عشاق اليوغا يلتقون بين أحضان طبيعة العلا في السعودية

تتوسع دائرة عشاق رياضة اليوغا في السعودية خاصة بين النساء وأصبح لها مدربون ومدربات ومدارس ومهرجانات تجمع محبي التأمل من العالم في أحضان الطبيعة الخلابة كما يجتمعون هذه الأيام في العلا.
الرياض - تسعى رياضة اليوغا إلى تحقيق التوازن والتناغم بين الجسد والعقل والروح من خلال مجموعة من الوضعيات الجسدية وتقنيات التنفس والتأمل. تعود أصولها إلى الهند القديمة، حيث كانت جزءا من التقاليد الفلسفية والروحية. تساهم اليوغا في تعزيز المرونة والقوة واللياقة البدنية، كما تساعد في تحسين التركيز وتقليل التوتر والقلق.
في السعودية، يوفر مهرجان العلا للاستجمام والاسترخاء، ضمن فعالياته المتنوعة، فرصة لممارسة هذه الرياضة الشهيرة من خلال فعالية “فايف سنسِس سانكشواري”، التي تجعل من العلا وجهة مخصصة لتجارب العافية ودروس اليوغا وجلسات التأمل، بمشاركة مدربين ومختصين من جميع أنحاء العالم.
تقع “فايف سنسِس سانكشواري” في مكان جديد بالقرب من واحة جبل عكمة، مع سهولة الوصول لجميع الزوار. وتتمتع المساحات الخارجية للحدث بمناظر طبيعية خلابة وأجواء هادئة.
خلال الفترة من السابع عشر إلى الحادي والعشرين من أكتوبر، سيتمكن الزوار من الاستمتاع بدروس يوغا حيوية، وجلسات علاج جسدي وتدليك، بالإضافة إلى العلاج بالفن وجلسات نقاش مثمرة مع نخبة من المتخصصين. كما ستتاح لعشاق التجارب الفريدة فرصة التواصل مع البيئة المحيطة من خلال جلسات العلاج بالموسيقى عند غروب الشمس، وغيرها من الأنشطة الطبيعية، مما يعزز تجربتهم في قلب الواحة القديمة.
تستضيف الفعالية مجموعة متنوعة من التجارب المصممة لتحفيز الحواس وتجديد الحيوية والتواصل مع الذات، في واحدة من أجمل المزارع الخضراء في العلا، كما تضم أنشطة العافية والاستجمام، والجلسات الفردية وورش العمل الجماعية.
تجذب هذه الفعالية مدربين عالميين وسعوديين من مدربي اليوغا، حيث تشير المدربة السعودية فاطمة الشهراني إلى أن “اليوغا مخصصة للعقل والجسم، وتعتمد على وضعيات جسدية مرتبطة بالتنفس، مما يعزز المرونة والهدوء والتركيز. وهي مناسبة لجميع الأعمار والأجسام”.
كما أفادت الشهراني بأن اليوغا تشهد إقبالا متزايدا من المجتمع، ومن المتوقع أن تُدرج قريبا ضمن الحصص الرياضية في المدارس، مما يسهل على الجميع ممارستها. تواصل رياضة اليوغا اتساعها في السعودية، وخاصة بين السيدات، مع وجود خطط لتوسيع نطاقها.
تشير نوف المروعي، رئيسة اللجنة السعودية لليوغا، إلى أن هناك حوالي 300 مليون ممارس لليوغا في العالم مع توافر أنواع مختلفة مثل “الهاثا يوغا” و”الفينياسا يوغا” و”الأشتانغا فينياسا يوغا” و”الآينغر يوغا”.
من جهتها، تعتبر مدربة اليوغا السعودية دانة عاشور أن العلا تمثل ملاذا هادئا بعيدا عن الضغوط، يمنح الروح السكون والعقل الصفاء. وتؤكد أن العلا توفر وجهة مثالية لتبني نمط حياة صحي، مع هوائها النقي وأجوائها الهادئة وعجائبها الطبيعية وبساتينها المزدهرة.
ومن المدربين السعوديين المشهورين محليا والعائدين للمشاركة هذا العام خالد نحفاوي، الذي سيقدم جلسات في الهواء الطلق مستوحاة من الطبيعة وهو اتجاه شائع في مجال العافية. وتقود غالية المدني سلسلة جديدة من دروس اليقظة الذهنية وأعمال استعادة التنفس وغيرها من الممارسات الصحية ذات التأثير الإيجابي. في حين تقدم نانسي زبانه سلسلة من جلسات التأمل المميزة.
كما ستقدم مدرسة الديرة للفنون المواهب النسائية من أهالي العلا في جلسات مخصصة لعرض إبداعاتهن والتحدث عن تجاربهن والتفاعل مع الزائرين.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مدينة العُلا تشكّل وجهة نابضة بالحياة للتجارب الاجتماعية والفعاليات الثقافية، نظرا لحضارتها العريقة وتاريخها الغني الذي احتضن العديد من الممالك القديمة المتعاقبة على مدار سبعة آلاف عام.
وتنتظم بالعلا خمسة مهرجانات تقدم تجارب متنوعة في الفن والثقافة والموسيقى والطبيعة والعافية وأنشطة الفروسية وتناول الطعام وعلم الفلك.
ويعتبر مهرجان العُلا للاستجمام والاسترخاء أحد هذه المهرجانات المميزة، كما يبرز مهرجان شتاء طنطورة الشهير ليحتفي بتراث العُلا العريق، حيث يقدم العديد من فعاليات الفنون والثقافة والأزياء والموسيقى وغيرها.
ويحتفي مهرجان الممالك القديمة، من خلال فعالياته المبتكرة، بالحضارات القديمة التي ازدهرت في العُلا والواحات المجاورة لها مثل خيبر وتيماء. ويتميز مهرجان سماء العُلا برحلات مناطيد الهواء الساخن الشهيرة وتجارب مشاهدة النجوم وغيرها من الفعاليات التي تسلط الضوء على العلاقة الفريدة بين سكان العُلا وسمائها، بينما يتفرد مهرجان العُلا للفنون بالعديد من الفعاليات والتجارب الفنية المعاصرة والقديمة، ما يمنح عشاق الفنون فرصة فريدة للاستمتاع بوقت لا ينسى.