عرض "عشاق الدنيا" يستعيد جزءا من تاريخ تونس الفني

على امتداد ساعتين استمتع جمهور “عشاق الدنيا” لعبدالحميد بوشناق بعرض استثنائي أثثته فرقتان، واحدة شعبية وأخرى وترية، عادتا به إلى زمن أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، زمن مجد الأغنية التونسية، في أداء قابله الجمهور بالرقص.
تونس - قدم المخرج عبدالحميد بوشناق، ليلة الأحد، على ركح المسرح الأثري بقرطاج، حفلا استثنائيا لـ”عشاق الدنيا” اهتزت معه الآلاف من الجماهير التي واكبت هذا العرض المنتظم ببادرة من النادي الرياضي للحرس الوطني، في إطار الاحتفال بالذكرى الـ53 لتأسيسه وبمرور 67 سنة على إحداث سلك الحرس الوطني.
وعلى ركح المسرح، اقتسمت فرقتان إحداهما للفن الشعبي وأخرى وترية، زمن تقديم الأغاني التونسية التي بثت الحنين إلى زمن خلا يمتد من أواخر الثمانينات حتى بداية التسعينات، في أداء قابله الجمهور بالرقص.
وتميزت وصلة الأغاني، التي تداول على تأديتها كل من الفنانين الحبيب الشنكاوي وصالح الفرزيط وهشام سلام وكافون، بالمراوحة بين الشجن في فترة المجد التي عاشها المزود الشعبي (نوع موسيقي شعبي تونسي، يعتبر جزءا من الثقافة التونسية، مكوّن من قربة أو ما يشبه الكيس المصنوع من الجلد وهي آلة هوائية ينفخ فيها العازف بواسطة مزمار)، والحياة والحب في وصلات غنائية أداها كل من عبدالوهاب الحناشي (ياناس ما تلومو قلبي، وصبرك مكتوب)، ولطفي بوشناق (كيف شبحت خيالك، ويانوار اللوز..).
ويستوحي العرض ضمن فصوله العديد من المشاهد والصور التي تتكرر في حفلات الأفراح التونسية في أعرق الأحياء الشعبية، حيث نشأ المزود ليكون خزانا استعراضيا وفلكوريا للمبدعين الذين يعانون من الإقصاء الاجتماعي.
وقد ارتدى الممثلون والفنانون من عناصر الفرقة الموسيقية أزياء تعود لموضة أوائل التسعينات في محاكاة كوميدية، جذبت الجمهور إلى أجواء تلك الفترة. وشارك في التمثيل ثلة من نجوم المسرح والفن الدرامي من بينهم ريم الرياحي وبحري الرحالي وعزيز الجبالي وأميرة شبلي والشاذلي العرفاوي.
أحداث العرض استمرت لمدة ساعتين، وبثت الروح من جديد في أغاني "فن المزود"
واستمرت أحداث عرض “عشاق الدنيا” لمدة ساعتين، وبثت الروح من جديد في أغاني “فن المزود”، وأنعشت الذاكرة بالحاجة الدائمة إلى الفلكلور كتعبير عن التحام الفن بالجسد، لتوثق بذلك جزءا من تاريخ تونس الفني والسياسي والاجتماعي والثقافي.
ويأتي تنظيم النادي الرياضي للحرس الوطني لعرض “عشاق الدنيا”، في إطار توفير عائدات لدعم النشاط الرياضي للنادي الذي يضم ثلة من الأبطال الرياضيين، وفق ما صرح به الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي، مشيرا إلى أن النادي الرياضي للحرس الوطني يساهم بفعالية في تكوين خيرة الأبطال في الألعاب الفردية والجماعية.
وذكر الجبابلي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء في ختام العرض، أن اختيار عرض “عشاق الدنيا” المستوحى من المسلسل التلفزيوني التونسي “النوبة” للمخرج عبدالحميد بوشناق يعكس الرغبة في تلبية أذواق الجمهور المتعطش للإنتاج الفني التونسي.
وبطلب من الجماهير، سيتجدد الموعد مع عرض ”عشاق الدنيا” لعبدالحميد بوشناق الجمعة الثامن من سبتمبر 2023 بالمسرح الأثري بقرطاج.
”وعشاق الدنيا” أسر قلوب الجماهير التونسية في مهرجانات مختلفة هذا الموسم.
وفي يوليو 2022 تم افتتاح الدورة الـ56 لمهرجان قرطاج الدولي بعرض مسرحي موسيقي راقص “عشاق الدنيا” لعبدالحميد بوشناق.
وامتزجت في هذا العرض الفرجوي فنون المسرح والرقص والغناء في لوحة فنية عادت بالحاضرين إلى أجواء النوبة والفن الشعبي في فترة التسعينات، حيث اقتبسه مخرجه عبدالحميد بوشناق من مسلسله الدرامي “النوبة” الذي عُرض في الموسم الرمضاني 2019 و2020.
وشارك في هذا العرض أكثر من 98 فنانا منهم نجوم ونجمات مسلسل “نوبة” من ممثلين ومسرحيين وفنانين شعبيين على غرار لطفي بوشناق وريم الرياحي والحبيب محنوش وحمزة بوشناق وبحري الرحالي وعزيز الجبالي وأميرة شبلي وهالة عياد والشاذلي العرفاوي وبلال بريكي ومهذب الرميلي ومروان العريان وهشام سلام والتليلي القفصي وصالح الفرزيط وسمير الوصيف وكافون وعبدالوهاب الحناشي والحبيب الشنكاوي.