عربيات يحلمن باقتحام المجالات الاجتماعية والسياسية

من السعودية إلى البحرين صبايا ينجحن في الرياضة والثقافة.
الجمعة 2022/11/11
تحدي المصاعب في الكارتينغ

تبحث العديد من النساء في الجزيرة العربية عن موطئ قدم في ميدان العمل في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية والمالية، وقد نجح بعضهن في أداء دورهن وتألقن في المجال الذي اخترنه ليكن ملهمات للأجيال الشابة الطامحة إلى المزيد من التحرر ومشاركة الرجل الحياة الاجتماعية.

الرياض - من دول الخليج الغنية بالنفط إلى اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم في حرب طاحنة متواصلة منذ ثماني سنوات، تحلم شابات في شبه الجزيرة العربية بالتغيير في مجتمع محافظ، فيخضن غمار مجالات متنوعة من الثقافة إلى الرياضة إلى السياسة.

في حلبة للكارتينغ في العاصمة السعودية الرياض، تستعد الشابة إسراء الدخيل التي تحلم بأن تصبح أول بطلة سعودية في رياضة المحركات وتمثيل بلادها في المسابقات، لخوض سباق في مواجهة 15 شخصا كلهم من الرجال.

وتعمل إسراء كباحثة في مجال الكيمياء الجيوفيزيائية في مختبر، من أجل تمويل شغفها الحقيقي بينما تبحث في الوقت ذاته عن رعاة لدعمها، ولا تخفي تفاؤلها.

الشابة حبيبة ماهر، ملهمة سار على خطاها الكثير من بنات البحرين ليمارسن مختلف الرياضات وخاصة لعبة الغولف

وتقول الشابة (28 عاما) التي تتدرّب خمسة أيام في الأسبوع في صالة رياضية لمدة ساعتين أو ثلاث “أرى مستقبلا جيدا لي في السعودية”.

وتتابع بعد أن حلّت رابعة في السباق، “عندما نبدأ من الصفر، هناك العديد من التحديات للوصول إلى المركز الأول”.

وتقول “أرغب في أن أكون مثالا لجميع الفتيات اللواتي شعرن بالنقص. حتى لو بدأنا في وقت متأخر أو مررنا بصعوبات أو عقبات أو معوقات. ولكن لن نسمح لها بأن توقفنا وسنستمر”.

وترى أمل العسيري التي تشغل منصب مدير استثمار في شركة هامة، أن المرأة السعودية تستطيع أن تخطو خطوات تاريخية عظيمة، وهناك الكثير من النماذج المشرفة لنساء سعوديات استطعن أن يحققن نجاحات كبيرة في مجالاتهن المختلفة، مضيفة أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها وقدرتها على تحمل المسؤوليات وعلى تطوير نفسها بشكل مستمر لكي تتمكن من تحقيق أهدافها.

وتحلم كفى مرعي (28 عاما) بأن تصبح أول وزيرة تعليم في اليمن الذي تمزقه حرب طاحنة.

وتترأس مرعي (28 عاما) إدارة تنمية المرأة في منطقة حضرموت.

في طريقها إلى مركز عملها في مدينة سيئون، تقول لأحد الحراس “أنا المديرة هنا”.

وتقول، ”أريد أن أحتلّ مكانة أكون فيها صانعة القرار أو أشارك مع صنّاع القرار في اتخاذه، خصوصا في ما يتعلق بالمرأة”، مشيرة إلى أن هناك طريقا طويلا قبل أن يتمّ اعتبار النساء “شريكات للرجال” في بناء المجتمع.

حلم كبير أصبح حقيقة
حلم كبير أصبح حقيقة

وتعرب عن أملها في أن “يكون هناك بلد آمن ويمن سعيد”.

في مقهى في العاصمة القطرية الدوحة، تعمل الشابة الجوهرة آل ثاني (27 عاما) التي أسست موقعا إلكترونيا باسم “نساء قطر” يروي قصص نساء قطريات من الجيل القديم أو الجديد في الإمارة الخليجية الصغيرة.

وتعترف الشابة، وهي رامية سهام محترفة، قائلة “أنا مدركة تماما لامتيازاتي وحظي بأنني نشأت في كنف عائلة متعلمة وفي عائلة تدعم أفرادها بغض النظر عن الجنس”.

وتشير إلى وضع نساء أخريات في الإمارة الخليجية الثرية والمحافظة، قد يكون “مختلفا بشكل كبير”.

وبحسب آل ثاني، تشجّعها قصص النجاح، موضحة أن هذا مؤشر على “التقدم السريع للغاية” الذي حققته قطر.

وتضيف “إذا نظرتم إلى من هم في مراكز متقدمة، يمكن رؤية نساء قطريات كثيرات، ربما ليس بالقدر الذي نرغب في رؤيته”.

وتضطلع نساء قطريات بأدوار ريادية على صعيد اللجنة المنظمة لمنافسات كأس العالم، وكذلك على صعيد المؤسسات الخيرية والفنون والطب والحقوق والأعمال رغم غيابهن عن المجال السياسي.

وتقول الجوهرة آل ثاني، “كما قلت، تقدّم سريع للغاية، وتغييرات سريعة جدا في فترة زمنية قصيرة جدا”.

وأصبحت حبيبة ماهر (18 عاما) أول لاعبة غولف في البحرين. تتدرّب الشابة البحرينية في ناد متخصص في العاصمة المنامة.

الغولف طريق إلى المساواة
الغولف طريق إلى المساواة

وتقول الفتاة التي بدأت دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية في المنامة “حلمي هو المشاركة في بطولات عالمية مثل دورة جمعية الغولف للسيدات ضد نساء العالم المحترفات”.

وتضيف “أحلم بالفوز بالمركز الأول وأرفع راية بلادنا لأظهر أننا قادرات كنساء بحرينيات على القيام بذلك والفوز بالمركز الأول”.

وتعتبر حبيبة ماهر الملهمة التي سارت على خطاها كثيرات من بنات البحرين ليمارسن هذه الرياضة ويصبحن لاعبات غولف، كونها اللاعبة البحرينية الأولى في هذه الرياضة.

وتقول حبيبة، «أتمنى أن يستمر فريق الفتيات للغولف ويتطور وأن نحقق جميعاً نتائج متقدمة، وأن يمارسن اللعبة بحب، وأن يكثفن من جهودهن وتدريباتهن حتى نصل إلى أعلى المستويات”.

وأعربت عدد من البحرينيات العاملات في مجال الدبلوماسية عن اعتزازهن باعتماد احتفال يوم المرأة البحرينية لهذا العام للاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي، ما يعتبر تتويجاً لجهودهن في هذا المجال ويوماً لجني ثمار التمكين الرائد للمرأة الدبلوماسية.

وتحدثت السيدة بدور صلاح خريجة أدب إنجليزي في جامعة البحرين، عن بداية عملها في وزارة الخارجية كمترجم بمكتب وزير الخارجية، ومن ثم تلقي التدريب في مختلف الإدارات حتى عملها ضمن الكادر الدبلوماسي لتعمل في ملف العلاقات والاتفاقيات الأوروبية.

وقالت إن البحرينيات اليوم قادرات على الاضطلاع بالمهام السياسية والدبلوماسية بنجاح إلى جانب نجاحهن في الاقتصاد وإدارة الأعمال ومختلف الأعمال الاجتماعية.

18