عربيات من ذهب يرفعن رايات بلدانهن في المحافل الدولية

يظل الحضور النسائي محتشما في جميع الرياضات رغم شهرة بعض الأسماء العربية في بعض الرياضات مثل الرياضات الفردية وألعاب القوى، ومن أهم أسباب غياب النساء عن المجال الرياضي عدم تقبل المجتمعات العربية المحافظة وغالبية العائلات العربية لفكرة أن تمارس الفتاة الرياضة وأن تتفوق فيها وتتنقل أو تسافر أحيانا للمشاركة في التظاهرات الرياضية الدولية. هذا التفكير يخفض نسب الرياضيات العربيات في المسابقات المحلية والدولية، كما يحول دون اكتشاف مواهبهن وقدراتهن البدنية ودون دعمها تظل كبتا دفينة أنوثتهن.
وعلى وقع بطولة العالم لألعاب القوى لهذا العام في بكين لفتت المشاركة النسائية العربية الأنظار بقلة أعداد المشاركات الفتيات مقارنة بالشبان وأيضا بما حققته من نتائج، كما أعادت للأذهان التساؤلات التي ظلت تطرح من عقود دون إجابة مقنعة ومنصفة للنساء ومن بينها لماذا تكون مشاركة اللاعبات العربيات ضعيفة في المحافل الدولية؟ لماذا لم تتغير نسب المشاركة ولا وضعيات الرياضيات العربيات رغم ما يبدو من تحسن في وضع المرأة العربية؟ لماذا لم ترتفع أعدادهن رغم توفر الوعي بافتقادهن للدعم اللازم في ميدان الرياضة؟ ما هي الحواجز التي تعيق حضور ونجاح المرأة العربية في أم الرياضات التي تتماشى علميا مع مؤهلاتها البدنية؟
قائمة التساؤلات في ما يخص علاقة المرأة العربية بالرياضة طويلة لكن الثابت أن الفتيات العربيات لا تنقصهن الموهبة ولا القوة ولا الذكاء لتكن ممثلات لدولهن في المحافل الدولية ولترفع كل واحدة منهن راية بلدها معلنة فوزها في المسابقة. الأمثلة كثيرة سواء في دورة هذا العام من بطولة ألعاب القوى أو في الدورات السابقة فالعداءة التونسية حبيبة الغريبي كانت الوحيدة من بين 4 عدائين مشاركين في بطولة العالم في بكين من تونس التي رفعت راية بلدها وحققت الفوز بالميدالية الفضية في اختصاص 3000 متر موانع.
الفوز ليس غريبا على حبيبة الغريبي التي تلقب في بلدها بـ”حبيبة تونس″ فقد نالت الغريبي شرف أن تكون أول تونسية تحرز ميدالية لبلادها في بطولة العالم وفي الألعاب الأولمبية عندما توجت بفضية سباق 3 آلاف متر موانع في نسخة دايغو عام 2011، ثم بميدالية من المعدن ذاته في لندن عام 2012، قبل أن تضيف إليهما فضية ثالثة هذا العام. كما نالت العداءة التونسية شرف افتتاح رصيد الدول العربية بالميداليات في بطولة العالم لألعاب القوى هذا العام بالاشتراك مع لاعب مصري ونالت شرف أول امرأة عربية تتحصل على ميدالية في هذه الدورة.
|
كما سجلت الخليجيات حضورهن في هذه البطولة وكانت المشاركة النسائية الأكثر عددا للبحرين التي شاركت بـ11 عداءة أبرزهن في منافسات السباقات المتوسطة والطويلة في هذه البطولة ميمي بيليتي في سباق 5000 متر والعداءة أولوكيمي أديكويا في سباق 400 متر حواجز. يذكر أن البحرين حققت نتائج مميزة خلال منافسات بطولات العالم في السنوات العشر الماضية، وكانت مريم جمال قد تحصلت على الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في أوساكا عام 2007 وفي برلين عام 2009 تحصلت جمال على نفس الميدالية لنفس السباق.
وشاركت لاعبات الدول العربية في جل مسابقات دورة بكين ومن بينهن 3 عداءات من الجزائر و7 من المغرب الذي كان آخر تتويج له في هذه الألعاب عام 2007 عندما توجت حسناء بنحسي بفضية سباق 800 متر في دورة أوساكا في اليابان.
وهذا العام حلت العداءة المغربية رباب عرافي في المركز التاسع في سباق 1500 متر، ومواطنتها مليكة العقاوي في المركز الثاني عشر، غير أن الأخيرة من اللاعبات الشهيرات في العالم العربي في سباقات المسافات المتوسطة وفي سنة 2010، أي العقاوي، حققت الميدالية البرونزية في مسافة الـ800 متر في بطولة أفريقيا بنيروبي، واستطاعت في يوليو 2011 أن تحتل المركز الثاني في ملتقى ستوكهولم في نفس السباق، كما تألقت في دورة الألعاب العربية بالدوحة بحصدها لثلاث ذهبيات في مسابقات الـ400 متر و800 متر والـ400 متر تتابع.
ويأمل الجمهور الرياضي المغربي والعربي أن تعيد إحدى المشاركات العربيات في المسابقات الدولية المجد الذي حققته العداءة المغربية نوال المتوكل التي حصدت أولى الجوائز للمرأة العربية بفوزها بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز خلال دورة لوس أنجلوس عام 1984، لتكون أول امرأة عربية وأول أفريقية تحرز ميدالية ذهبية وهو ما فتح أمامها أبواب النجاح نظرا لشهرتها وعرفانا من المغرب بإنجازاتها فتقلدت العديد من المناصب في مجال الرياضة حيث أصبحت عضوا في اللجنة الدولية الأولمبية عام 1998، ودخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، وأسندت لها مهام وزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب عام 2007.
وعينت المتوكل عام 2008 رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، وفي ذات العام انتخبت في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تبلغ هذا المنصب وهي اليوم رئيسة اللجنة التنسيقية لأولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016.