عداءات خليجيات ينصحن النساء بالركض وراء أحلامهن

لا يعتبر الخروج المبكر من المسابقات العالمية مثل الأولمبياد هزيمة بالنسبة إلى العداءات الخليجيات بل هن يعتبرن المشاركة انتصارا قادما للمرأة الخليجية بصفة عامة لذلك تنصح الرياضيات النساء بالركض خلف أحلامهن دون خوف لأنها قريبة المنال والتحقيق.
يوجين (الولايات المتحدة) - بثقة كبيرة وابتسامة عريضة استقبلت العداءة السعودية ياسمين عمرو الدباغ أسئلة الصحافيين في المنطقة المختلطة عقب خوضها الدور الأول لسباق 100 م في النسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة يوجين الأميركية.
“إنها تجربة رائعة”. بهذه الكلمات بدأت حديثها، مشيرة إلى أنها “تجربة جديدة بالنسبة إلى البنات الخليجيات عموماً والسعوديات على وجه التحديد”.
اقتصر التواجد الرياضي في التظاهرات العربية والعالمية والأولمبية على الرجال فقط قبل أن يظهر الجنس اللطيف للمرة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012.
وقتها خضعت السعودية ودول أخرى كانت مشاركاتها تشهد غياب الجنس اللطيف مثل قطر وبروناي، لضغوطات اللجنة الأولمبية التي أصدرت قانوناً يحتم على كل دولة منضوية تحت لوائها إشراك رياضية واحدة على الأقل في الدورات الأولمبية تماشيا مع الميثاق الأولمبي.
وهذه ثاني مشاركة للدباغ بعد أولمبياد طوكيو الصيف الماضي، وخرجت من التصفيات بحلولها تاسعة في سلسلتها، قبل أن تحطم رقمها القياسي الشخصي في دورة الألعاب الخليجية في مايو الماضي مسجلة رقماً قدره 12.90 ثانية.
أصيبت ياسمين بوباء كورونا قبل شهر من مونديال يوجين، لكنها رفضت إلقاء اللوم على ذلك لتبرير نتيجتها
رغم إنهائها السلسلة الثالثة من التصفيات في المركز السابع الأخير وتوقف مغامرتها في مشاركتها الأولى في العرس العالمي، عبَّرت ياسمين عن سعادتها الكبيرة لتواجدها في السلسلة ذاتها مع الجامايكية إيلاين تومسون – هيراه بطلة أولمبياد طوكيو الصيف الماضي.
وخاضت الدباغ السلسلة أيضاً إلى جانب الإسرائيلية ديانا فايسمان التي حلت خامسة، لكنها فضلت عدم التعليق على ذلك. وأضافت ياسمين البالغة من العمر 24 عاماً "هذه البداية فقط والقادم أفضل، انها المشاركة الاولى وليست الاخيرة، وسيكون معي أخريات نساند بعضنا في الفعاليات القادمة".
وكانت الدباغ قد كرست تواجد المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية باعتبارها سادس رياضية تخوض غمارها بعد العداءة سارة عطار ولاعبة الجودو وجدان شهرخاني اللتين شاركتا في أولمبياد لندن، ولاعبة المبارزة لبنى العمير والعداءة كاريمان أبوالجدايل ولاعبة الجودو جود فهمي في ريو دي جانيرو.
وقالت حاملة العلم السعودي في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو “يبقى الأهم هو الاحتكاك واكتساب الخبر خصوصاً عندما تشارك مع بطلات عالميات وأولمبيات مثل الجامايكية إيلاين تومسون – هيراه، هذا ما تحتاجه للتطور”.
وأصيبت ياسمين بوباء كورونا قبل شهر من مونديال يوجين، لكنها رفضت إلقاء اللوم على ذلك لتبرير نتيجتها.
وقالت “أصبت بفايروس كوفيد قبل شهر وبالتأكيد أثر علي في التمرين والتطور، لكن هذا ليس عذرا، فالبطولة كبيرة وتحتاج الى تدريبات مكثفة وشاقة وعمل كبير وتركيز”. وأردفت قائلة “على مدار السنة أتمرن ست مرات في الأسبوع وأبذل جهدا كبيرا، كان الهدف أن أحقق رقما جيدا اليوم ولكنني لم أنجح وإن شاء الله القادم أفضل”.

وأكدت ياسمين التي تتدرب في الولايات المتحدة حيث تقيم وتتابع دراستها الجامعية، “الهدف هو أن أحقق ميدالية أرفع بها علم بلادي في المستقبل”.
وحثّت ياسمين مواطناتها على الإقبال على ممارسة الرياضة والاقتداء بالنجوم الرجال لتحقيق نتائج جيدة ترفع شأن المرأة السعودية وعلم بلادها في المحافل الدولية. وأوضحت “إن شاء الله بنات السعودية سيشاركن أيضا في كافة مجالات الرياضة ويركضن وراء أحلامهن من دون خوف”.
العداءة الكويتية مضاوي الشمري (24 عاما) بدورها خرجت خالية الوفاض من الدور الأول لسباق 100 م بحلولها سابعة أيضا في تصفيات المجموعة الأولى (11.91 ث).
وقالت مضوي، “سعيدة كوني بنتا عربية خليجية في هذا المحفل الرياضي، وككل الشابات اللواتي يقدرن أن يحققن أهدافهن وأنصح كل من عندها هذه الموهبة الرياضية بأن تقبل عليها وتكمل مشوارها فيها”. وأضافت “طموحاتي أن أشارك في المزيد من بطولات العالم وتحطيم المزيد من الأرقام القياسية الكويتية وكسب الميداليات العربية والآسيوية”.
وتابعت “مشاركتي في بطولة العالم تدخل في هذا الإطار. صراحة لم يكن السباق سهلا، لكنني الحمد لله تمكنت من إنهائه وتسجيل مشاركتنا والاحتكاك بالعداءات الكبيرات، رغم أنني تأثرت سلبيا بفارق التوقيت بين الكويت وأميركا”. وهي المشاركة الدولية الثالثة للشمري بعد أولمبياد طوكيو الصيف الماضي ولقاء الدوحة الماسي هذا العام.