عراقيون يحضنون قطع الثلج للتكيف مع حر تموز اللاهب

العراقيون يلجأون في فصل الصيف إلى السباحة، حيث يقضون موسم الحر بين المسابح والأماكن الترفيهية التي أعادت فتح أبوابها بعد أن أوصدها الخوف من تفشي جائحة كورونا العام الماضي.
السبت 2021/07/03
محاولات فاشلة لتلطيف الجو

أجبرت شدّة الحرارة في ”تموز اللهاب” العراقيين على البحث عن متنفس يخلصهم من حرارة الطقس الخانقة التي تشهد ارتفاعا متواصلا في العديد من المحافظات. فأمام انقطاع الكهرباء والعجز عن تشغيل مكيّفات البيوت والمحلات لجأ العراقيون إلى احتضان الثلج وممارسة السباحة.

بغداد – تشهد العديد من المحافظات العراقية ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة تجاوزت الخمسين درجة مئوية، وهو ما دفع أغلب المواطنين إلى الإقبال على شراء كميات من الثلج لوضعها على وجوههم وأجسادهم المشتعلة.

وتصل درجات الحرارة في شهر يوليو الذي يسميه العراقيون تموز، إلى أقصى معدلاتها السنوية، وعادة ما ترتبط الأمثلة والأقوال عن شدة الحرارة بـ”تموز اللهاب”.

ويعيش العراقيون صيفا لاهبا كل عام، لكن هذه المرة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 52 وغرق البلاد في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة التكييف والمراوح وبرادات المياه.

وتنوعت طرق تبريد العراقيين لأجسامهم، حيث افترش عدد من بائعي الثلج في محافظة البصرة (أقصى جنوب العراق) مكعبات الثلج التي يبيعونها للتغلب على الحرارة التي وصلت إلى 51 درجة مئوية.

ونشط تحضير القوالب الثلجية الجاهزة، وبدأت المعامل في إنتاج كميات وفيرة.

وكان علي كرار، موظف حكومي يسكن مدينة الحلة إلى الجنوب من بغداد، يعمد أحيانا إلى وضع ابنه الرضيع في ثلاجة المنزل للحظات معدودة لحمايته من حرارة الجو، لكنه لم يعد قادرا على ذلك.

وفي الديوانية، المدينة الجنوبية، فقد راهي عبدالحسين الأمل بالكهرباء وتوجه للبحث عن قطع ثلج لتأمين مياه باردة لأطفاله.

Thumbnail

وفي شوارع مختلفة بمدن البلاد، يقوم أصحاب محال تجارية بتركيب أنابيب ووضع مرشات مياه على جانب الطريق ليتمكن المارة المتسوقون من الاستحمام مرتدين ملابسهم التي سرعان ما تجف، في حين يصطف البعض على أكشاك بيع المثلجات والمشروبات الباردة لإطفاء عطشهم.

ومع بداية فصل الصيف الذي ينطلق مبكرا كل عام في العراق يلجأ العراقيون إلى السباحة، حيث يقضون الصيف بين المسابح والأماكن الترفيهية التي أعادت فتح أبوابها بعد أن كان الخوف من انتشار جائحة كورونا أوصدها العام الماضي.

وامتلأت في الأيام الأخيرة مدينة الألعاب المائية “أكوا بارك” في بغداد بالعراقيين الهاربين من حرارة الصيف الحارقة.

وفي منطقة سياحية بالقرب من بلدة أكرا، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال أربيل، ينعم العراقيون بالسباحة أسفل الشلال، بينما يجلس عدد منهم بالقرب من نافورة طمعا في التبرد برذاذ مياهها.

أما في المدن المطلة على نهري دجلة والفرات، فقد تنافس الأطفال على القفز من تحت أنقاض مبنى قديم للتغلب على الحر في بغداد.

وتعد السباحة في دجلة هي الحل الأمثل، حيث يستقطب النهر، الذي لا يكون في العادة مكانا جاذبا للسباحة، أعدادا متزايدة من الشباب هذه الأيام.

ولجأ شباب مدينة البصرة إلى نهر شط العرب بجانب ميناء المعقل للسباحة والتخفف من موجة الحر.

Thumbnail

وبدأت موجة من الطقس شديد الحرارة منذ يونيو الماضي، وارتفعت درجات الحرارة إلى نحو جاوز الخمسين درجة مئوية.

وتشهد مناطق في البلاد، بالتزامن مع ذلك، انقطاعا شبه تام للتيار الكهربائي، بسبب تدني مستويات إنتاج الطاقة وتعرض عدد من المحطات وخطوط النقل لعمليات تفجير من قبل جماعات مسلحة.

وأفادت وسائل إعلام محلية الجمعة بانقطاع تام للكهرباء عن محافظات العراق باستثناء إقليم كردستان شمالي البلاد، جراء هجمات على أبراج طاقة.

ويعاني العراقيون من نقص دائم في الكهرباء وانقطاعه المتواصل منذ عشرات السنين خلال أشهر الحر، جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية فضلا عن استشراء الفساد.

وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميغاوات، وفقا لمسؤولين في قطاع الكهرباء.

وناشدت مفوضية حقوق الإنسان في العراق (مرتبطة بالبرلمان)، عبر بيان، الحكومة اتخاذ تدابير احترازية لمواجهة الحر، لافتة إلى أن منها مطالبة وزارة الكهرباء بمضاعفة ساعات تزويد الطاقة للمناطق السكنية، ورش الشوارع بالماء، وتشغيل النافورات، وحل أي مشاكل تتعلق بانقطاعات شبكة الماء الصالح للشرب.

وحذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في بيان، المواطنين من الخروج من المنازل في أوقات الذروة، بسبب موجة الحر التي ستستمر حتى السبت.

وتجدر الإشارة إلى أن للعراقيين وسائل وطرقا تقليدية لتخفيف وطأة الحر من خلال تبريد الماء واعتماد “الحب” وهو عبارة عن آنية من الفخار مخروطية الشكل مصنوعة من الطين، إلى جانب انتعاش تجارة أحواض السباحة البلاستيكية، واستعمال المراوح اليدوية المصنوعة من سعف وخوص النخيل.

Thumbnail
Thumbnail
Thumbnail
24