عراقيات يحلقن بأحلامهن بالطائرات الشراعية في الموصل

ممارسة النساء للطيران الشراعي في مدينة محافظة وملتزمة تحد كبير بعد تحريرها من العصابات الإرهابية.
الاثنين 2022/11/21
تحد كبير

تتحدى مجموعة من النساء العراقيات مخاوفهن من الطيران والمرتفعات، ويمارسن الطيران الشراعي في مدينة الموصل، ويحلمن بأن يرفعن علم العراق في الدول المجاورة التي تنظم مهرجانات لهذا النوع من الرياضة.

الموصل (العراق) - قبل انضمامها إلى نادي الصقور الجوي، كانت مها رمضان تخشى من الارتفاعات والطيران. لكنها تتعلم حاليا الطيران الشراعي وتطمح إلى أن تكون قادرة يوما ما على تمثيل بلادها في بطولات دولية في الخارج.

وقالت مها “في بداية دخولي إلى النادي كان عندي خوف من المرتفعات ومن الطيران ومن الأماكن المرتفعة، بهذه الحالة، لاحظت أنه لدينا نادي الصقور الجوي، وكان أول تشكيل فريق لنادي الصقور الجوي للبنات فأحببت أن أكسر حاجز الخوف من المرتفعات والأماكن العالية، فدخولي إلى النادي كان سببا لأحطم هذا الحاجز عندي”.

وانطلقت عضوات قسم الطيران الشراعي المكون بالكامل من النساء في النادي واحدة تلو الأخرى، وهن يصعدن تلا في ضواحي الموصل حاملات معداتهن الثقيلة، للطيران لفترة قصيرة بمساعدة مدربين ووسط تصفيق الحضور.

العديد من العراقيين يهتمون بهواية الطيران الشراعي، ويقوم البعض منهم في العطلات الأسبوعية برحلات شراعية

وأضافت مها “طموحي من ناحية اللعبة الرياضية أن أكون كابتن طيار محترف وأقدر أمثل العراق في الدول التي تكون فيها مهرجانات طيران، فطموحي أن أرفع علم العراق في الدول المجاورة التي تقوم بها مهرجانات الطيران الشراعي”.

وقال صبا ياسين رئيس النادي لرويترز إن الفريق يضم عضوات موهوبات ومغامرات، موضحا أن ممارسة النساء للرياضات الجوية ليس بالأمر الجديد في العراق.

وأضاف “طبعا هي الفكرة قديمة من سنة 1980 كان كلا الجنسين موجودين، ولكن بعد تحرير المدينة من العصابات الإرهابية كان يوجد تحد كبير يتمثل في أن المدينة محافظة وملتزمة وخارجه من مواقف أمنية كبيرة، إضافة إلى التشدد الديني الذي أصبح بالمدينة فارتأينا أن نرجع مرة ثانية ونزج فئة الفتيات بهذه الرياضة لأنه موجود ما شاء الله عناصر كفاءة وأيضا مغامرون يحبون المغامرة”.

ويهتم العديد من العراقيين بهواية الطيران الشراعي، ويقوم البعض منهم في العطلات الأسبوعية برحلات شراعية، ويقولون إنها هواية تحتاج إلى مزيج من الصبر وقوة التحمل، وفي المقابل تمنح ممارسها شعورا مختلطا بالمتعة والمغامرة والمخاطرة.

وبالنسبة إلى المهندسة بشرى ذنون (33 عاما)، التي تتدرب أيضا على الرياضات الجوية، لم يمنعها كونها امرأة من الانضمام إلى النادي.

مجموعة المدربين والمتدربين اختاروا جبل ألفاف في سهل نينوى، على بعد 30 كيلومترا شمال شرق الموصل، للقفز من دير قديم يقع على قمة الجبل

وقالت “صراحة إن المحيطين بي وعائلتي نحن جميعا ماما تخاف علينا، لكن تحب أن تشجعني عندما أرغب في هذا الشيء، إخواني يشجعونني، أهلي يشجعونني، لكن كعوائل لا أتأثر من الجيران والأقرباء، وإنني أرى أصلا أننا نشجع المواهب والأمور الجميلة كالرياضة التي نقوم بها، لا أرى كثيرا أننا مجتمع منغلق”.

وأردفت بشرى “شعور جميل جدا لا يوصف إلا عندما تجربه تحس إنك تطوف بالجو، بالهواء ومنعزل كثيرا عن العالم، تصير راحة نفسية”.

وازدادت النشاطات والفعاليات الساعية للنهوض بأنواع الرياضات بعد استعادة مدينة الموصل، ومنها الرياضات الجوية.

وبعدما منعوا قسرا في ظل ثلاث سنوات من حكم مقاتلي تنظيم “داعش”، عاد عشاق رياضة الطيران الشراعي إلى التحليق في سماء بعض المحافظات العراقية ومنها الموصل.

ويقدم المظليون السابقون في الموصل دورات مجانية في الطيران الشراعي فوق سهول قريبة مذهلة.

وتمكن عدد من الناس المتدربين في الموصل من الاستمتاع بالمناظر الخلابة لمنطقة نينوى من مقعد طائرة شراعية.

النشاطات والفعاليات الساعية للنهوض بأنواع الرياضات ازدادت بعد استعادة مدينة الموصل، ومنها الرياضات الجوية

ويقوم “فرسان السماء”، وهو فريق طيران شراعي تم تأسيسه في عام 2004 من قبل مظليين سابقين، بتدريس الجيل الجديد والقديم تقنيات الطيران الشراعي.

وقامت مجموعة المدربين والمتدربين باختيار جبل ألفاف في سهل نينوى، على بعد 30 كيلومترا شمال شرق الموصل، للقفز من دير قديم يقع على قمة الجبل.

وتعد هذه الدورات جزءا من عرض يقدمه الفريق بشكل مجاني، ويأملون في نشر أفراح الطيران الشراعي في جميع أنحاء المنطقة وزيادة عدد الطيارين الذين يتمكنون من المشاركة في البطولات المحلية والدولية.

واحتضنت أربيل الدورة العربية الثانية لرياضات الطيران الشراعي، في مايو الماضي، وشاركت فيها عشر دول عربية هي سوريا والجزائر وقطر وليبيا السعودية ولبنان وفلسطين ومصر، إضافة إلى المنتخب العراقي.

وحصل المنتخب العراقي على المركز الأول كما حصل المنتخب الليبي على المركز الثاني وجاء في المركز الثالث المنتخب الجزائري.

20