عقار "جيمبرلي" يطيل حياة مصابات بسرطان بطانة الرحم

الدواء أظهر فائدة كبيرة عند دمجه مع العلاج الكيميائي.
الثلاثاء 2023/12/19
استئصال الرحم جراحيا يساعد في العلاج

أظهر عقار “جيمبرلي” فائدة كبرى في علاج سرطان بطانة الرحم، وتأتي النتائج بعد أسبوع على حصول العقار على موافقة الاتحاد الأوروبي. وتسعى شركة جلاسكو الدوائية البريطانية إلى إظهار إمكانية استخدامه لعلاج عدة أنواع من السرطان. وكانت منظمة الغذاء والدواء الأميركية قد أعطت موافقة مستعجلة لشركة جلاسكو لاستخدام عقار “جيمبرلي” لعلاج حالات الأورام السرطانية المتقدمة.

لندن - أطال عقار “جيمبرلي” الخاص بشركة “جلاكسو سميث كلاين” (جي.أس.كيه) البريطانية للأدوية، حياة مصابات بسرطان بطانة الرحم خلال الجزء الثاني من اختبار أُجري للمريضات في مرحلة متأخرة من الإصابة بالمرض، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء، الاثنين. وتأتي النتائج بعد أسبوع على حصول العقار على موافقة الاتحاد الأوروبي.

ويشار إلى أن عقار “جيمبرلي” عند دمجه مع العلاج الكيميائي أولا، ثم مع علاج “زيجولا” وهو عقار آخر خاص بالسرطان من إنتاج شركة “جلاكسو سميث كلاين” كعلاج وقائي، أظهر “فائدة ذات دلالة إحصائية وذات مغزى سريريا”، بحسب ما قالت الشركة، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل الخاصة بالتجارب. واستثمرت “جلاكسو سميث كلاين” بقوة في الدواء، حيث تسعى في النهاية إلى إظهار إمكانية استخدامه لعلاج عدة أنواع من السرطان.

وقالت شركة الأدوية البريطانية إن تحليل كامل البيانات التجريبية والمقياس الحاسم لمدى بقاء المرضى على قيد الحياة بشكل عام، مستمر حاليا.

"جلاكسو سميث كلاين" استثمرت بقوة في الدواء، حيث تسعى إلى إظهار إمكانية استخدامه لعلاج عدة أنواع من السرطان

وكانت منظمة الغذاء والدواء قد أعطت موافقة مستعجلة لشركة جلاسكو الدوائية لاستخدام عقار “دوستارليماب” لعلاج حالات الأورام السرطانية الصلبة المتقدمة، وذلك في أغسطس عام 2021. طُرح العقار تحت اسم “جمبرلي” على هيئة سائل شفاف يُحقن في الوريد، ويخضع لدراسات مستمرة لمراقبة تأثيره على أنواع السرطانات المختلفة، مثل سرطان بطانة الرحم، وسرطان الرئتين، وسرطانات الجهاز الهضمي.

وينتمي العقار إلى عائلة “الأدوية المناعية” التي أظهرت في السنوات الأخيرة نتائج مبشرة في علاج الأمراض السرطانية، وحصلت آخر الإنجازات فيها على جائزة نوبل قبل عدة سنوات. ويعمل العلاج المناعي على مساعدة وتعزيز الجهاز المناعي الطبيعي ليستطيع إيجاد الخلايا السرطانية ومن ثم القضاء عليها، دون أن يهاجم الدواء الورم بنفسه.

ويتكوّن عقار “دوستارليماب” من أجسام مضادة لبروتين يسمى “الموت المبرمج 1” ويُختصر إلى ( بي.دي ـ 1). في الحالات العادية، يعمل هذا البروتين على تثبيط نوع من “الخلايا التائية” لحماية الجسم من أمراض المناعة الذاتية، أي أنه يمنع أن يهاجم الجسم نفسه. ولكن في حالات الأورام السرطانية، يستخدم الورم هذا البروتين للتخفي من الجهاز المناعي وحماية نفسه من هجوم الجهاز المناعي، فتتكاثر الخلايا الخبيثة وتنمو في أمان. لذلك، فإن تعطيل هذا البروتين باستخدام العقار يجعل الخلايا السرطانية مكشوفة للجهاز المناعي مرة أخرى، على وجه الخصوص تلك الخلايا التي تفتقد جين “إصلاح عدم التطابق”.

وفي الخلايا الطبيعية، يعمل جين “إصلاح عدم التطابق” على إصلاح الطفرات الناتجة عن أخطاء النسخ، إذ من الوارد أثناء انقسام الخلية ونسخ حروف الحمض النووي أن تُكتب بعض الحروف بشكل خاطئ، ويؤدي تراكم هذه الأخطاء إلى حدوث طفرات جينية، قد تكون صامتة وحميدة، وقد تؤدي إلى الأورام الخبيثة.

