عراقجي يلتقي البوسعيدي وممثلا للحوثيين في مسقط

وزير الخارجية الإيراني يطالب جماعة الحوثي بدعم حزب الله في قتاله مع الجيش الإسرائيلي في خضم التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب.
الاثنين 2024/10/14
لقاء صدفة أم مرتب

طهران - التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط الإثنين محمد عبدالسلام، ممثل المتمردين الحوثيين اليمنيين المدعومين من طهران، بحسب الوزارة.

ونشرت الخارجية الإيرانية صورا للقاء بين الوزير والمتحدث باسم حركة "أنصار الله" ورئيس وفدها المفاوض بشأن النزاع اليمني محمد عبدالسلام، في إطار جولة إقليمية يجريها في خضم توتر متصاعد بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية.

وأكدت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عقد اللقاء، بدون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وطالب وزير الخارجية الإيراني من القيادي الحوثي، دعم الميليشيات لحزب الله اللبناني، حيث أفادت وكالة "مهر" الإيرانية، بأن "عراقجي بحث مع القيادي الحوثي تطورات الاوضاع في لبنان وفلسطين وسبل مساعدة الشعبين الفلسطيني واللبناني امام جرائم إسرائيل".

والتقى عراقجي أيضا نظيره العُماني بدر البوسعيدي وبحثا التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان الذي بدأ منذ عام وتكثّف في الأسابيع الأخيرة، وكذلك الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد هجوم الأخيرة على الدولة العبرية في السابع تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقالت الخارجية العمانية في بيان إن الوزيرين أكّدا "مواصلة ودعم الجهود المبذولة لوقف التصعيد والتوتر في المنطقة عبر الحوار والوسائل السلمية وتسخير الدبلوماسية أداة أساسية لحل الخلافات والصراعات".

وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة "إكس" إن الوزيرين "تبادلا وجهات النظر حول الوضع الإقليمي الخطير" وأكدا "ضرورة وقف الإبادة الجماعية والاعتداءات الإسرائيلية في غزة ولبنان".

ولطالما لعبت سلطنة عُمان دور الوساطة بين إيران والدول الغربية.

وعمان من بين الدول التي تسعى لاحتواء التوتر كي لا ينتقل إلى منطقة الخليج مع استمرار التهديدات الايرانية ومن قبل الوكلاء باستهداف الممرات المائية في باب المندب ومضيق هرمز.

ولا يستبعد أن تلعب عمان دور وساطة لنزع فتيل التوتر في حال توسع النزاع وانتقل لمنطقة الخليج حيث لعبت مسقط في السابق ادوارا للوساطة نجحت في الكثير منها.

ومنذ نوفمبر الماضي، يشنّ الحوثيون في اليمن هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانيها، كما أطلقوا على مدى الأشهر الماضية صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل التي ردّت بتوجيه ضربات إلى مناطق يسيطرون عليها.

 ويقول الحوثيون إن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منذ أكتوبر 2023.

ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوّات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق. وعقب ذلك، أكد الحوثيون أن السفن الأميركية والبريطانية باتت أهدافاً مشروعة لهم.

وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر في إطار ما قالت إنه ردّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصرالله وضابط في الحرب الثوري الإيراني.

وتعهّدت إسرائيل الرد مذاك. وحذّرت طهران من أنها ستردّ على أي اعتداء.

وشدد عراقجي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد الأحد على أن إيران "مستعدة بالكامل للحرب.. لكننا لا نريد حربا، نريد السلام " .

وأضاف عراقجي أن "جذور كل ما يحدث في المنطقة هي الحرب على غزة وتوسيعها إلى لبنان"، مؤكدا أن المنطقة تمر بمرحلة خطيرة وإنهاء كل هذا يبدأ بوقف الحرب على غزة ولبنان.

وكان عراقجي قد بدأ جولته الإقليمية من لبنان في الرابع من الشهر الجاري، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى بيروت، وأجرى فيها لقاءات مع قادة لبنانيين، ثم توجه من هناك إلى دمشق، مجريا مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته بسام الصباغ.

وكذلك زار وزير خارجية إيران، الأربعاء الماضي، السعودية وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير خارجيتهالأمير فيصل بن فرحان. ومن الرياض، توجه عراقجي إلى الدوحة التي تضطلع بدور وساطة في التوترات والحروب الراهنة، وتركّزت المحادثات خصوصا على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة وسبل احتواء النزاع لمنع اتساع رقعته.