عشية لقاء بايدن: الكاظمي يعلن اعتقال المسؤولين عن هجوم بغداد

رئيس الوزراء العراقي يسعى لحشد دعم خارجي لموقعه السياسي الضعيف داخليا.
الأحد 2021/07/25
رسالة من الكاظمي بشأن جهوزية القوات العراقية

استبق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارته إلى واشنطن المقررة الاثنين بإعلان اعتقال أعضاء المجموعة الإرهابية التي خططت ونفذت هجوم بغداد الذي أوقع 30 قتيلا وأكثر من 50 جريحا فيما بدا وكأنه رسالة إلى الولايات المتحدة بشأن جهوزية القوات العراقية لمواجهة الخطر الذي يمثله تنظيم داعش في ظل بحثه عن جدول زمني لسحب القوات الأجنبية من البلاد تحت ضغوط تكرسها الميليشيات الموالية لإيران.

بغداد - أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عشية توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارة رسمية القبض على جميع أعضاء الشبكة الإرهابية التي خططت ونفّذت الهجوم الانتحاري الذي وقع في بغداد الاثنين وأسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح.

وبدا إعلان الكاظمي السبت وكأنه رسائل طمأنة للولايات المتحدة بشأن جهوزية قوات الأمن العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش خاصة مع تزايد التكهنات بشأن إمكانية الإعلان عن جدول زمني لسحب قوات التحالف الدولي لمكافحة التنظيم.

وقال الكاظمي في تغريدة عبر حسابه بـ “تويتر” إن المسؤولين عن الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية “سيعرضون اليوم أمام القانون وأمام شعبنا”، في إشارة إلى اعترافات يجري بثها في وقت لم يحدد بعد، بحسب مصدر أمني.

رمزي مارديني: زيارة الكاظمي إلى واشنطن مرتبطة بحملته الانتخابية
رمزي مارديني: زيارة الكاظمي إلى واشنطن مرتبطة بحملته الانتخابية

ومساء الاثنين هزّ تفجير انتحاري سوق الوحيلات في مدينة الصدر أحد أكثر أحياء بغداد فقراً واكتظاظاً، ما أثار غضباً وحزناً بين العراقيين، لاسيما أن غالبية الضحايا كانوا من الأطفال الذين يتبضعون استعداداً لعيد الأضحى.

وطُرحت إثره تساؤلات بشأن قدرة القوى الأمنية على الحد من هجمات مماثلة يقف خلفها تنظيم داعش، الذي أعلن العراق رسمياً هزيمته في العام 2017، لكنه لا يزال يحتفظ بخلايا في الجبال والمناطق النائية.

وقُتل 18 شخصاً مطلع مايو الماضي غالبيتهم من عناصر الأمن في سلسلة هجمات شنّها جهاديون في مناطق متفرّقة من العراق، فيما قتل 32 شخصاً بتفجير انتحاري مزدوج في وسط بغداد في يناير وتبنّاه التنظيم المتطرف.

ويأتي ذلك فيما يستقبل الرئيس الأميركي رئيس الوزراء العراقي الاثنين في واشنطن، في ظل محادثات يجريها العراق مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي، المطلب الأساسي للميليشيات الموالية لإيران في العراق.

ويقدّم التحالف الدولي الذي كان صباح الجمعة عُرضة لهجوم بطائرة مسيرة في كردستان، الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم داعش.

ومنذ مطلع العام، استهدف نحو خمسين هجوما مصالح أميركية في العراق. ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيّون في العراق أنّ تلك الهجمات لا تشكّل خطراً على القوات المنتشرة فقط بل تهدّد أيضاً قدرتها على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الباحث في مركز “ذي سانتشوري فاونديشن” للأبحاث سجاد جياد إن عدم التوصل إلى إعلان ملموس لانسحاب كامل قد يؤدي إلى “رفع المجموعات الموالية لإيران مستوى التوتر وتكثيف هجماتها على القوات الأميركية في البلاد”.

ولم تتوان الفصائل الشيعية عن تكثيف ضغوطها مؤخراً على الكاظمي الذي ضعف موقفه في مواجهة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، لاسيما أزمة الكهرباء التي يعتمد العراق على إيران للتزود بما يكفيه منها، خصوصاً في فصل الصيف الحار.

Thumbnail

وتوعد قيس الخزعلي الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق أحد فصائل الحشد الشعبي، في كلمة له قبيل زيارة الكاظمي، بأن “عمليات المقاومة مستمرة وستستمر حتى خروج كل القوات الأميركية العسكرية من كل الأراضي العراقية”.

ولا يزال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أميركي، لكنّ تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات.

ومن واشنطن، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل قبل بضعة أيام للتحضير للزيارة أن المحادثات ستفضي بالفعل إلى تحديد جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي.

لكن وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق البالغ عددها 2500 عسكري يتمركزون في قواعد عراقية، وهم رسمياً ليسوا بقوات قتالية بل “مستشارون” و”مدربون” بحلول نهاية العام.

وأوضح الباحث في “بيرسون انستيتيوت” في جامعة شيكاغو رمزي مارديني أن “التغييرات التي ستطرأ على الوجود الأميركي في العراق” لن تكون جذرية، بل “ستهدف فقط إلى إعطاء دفع للمصالح السياسية لرئيس الوزراء” بشكل أساسي مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة، “لكن الوضع الراهن سيبقى كما هو، أي استمرارية الوجود الأميركي” على أرض الواقع في العراق.

ومع ذلك، تبدو أن المعطيات السياسية تطغى على زيارة الكاظمي إلى واشنطن حيث يسعى الرجل لحشد دعم دولي لموقعه الذي تقوضه المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

وقال مارديني إن “زيارة رئيس الوزراء تبقى مرتبطة بشكل وثيق بحملته للانتخابات” المقررة في الـ10 من أكتوبر المقبل.

وتابع “الكاظمي يفتقد إلى حزب سياسي وقاعدة شعبية، لذا يبقى الطريق الوحيد له نحو كسب التأييد من أجل تشكيل حكومة هو عبر التوفيق بين الأحزاب السياسية التي تهيمن عليها قوى إقليمية ودولية”.

3