إن ما تسمى بدولة القانون مقبلة على تشرذم لا مثيل له، خصوصا إذا أصرّ السيدان مقتدى الصدر وعمار الحكيم على موقفهما في رفض الولاية الثالثة التي ترسّخ دكتاتورية المالكي.

معضلة المالكي لا تكمن في خلافاته مع خصومه السياسيين حتى من البيت الشيعي، بل في نزعته الدكتاتورية وتوجهه الاستبدادي وحقده الطائفي.

ما يبتغيه العراقيون جميعا، أن يكون التحالف الشيعي الجديد عراقيا، قلبا وقالبا، وأن يقدم الهوية الوطنية على كل الهويات الفرعية.

الورقة الطائفية قد احترقت بين يدي المالكي فلا غرابة أن يلتجئ إلى الورقة الوطنية التي لا تليق به لأنه لا يحبها، ولم يعمل على تحقيقها على مدى ثماني سنوات.

ما من أزمة تحدث في العراق إلا وشد المالكي رحاله إلى إيران كي يستعين بالعقليات الإيرانية، عسى أن يجد في فتات تأملاتهم السياسية حلا للأزمات العراقية التي تفنن في استيلادها.

سعى نوري المالكي منذ وصوله المفاجئ إلى سدة الحكم عام 2006 إلى ضرب الحياة المدنية في الصميم، والارتداد بهذا الشعب إلى زمن العصور المظلمة.

لن يقبل الأكراد بعودة الأوضاع إلى سابق عهدها إن استقرت الأمور لمصلحة الأسد، وأبسط ما يطالبون به هو الحكم الذاتي لإقليمهم الذي يسمونه "روش آفا".