء “ليكانيماب” قيد الدراسة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية. وتبحث دراسة أخرى في مدى فاعلية الدواء للأشخاص المعرضين للإصابة بداء الزهايمر، بمن في ذلك الأشخاص الذين لديهم أحد الأقارب مصابًا بالمرض.
وهذا العلاج الذي يُعطى بالحقن الوريدي هو أول دواء من نوعه يُعتمد لعلاج داء الزهايمر. وهو معتمد فقط لمرضى الاختلال المعرفي المتوسط والخَرَف الطفيف الناتج عن داء الزهايمر.
كما اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية دواء “أدكانيماب” بموجب شرط الموافقة المستعجَلة لأنه يقلل بيتا أميلويد في الدماغ، وهو بروتين يُعتقد أنه جزء رئيسي من مراحل تطور داء الزهايمر.
ومع ذلك، فإن الفوائد التي تعود على الأداء اليومي أو التفكير أو الذاكرة ليست واضحة.
وعادة ما يصيب الزهايمر الأشخاص فوق عمر الستين عاما، ويبدأ في صورة أعراض خفيفة مثل النسيان ومشاكل في استعمال اللغة، ولكن مع تطوره فإن الأعراض تتفاقم، إذ قد لا يعود المريض قادرا على التعرف على أفراد أسرته، أو قد يواجه صعوبات في التحدث والقراءة والكتابة، كما قد ينسى كيفية القيام بالمهام البسيطة الروتينية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وكيف يمشط شعره.
وتبدأ التغيرات في الدماغ قبل عقد أو أكثر من بدء ظهور الأعراض على المصاب.
ويبدأ تجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمى “بيتا أميلويد”، وألياف مكونة من “بروتين تاو” في الدماغ.
ومع هذه التجمعات والتراكمات غير الطبيعية تتراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ.
ومع الوقت تفقد الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل. وفي النهاية تموت الخلايا. ومع ازدياد الخلايا الميتة، ينكمش دماغ الشخص.