عزل المدن في تونس لمواجهة كورونا

السلطات التونسية تعلن عن غلق المجال الجوي للبلاد أمام الرحلات من وإلى تونس بدءا من منتصف ليل الجمعة لتنتهي معها رحلات الإجلاء.
الجمعة 2020/03/20
تسارع وتيرة الإجلاء

تونس- أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد حظر التنقل بين مدينة تونسية وأخرى إلا بالحالات الاستثنائية وغلق المناطق الصناعية الكبرى في البلاد ضمن إجراءات ستعلن عن تفاصيلها الحكومة التي يرأسها إلياس الفخفاخ.

ودعا سعيد في كلمة عقب اجتماع مجلس الأمن القومي، الذي بحث الإجراءات الواجب اتخاذها في ضوء تطورات انتشار فايروس كورونا، إلى تأمين المرافق العامة والخدمات الأساسية للمواطنين إضافة إلى توفير الأغذية لفئة من التونسيين "ممن حياتهم مرتبطة بالعمل اليومي".

وشدد في كلمته على ضرورة التصدي لأي محاولة لاحتكار السلع الغذائية، داعيا إلى التصدي "لمن يحاولون الإثراء بتجويع التونسيين والتونسيات وملاحقتهم قضائيا".

كما دعا المنظمات العالمية والأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارات متناسقة مع قرارات الدول بعد قرار غلق الحدود.

 

وارتفع عدد المصابين بفايروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في تونس الجمعة إلى 54 حالة مؤكدة من بينها أربع حالات خطرة.

ويرقد أربع من المصابين في العناية المركزة في مستشفى بولاية أريانة (قرب العاصمة) وثلاثة في مستشفى مدينة سوسة حالتهم مستقرة. فيما أخضعت السلطات حوالي 11 ألف شخص للحجر الصحي الذاتي.

وأعلنت السلطات عن غلق المجال الجوي للبلاد أمام الرحلات من وإلى تونس بدءا من منتصف ليل الجمعة لتنتهي معها رحلات الإجلاء. وغلب الزحام على مطار قرطاج الدولي مع تسارع عمليات إجلاء الرعايا الأجانب العالقين أو المقيمين في تونس نحو بلدانهم.

كما وضعت شركة الخطوط التونسية رحلات استثنائية للعودة بالتونسيين العالقين في الخارج والمتواجدين في مهمات أو رحلات وقتية.

وقال ديوان الطيران المدني والمطارات إنه تمت برمجة العديد من الرحلات الجوية الاستثنائية من وإلى المطارات التونسية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية قبل أن يتم إغلاق المجال الجوي التونسي بشكل كامل.

وأغلقت تونس حدودها بالكامل منذ الاثنين الماضي، وأبقت فقط على رحلات جوية محدودة لإجلاء للعالقين.

ويتوقع صدور قرارات من قبل مجلس الأمن القومي التونسي في وقت لاحق الجمعة، بحسب ما ذكر بيان للرئاسة التونسية بهدف تشديد إجراءات التوقي من مخاطر تفشي فايروس كورونا المستجد في البلاد.

وأفادت مديرة المرصد الوطني للأمراض المستجدة نصاف بن علية في مؤتمر صحافي أنه تم تسجيل 15 إصابة جديدة من بين 79 تحليلا مخبريا تم إجراؤه، ليصبح العدد الاجمالي 54 حالة منذ اكتشاف أول اصابة في الثاني من مارس الجاري.

وأوضحت أن 36 من بين المصابين هم من الوافدين من الخارج في حين أصيب 18 البقية جراء العدوى.

وقالت "إذا اضطررنا الوضع الوبائي للإعلان عن حجر صحي شامل في بعض المناطق سنعلن عنه في الإبان (حينه)".

وسجلت تونس أول حالة وفاة مصابة بفايروس كورونا المستجد، الأربعاء، بمدينة سوسة، تبلغ من العمر 72 عاما وهي من العائدين من الخارج، تحديدا من تركيا، وقد أثبتت التحاليل المخبرية إصابتها بالوباء لكنها كانت تعاني كذلك من أمراض أخرى مزمنة.

وبحسب مصدر طبي خضعت المرأة للحجر الصحي منذ عودتها الاثنين الماضي لكن حالتها تدهورت، ولفظت أنفاسها الأخيرة الأربعاء لدى نقلها إلى العناية المركزة وأظهرت نتائج التشريح الطبي الخميس أسباب الوفاة.

تونس تسجل أول حالة وفاة
تونس تسجل أول حالة وفاة

وأفادت وزارة الخارجية في وقت سابق بوفاة اثنين من المهاجرين التونسيين في إيطاليا بسبب الإصابة بفايروس كورونا.

وتصنف تونس حتى الآن في المرحلة الثانية من الوباء. وكانت الحكومة أعلنت عن إجراءات من مستوى الدرجة الثالثة في خطوة استباقية للوقاية من انتشار الفايروس، الذي حصد أرواح الآلاف في الدول الأوروبية القريبة.