يعاني بعض مرضى السرطان، خاصة سرطان القولون وبطانة الرحم، من نقص في هذا الجين الحيوي، مما يمنع تصحيح الأخطاء الناتجة عن الانقسام أولا بأول، ويجعل خلاياهم عُرضة للطفرات المتكررة. هذا النوع من السرطانات قد يكون مقاوما للعلاجات التقليدية، لذلك فهذه الفئة من المرضى تحديدا هي المعنية بالعلاج المناعي.

وتوبعت عينة الدراسة المكوَّنة من 12 شخصا لمدة 6 أشهر على الأقل بعد انتهاء جرعات العقار، ولم يجد الباحثون أي أثر للأورام لدى أيٍّ من المشاركين، سواء باستخدام الفحص اليدوي، أو الفحص بالمنظار، أو الرنين المغناطيسي، أو المسح الذري، أو حتى بأخذ عينة من مكان الورم.

بالطبع أدَّت هذه النتيجة إلى إعفاء جميع المشاركين بلا استثناء من استكمال العلاج الكيمياوي أو الإشعاعي، لأنه لم يعد يوجد أثر للأورام تماما. بالإضافة إلى اختفاء الأورام الأولية، وبعد متابعة تتراوح مدتها من 6 إلى 25 شهرا، لم تحدث أي انتكاسات أو تطور للمرض في أيٍّ من الحالات، وحتى تاريخ نشر الدراسة، لم يخضع أيٌّ من المشاركين للعلاج الإشعاعي أو الكيمياوي أو الجراحي.

وسرطان بطانة الرحم هو سرطان ورمي خبيث، ينشأ في بطانة الرحم ويعتبر من أكثر السرطانات شيوعاً عند الإناث التي تجاوزت أعمارهن 50 عاماً، وما يميز هذا النوع من السرطان أنه سريع الانتشار للمناطق والأعضاء المجاورة له، وبحسب المعهد الوطني للسرطان فإن 3 من كل 100 امرأة يتم تشخيصهن بسرطان بطانة الرحم في مرحلة ما خلال حياتهن.

حح

وينتقل سرطان بطانة الرحم إلى أعضاء أخرى من الجسم بمرور الوقت، وعليه فهو يصنف إلى أربع مراحل اعتماداً على درجة انتشاره كما يأتي:

  • المرحلة الأولى: يتواجد السرطان في الرحم فقط.
  • المرحلة الثانية: يتواجد السرطان في الرحم، وعنق الرحم.
  • المرحلة الثالثة: يكون السرطان في مرحلته الثالثة عند انتشاره خارج الرحم ليصل إلى قناة فالوب والمهبل، والمبيضين، والعقد الليمفاوية في بعض الأحيان.
  • المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى ما بعد منطقة الحوض، ليصل إلى المثانة، والمستقيم، أو أعضاء وأنسجة أبعد.

ويساعد تحديد مرحلة سرطان الرحم عند التشخيص في تحديد نوعية وطبيعة العلاج الذي سيستخدم، ولا شك بأن التشخيص والعلاج المبكر لسرطان بطانة الرحم يزيدان فرص الشفاء منه.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن سرطان بطانة الرحم نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في الرحم. والرحم عضو مجوف يشبه ثمرة الكمثرى ويوجد في منطقة الحوض، وهو المكان الذي ينمو فيه الجنين.

ويبدأ سرطان بطانة الرحم في طبقة الخلايا التي تشكل بطانة الرحم. ويُطلق على سرطان بطانة الرحم في بعض الأحيان أيضًا سرطان الرحم. ويمكن أن تتكون أنواع أخرى من السرطان في الرحم، ومنها ساركوما الرحم، لكنها أقل شيوعًا بكثير من سرطان بطانة الرحم.

يُكتَشف سرطان بطانة الرحم غالبًا في مرحلة مبكرة بسبب الأعراض التي يسببها. ويكون أول الأعراض في الغالب النزف المهبلي غير الطبيعي. وإذا اكتُشف سرطان بطانة الرحم مبكرًا، فغالبًا يكون العلاج استئصال الرحم جراحيًا.

ويبدو سرطان بطانة الرحم غير معروف. لكن يتضح أن هناك شيئًا يحدث للخلايا الموجودة في الرحم ويحولها إلى خلايا سرطانية.

يبدأ تشكُّل سرطان بطانة الرحم عند حدوث تغيرات في الحمض النووي للخلايا الموجودة في الرحم، والتي تسمى بطانة الرحم. ويحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي تُوجه الخلية إلى أداء وظيفتها. أما تلك التغييرات فتجعل الخلايا تنقسم بسرعة.

15