عراقجي في السعودية ضمن جولة بالمنطقة لوقف التصعيد الإسرائيلي

طهران - أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن وزير الخارجية عباس عراقجي سيزور السعودية ودولا أخرى في المنطقة اعتبارا من اليوم الثلاثاء لمناقشة القضايا الإقليمية والعمل على وقف "الجرائم" الإسرائيلية في غزة ولبنان، مستبقا جولته بالتأكيد أن أي خطأ استراتيجي ترتكبه الدولة العبرية سيلقى ردا أشد قسوة.
وقال عراقجي في لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام إيرانية "حوارنا يتواصل فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة لمنع الجرائم المخزية التي يرتكبها النظام الصهيوني (إسرائيل) في لبنان استمرارا لجرائمه في غزة".
وأضاف "اعتبارا من اليوم سأبدأ جولة في المنطقة، تشمل الرياض وعواصم أخرى، وسنسعى جاهدين لتكوين حركة جماعية من دول المنطقة... لوقف الهجمات الوحشية في لبنان".
وأوضح عراقجي أن اجتماعا بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي عُقد بشكل غير رسمي، ورغم كون علاقاتنا دائما متقلبة فهناك إرادة بأن تقود هذه العلاقات إلى تعاون إقليمي.
والأسبوع الماضي، أطلقت إيران نحو مئتي صاروخ على إسرائيل في هجوم هو الثاني المعلن لها على أراضي الدولة العبرية، في خطوة وصفتها بأنها رد انتقامي على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة إسرائيلية في 27 سبتمبر، واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في يوليو في عملية نُسبت لإسرائيل.
وما كان لافتا من المواقف الدولية المتوالية، غداة تهديد إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني الأخير، هو موقف دول الخليج العربية المجاورة لإيران، التي شددت على حيادها في الصراع بين العدوين اللدودين.
وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن دول الخليج تسعى إلى طمأنة إيران بأنها ستقف على الحياد في الصراع الإيراني الإسرائيلي، وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا للعنف قد يهدد منشآت النفط.
وأضافت المصادر أن وزراء من دول الخليج وإيران، حضروا اجتماعا للدول الآسيوية استضافته قطر، ركزوا محادثاتهم حول خفض التصعيد.
وشهدت السعودية، أكبر دولة مُصدرة للنفط، تقاربا سياسيا مع طهران في السنوات القليلة الماضية، مما ساهم في تخفيف التوترات الإقليمية، وإن كانت العلاقات لا تزال معقدة.
ويرى محللون ومراقبون أن دول الخليج لن تنخرط بأي شكل من الأشكال في هذا الصراع في حال حدوثه، رغم أن أجواء بعض الدول الخليجية ستكون ممرا إجباريا للطائرات والصواريخ بين طرفي الصراع.
وتسعى دول الخليج للنأي بنفسها عن المواجهة بين إيران وإسرائيل، أملا في وجود حلول سلمية، وعدم تطور المعركة إلى حرب إقليمية شاملة، كما تريد تجنب الهجمات التي يمكن أن تؤثر على إنتاجها النفطي وصادراتها، مثل تلك التي استهدفت منشآت أرامكو على مستوى منشأتي بقيق وهجرة خُرَيص بطائرات مسيرة إيرانية في 2019.
ويعتقد بعض المحللين أن من المرجح أن ترد إسرائيل باستهداف منشآت عسكرية إيرانية وخاصة التي تنتج الصواريخ البالستية مثل تلك التي استخدمت في الهجوم في أول أكتوبر. كما يمكن أن تدمر أنظمة الدفاع الجوي ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
ويمكن أن تستهدف إسرائيل قطاع النفط الإيراني، مما يلحق الضرر باقتصادها، ومن الممكن أن يدفع مثل هذا الهجوم أيضا إيران إلى "ضرب منشآت لإنتاج النفط في السعودية وغيرها من دول الخليج"، وفقا لرويترز.
وحذر عراقجي في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي من أن "أي اعتداء على البنى التحتية الإيرانية سيستدعي رداً أقوى" من قبل طهران.
وحضّ الدولة العبرية على "عدم اختبار إرادة إيران"، وذلك بحسب التصريحات التي أوردتها وكالة إرنا الرسمية.
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي الأسبوع الماضي أن الدولة العبرية تعدّ ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء الماضي.
وفي حين لم تتضح طبيعة الرد الإسرائيلي أو ما قد تكون عليه أهدافه، حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء على تفادي استهداف المنشآت النفطية للجمهورية الإسلامية التي تعد من أكبر منتجي الخام في العالم.
وكان ضابط كبير في الحرس الثوري حذّر الأحد من أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يعد بمثابة "خط أحمر".
وقال العميد رسول سنائي راد وفق ما نقلت عنه وكالة فارس "بعض المسؤولين السياسيين أثاروا امكانية تغيير العقيدة النووية" لإيران عقب التهديدات الإسرائيلية.
وحذّر من أن ضرب المنشآت النووية "سيكون له تأثير على طبيعة ردّ" بلاده على الرد الإسرائيلي.
والأحد، توجّه وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد إلى منشآت نفطية أساسية في جزيرة خارج الواقعة غربي الخليج، والتي تضمّ أكبر محطة لتصدير النفط الخام في الجمهورية الإسلامية.
وحذّرت إيران الإثنين من أنها سترد بقوة على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، لافتة إلى أنها لا تسعى إلى حرب أوسع نطاقا في المنطقة.