عدم تحمل الفركتوز يهدد النمو الطبيعي للأطفال

في حالة التحقق من إصابة الطفل بعدم تحمل الفركتوز فإن الطريقة الوحيدة للعلاج هي الاستغناء عن الأطعمة المحتوية عليه.
الأربعاء 2023/03/29
عدم معالجة الفركتوز قد يلحق الضرر بالكبد

برلين– حذرت مجلة “إلتيرن” الألمانية من أن عدم تحمل الفركتوز (سكر الفاكهة) يهدد نمو الأطفال بشكل طبيعي. وأوضحت المجلة المعنية بالأسرة أن عدم تحمل الفركتوز هو اضطراب خلقي يكون فيه الجهاز الهضمي غير قادر على تكسير ومعالجة الفركتوز بشكل صحيح، وذلك بسبب غياب إنزيم “زيلوز إيزوميراز” أو وجوده بكميات غير كافية. وأضافت “إلتيرن” أن عدم تكسير ومعالجة الفركتوز بشكل صحيح قد يلحق الضرر بالكبد، مما يحد من النمو الصحي والطبيعي للطفل.

لذا شددت “إلتيرن” على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة الأعراض الدالة على إصابة الطفل بعدم تحمل الفركتوز، والتي تتمثل في آلام البطن والإسهال والانتفاخ والغثيان والقيء بعد تناول الفواكه.

وفي حالة التحقق من إصابة الطفل بعدم تحمل الفركتوز، فإن الطريقة الوحيدة للعلاج هي الاستغناء عن الأطعمة المحتوية على الفركتوز لتجنب الإصابة بالمتاعب الصحية.

عدم تفكك جزيئات السكر بشكل تام داخل المعدة يؤدي إلى نشأة مواد سامة يمكن أن تتسبب في الإصابة بدهون الكبد

ونظرا إلى أن السكر المنزلي الشائع مصنوع من البنجر، فإنه يجب أيضا تجنب جميع المنتجات الغذائية التي تحتوي على هذا النوع من السكر في حالة عدم تحمل الفركتوز، وينبغي حينئذ اللجوء إلى المحليات البديلة.

كما شددت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين على أهمية الاكتشاف المبكر لعدم تحمل الفركتوز (سكر الفاكهة) لدى الأطفال، إذ يسهم ذلك في نمو الطفل بشكل طبيعي ويقيه من خطر حدوث تلف بالكبد.

وأوضحت الرابطة التي تتخذ من مدينة كولونيا مقرّا لها، أن عدم تفكك جزيئات السكر بشكل تام داخل المعدة نتيجة عدم تحمل الفركتوز يؤدي إلى نشأة مواد سامة يمكن أن تتسبب في الإصابة بدهون الكبد.

وعادة ما يظهر عدم تحمل الفركتوز الذي يندرج ضمن أمراض التمثيل الغذائي في مرحلة عمرية مبكرة بعد فطام الطفل مباشرة. ويمكن للآباء الاستدلال على إصابة أطفالهم بهذا المرض من خلال رفض الطفل للأطعمة المحتوية على السكر نتيجة شعورهم باضطرابات بعد تناولها.

وأشارت الرابطة الألمانية إلى أن الأعراض المميزة لعدم تحمل الفركتوز تختلف فيما بينها وفقا لنوعه، حيث ينقسم المرض إلى نوعين هماعدم تحمل الفركتوز الوراثي وسوء امتصاص الفركتوز.

ويرجع عدم تحمل الفركتوز الوراثي إلى نقص الإنزيم اللازم لهضم سكر الفاكهة، وتظهر أعراضه في صورة اضطرابات شديدة كنوبات تعرّق أو ارتعاش أو قيء، وربما نوبات انتفاخ غير معتادة بعد تناول الطفل لأيّ فواكه أو عصائر أو حتى أحد أنواع الخضروات المحتوية على سكر الفاكهة .

الاكتشاف المبكر لسكر الفاكهة لدى الأطفال، يسهم في نمو الطفل بشكل طبيعي ويقيه من خطر حدوث تلف بالكبد

أما النوع الثاني المعروف بسوء امتصاص الفركتوز فيرجع إلى وجود خلل في قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص سكر الفاكهة وهضمه بشكل سليم. وتشمل أعراض هذا النوع في الإصابة بنوبات إسهال وانتفاخ، غير أن هذه الاضطرابات لا تظهر إلا عند تناول كميات معينة من سكر الفاكهة.

وسبب تناول أكثر من كميات صغيرة جدًا من الفَرَكتوز أو السُكروز انخفاضًا في مستويات سكر الدم مع تعرُّق وتخليط ذهني، وأحيَانًا اختلاجات وغيبوبة. ويحدث ضرر في الكلى والكبد عند الأطفال المُصابين الذين يستمرون في تناوُل أطعمةٍ تحتوي على الفروكتوز، مما يؤدي إلى اليرقان والتقيؤ وتردِّي قدرات الذهن والاختِلاجَات والوفاة.

وتنطوي الأَعرَاضُ المزمنة على عدم الأكل بشكل جيد والفشل في النمو والأعراض الهضمية والفشل الكبدي وضرر الكلى. وبالنسبة إلى معظم أنواع هذا الاضطراب يمكن أن يساعد التَّشخيص المبكر والحد من تناول أطعمة معيَّنة منذ بداية مرحلة الرضاعة على الوقاية من هذه المشاكل الأكثر خطورة.

والفركتوز هو سكر موجود بصورة طبيعية في الفاكهة، وعصائر الفاكهة، وبعض الخضراوات والعسل. الفركتوز هو مكوِّن أساسي في سكر المائدة (السكروز)، ويُستخدَم شراب الذرة مرتفع الفركتوز لتحلية العديد من الأطعمة والمشروبات المعالجة.

وعندما لا يقوم الجهاز الهضمي بامتصاص الفركتوز بصورة مناسبة، فإن ذلك يسبب ألمًا بالأمعاء وإسهالا وغازات. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الفركتوز تقليل الأطعمة مرتفعة الفركتوز مثل العصائر والتفاح والعنب والبطيخ والبازلاء. ويمكن تحمل بعض الأطعمة منخفضة الفركتوز مثل الموز والتوت والفراولة والجزر والأفوكادو والفاصوليا الخضراء والعدس، بكميات محدودة في الوجبات.

16