عشرات مذكرات التفاهم بين العراق وتركيا تنتظر زيارة أردوغان لبغداد

بغداد - يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة العراقية بغداد، غدا الاثنين، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ 12 عاما، فيما أفادت مصادر حكومية بأنه سيتم توقيع العشرات من مذكرات التفاهم في مختلف الجوانب بين بغداد وأنقرة.
ونقلت وكالة شفق نيوز، عن مصادر حكومية قولها اليوم الأحد إنه خلال زيارة أردوغان الرسمية إلى بغداد التي تبدأ غدا ستشهد توقيع نحو 37 مذكرة تفاهم متعددة الجوانب أبرزها المذكرة الإطارية الاستراتيجية للتعاون بين البلدين، والتي تتفرع منها خمس لجان، كالاتي: الأمنية، والمياه، والاقتصادية، والطاقة، والنقل.
ومن المتوقع أن تعطي زيارة أردوغان إلى العراق "دفعة مهمة" على طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إلى جانب ملفات السياسة والأمن.
وقال متحدث الحكومة العراقية باسم العوادي اليوم الأحد إن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي إلى العراق غدا الاثنين، ستشهد مناقشة "ملفات مهمة".
وأضاف العوادي إن الزيارة ستكون "نقلة نوعية" في العلاقات العراقية التركية، لا سيما أن الإعداد لها يجري منذ نحو سنة.
وأشار إلى أن "هناك 4 ملفات مهمة على جدول الأعمال، أهمها ملف المياه، وملف طريق التنمية، بالإضافة إلى الملف الأمني المتعلق بتنظيم حزب العمال الكردستاني.
ويُمثل ملف حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، العقدة الأبرز في المباحثات بين البلدين، وقد شهد هذا الملف تقدما واضحا في العام الجاري، بعد أن أعلنت بغداد "العمال الكردستاني" تنظيما محظورا خلال الاجتماع الأمني رفيع المستوى العراقي التركي في العاصمة العراقية في 13 مارس الماضي، مؤكدة أنها لن تقبل أن يكون مصدر تهديد لجيرانها عبر أراضيها.
وتسعى أنقرة إلى التوصل إلى اتفاق أمني مع بغداد على غرار الاتفاقية التي وقعها العراق العام الماضي مع إيران للعمل ضد جميع جماعات المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة في إقليم كردستان العراق، حيث تعتقد تركيا أنها ستجني فوائد تدريجية من التعاون الاقتصادي مع بغداد والضغط الدبلوماسي المشترك لمواجهة حزب العمال الكردستاني.
وتُعد الموارد المائية من الملفات الشائكة بين البلدين، إذ يُعتبر العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغيّر المناخ والتصحر في العالم، بسبب تزايد الجفاف، فيما تُندد بغداد مراراً ببناء جيرانها (تركيا وإيران) سدوداً تتسبب بتراجع منسوب المياه الواصلة إلى الأراضي العراقية.
وكانت بغداد أجرت مع أنقرة عدة جولات مفاوضات، لكنها لم تنته إلى شيء، واتهمت تركيا، بالتعنت في ما يخص تخفيض معدّل إطلاق مياه نهري دجلة والفرات.
وأشار العوادي إلى "اتفاق استراتيجي سيوقع بين أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، باعتبار أن تركيا بلد يوصف عالميا بأنه واحد من أفضل بلدان العالم في استثمار الثروة المائية بكل الوسائل وكل الطرق، وبالتالي لديهم تجربة كبيرة".
والملف الرابع، وفق العوادي، هو "ملف الشركات التركية، الذي يكتسب أهميته من قوة التبادلات التجارية بين العراق وتركيا، إلى جانب ملفات أخرى ستكون هي المهيمنة على زيارة الرئيس التركي إلى بغداد.
ويشكل مشروع طريق التنمية بندا مهما على أجندة أردوغان في العراق، فقد أكد العوادي أنه "ستكون هناك اتفاقات وأشياء مهمة تُعلن بين الجانبين، باعتبار أن مركز الطريق هو تركيا، وسيكون في صلب المفاوضات، إلى جانب ملف استثمارات الشركات التركية ودورها وعملها في العراق".
ومشروع طريق التنمية، يشمل طريقا بريا وسكة حديدية، ويربط بين طرق التجارة في آسيا ودول الخليج جنوبا والأسواق الأوروبية عبر الأراضي التركية.
ولم يتطرق العوداي إلى ملف النفط الذي يعد من أبرز الملفات العالقة بين بغداد وأنقرة، بعد توقف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي، حيث حالت الشروط التركية دون استئناف تصدير الخام العراقي.
وأوقفت تركيا في العام 2023 صادرات العراق البالغة 450 ألف برميل يوميا عبر خط أنابيب العراق - تركيا الشمالي بعد حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية.
وأمرت هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية تركيا بدفع تعويضات إلى بغداد بقيمة 1.5 مليار دولار تقريبا عن الصادرات غير المصرح بها والتي خرجت من إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018.
ويرى خبراء عراقيون أن حل مسألة صادرات النفط إلى تركيا د ممكن خلال أردوغان، وذلك في حديثهم مع وكالة الأناضول الأحد.
رأى خبراء الطاقة العراقيون أن استئناف تصدير النفط من بلادهم إلى تركيا سيكون له آثار إيجابية على البلدين وعلى العلاقات بين بغداد وأربيل.
وأوضح الخبير في شؤون الطاقة المتجددة مازن السعد، أن الزيارات المتبادلة بين العراق وتركيا وخاصة زيارة الرئيس أردوغان المقررة في 22 أبريل الجاري يمكنها حل مسألة توقف التدفقات النفطية إلى تركيا.
وأضاف أن الأجواء الإيجابية بين البلدين قد تضع هذه المسألة في البند الأول على جدول الأعمال.
وأعرب عن أمله في أن تخرج زيارة الرئيس التركي بنتائج تخدم مصالح البلدين.
وبدوره، قال خبير الطاقة حمزة جواهري إن العراق أنهى إصلاح خط أنابيب النفط من كركوك إلى بلدة فيشخابور شمالي البلاد، وأجرى شحنات بغرض الاختبار.
وأضاف أن استئناف شحنات النفط سيكون مفيدا لكل من العراق وتركيا وسيصب في مصالحهما، وأنه لا توجد مشكلة في هذا الصدد.
أما مدير مركز العراق للطاقة فرات الموسوي، أوضح أن العراق لديه القدرة على نقل 350 ألف برميل يوميا وأن عملية إصلاح الخطوط جارية.
وذكر الموسوي أن النفط المنتج من حكومة إقليم كردستان يجب أن يخضع لسيطرة الحكومة المركزية لأن ذلك سيعزز من قدرة تصدير النفط إلى تركيا.
كما أن استئناف تشغيل خط أنابيب النفط العراقي يفتح بابا كبيرا أمام المفاوضات بين بغداد وأربيل.
وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد العراقي تكبد خسائر تقدر بنحو 14 مليار دولار منذ توقف التدفقات في 25 مارس 2023، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين أربيل وبغداد بشأن صادرات النفط.