عرائس الماريونيت تقدم دروسا في القراءة لأطفال غزة

الفنان الفلسطيني مهدي كريرة أول صانع لعرائس الماريونيت في غزة يعتمدها في تعزيز التعليم بطريقة سهلة ترسخ المعلومات في أدمغة الأطفال.
الجمعة 2019/02/08
طريق مختصر لإيصال المعلومة

غزة - يقدم الفنان الفلسطيني مهدي كريرة في روضة أطفال بمدينة غزة عرضا يدور حول أهمية القراءة، معتمدا في ذلك على فن عرائس الماريونيت، الذي يراه أقرب إلى تبسيط وإيصال المعلومة إلى الأطفال.

ونجح كريرة، الذي يصف نفسه بأنه أول صانع لعرائس الماريونيت في غزة، في إطلاق الهتافات والضحكات من جمهوره من الأطفال، وذلك من خلال فقرة افتتاحية من الغناء والرقص استخدم فيها مهرجا وطباخا ومعلما وطفلا وطفلة، حتى يبلغ طلبته الصغار الدرس بسلاسة.

وأشاد معلمون في روضة الأطفال بجهود كريرة لاستخدامه العرائس في تعزيز التعليم.

وقالت معلمة تدعى إليانا المغري “لقد فرح الأطفال بذلك كثيرا.. كما أنه حين يتم الجمع بين القراءة والفكاهة تحصل الإفادة لأن هذه الطريقة تسهل تثبيت المعلومات في أدمغة الأطفال، بالإضافة إلى أنها تساعدهم وتيسر لهم الفهم”.

وقال الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 39 عاما “لا يكفي وجود المواد والأدوات للحصول على الدمى، بل الأهم كيف تستطيع إعطاءها روحا وشخصية، وهنا تظهر متاعب التصنيع للحصول على الوجه الأمثل، وكذلك صعوبات التحريك حتى تتمكن من تقديم شخصية قادرة على الإبهار”.

وأضاف كريرة “لا أصنع هذه الدمى من أجل بيعها، بل أصنعها ليقيني بأنها تلعب دورا ثانيا في المسرح.. فهي تساهم في إمتاع الناس كبارا وصغارا وإبهارهم، إلى جانب أهمية دورها في تقديم فكرة”.

وأشار إلى أن “فن مسرح عرائس الماريونيت غائب عن غزة.. هي المرة الأول التي تدخل فيها هذه الدمى المدينة الفلسطينية.. على الرغم من أهمية ودور الدمى في المجتمع، فهي تعزز فيه قيما إيجابية. كما تساهم أيضا في تغيير قيم سلبية”.

وصنع كريرة 30 دمية مستخدما الخشب والفلين والبلاستيك وأسلاكا معدنية في ورشة بشرفة منزله، مشيرا إلى أنه تعلم بنفسه كيف يصنع العرائس ويحركها.

وأكد أن بينه وبين هذه الدمى “ارتباطا شديدا.. وأنه يشعر بأنهم في مرتبة أبناء له”، وقال في ما يتعلق بحلمه بشأن المستقبل إنه يحلم بمسرح متحرك يستطيع من خلاله الوصول إلى كل مكان في غزة. وأوضح أنه “يحلم بإقامة مسرح متجول بالاعتماد على حافلة تصل إلى كل قطاع غزة”، مضيفا أنه يأمل “في الانتقال بهذه الدمى وغيرها من الوسائل القادرة على تقديم روايات بصوت جديد ومختلف وبشخصيات جديدة، إلى كل الأماكن”.

وأفادت أسماء ياسين، طفلة شاهدت أحد عروض كريرة، بأن أكثر ما أعجبها وشدها هو المهرج وكذلك الطفلة “منى” والطباخ والفتى “إيش”، مشددة على أن كل شخصيات العرض أعجبتها دون استثناء.

24